يعتبر النفط أحد أهم العوامل التي طورت من المجال الصناعي والحياة بشكل عام في القرنين الأخيرين من بعد الثورة الصناعية، فجميع الوسائل الحديثة من توليد الكهرباء ووسائل النقل وغيرها، ولكن النفط والذي يعتبر العصب الرئيسي للحياة في العصر الحالي لا يعتبر اكتشافاً حديثاً إذ إنّ الإنسان قد عرفه منذ العصور القديمة ومنذ ما يزيد على أربعين قرناً ولكن الإنسان قد تعلّم في العصر الحديث طريقة استعماله بشكل أوسع وأكبر بشكل كبير استطاع من خلاله الوصول إلى الاكتشافات والاختراعات العظيمة.
فقبل أربعة آلاف سنة ووفقاً لهيرودوت المؤرخ اليوناني الذي ولد في عام 484 ق.م. كان يتم استعمال الإسفلت في عمليات البناء المختلفة كالجدران وكأبراج بابل، فقد كان يوجد حفر من النفط بالقرب من بابل، كما تمّ العثور على كميات كبيرة منه على ضفاف نهر أسوس إحدى روافد نهر الفرات، كما أنّ المخطوطات الفارسية القديمة تشير إلى أنّ النفط كان يستعمل في الإضاءة والاستخدامات الطبية من قبل الطبقة العليا من المجتمع في تلك العصور، كما أنّه تم حفر آبار النفط في عام 347م وكانت تصل إلى ما يقارب 240 متراً إذ كان يتم استعمالها من أجل تبخير الماء المالح من البحر وإنتاج الملح، وقد كان يطلق على النفط في القرن السابع في اليابان بالماء المحترق.
أمّا التاريخ الحديث للنفط فيرجع إلى العصر التاسع عشر من خلال تكرير الكيروسين من النفط الخام، وفي عام 1847م لاحظ جيمس يونغ وجود تسريب للنفط في منجم للفحم بحيث قام بتقطير هذا النفط من أجل الحصول على زيت خفيف يمكن استعماله كزيت للمصباح كما تمّ الحصول أيضاً إلى زيت ثقيل من أجل تشحيم الآلات، وبدء يونغ بتأسيس مشروع صغير لتكرير النفط، وازداد الاهتمام بالنفط بشكل كبير جداً بعد اختراع محركات الاحتراق الداخلي في القرن العشرين فأدى اختراع هذه المحركات إلى استهلاك الاكتشافات الأولى للنفط والحاجة إلى الحصول على مصادر جديدة للنفط فتم اكتشاف حقول نفط أخرى كبيرة في عام 1910م في كندا والهند الشرقية والمكسيك وإيران وتم استغلالهم بشكل صناعي.
إلّا أنّ الفحم كان مصدر الطاقة الأول حتى عام 1955م على المستوى العالمي وبدأ التوجه بشكل أكبر بعد أزمتي الطاقة في عام 1973م وعام 1979م إلى التوجه إلى أنواع الطاقة المتجددة من أجل إنتاج الطاقة، وذلك للتخوف الكبير والموجود في الوقت الحالي والذي يتمثل في كون النفط من مصادر الطاقة غير المتجددة والقابلة للنفاد مع الاستخدام المستمر له.