على الرغم من كل التطور الهائل الذي أصبح عليه علم الفيزياء في يومنا هذا ، و على الرغم من أن موضوع دراسة الضوء من قبل العلماء يعتبر من أهم موضوعات علم الفيزياء قاطبة ، إلا انه و حتى يومنا هذا لا يزال الضوء سراً من أسرار الله سبحانه و تعالى في خلقه.
إن أهم الحقائق التي أمكن معرفتها عن الضوء أنه ينتج عن وجود فرق في طاقة الإلكترون المنتقل من مدار أبعد إلى مدار أقرب لنواة الذرة ، و قد حار العلماء في وصفه ، أجسيم هو ، أموجة هو ، أذو طبيعة مزدوجة هو ! و آخر ما قالوا فيه انه يسلك أحيانا كموجات وأحيانا أخرى كجسيمات ، و أشد ما نسف عقول العلماء هو إعتماد كونه موجة أو جسيم على رصده من قبل مراصد العلماء ، و هذا هو معترك علم ميكانيكا الكم المعقدة!
تم قياس سرعة الضوء في الفراغ و كانت هي الأعلى على الإطلاق في الكون حتى يومنا هذا و بلغت ثلاثمئة ألف كيلو متر في الثانية الواحدة أو ثلاثمئة مليون متر في الثانية الواحدة، و هي أعلى سرعة كونية على الإطلاق ، و أعلى سرعة ممكنة للضوء ذاته ، حيث ثبت للعلماء أنه أسرع ما يكون في الفراغ و تقل سرعته في الأوساط الأخرى حسب كثافة الوسط ، ففي الهواء مثلاً تقل قليلاً جداً عن ثلاثمئة مليون متر في الثانية الواحدة ، أما في الماء و الزجاج مثلاً فإنها تقل بشكل ملفت ، و كذلك تقل في الأوساط الأخرى و حسب كثافة الوسط فقد تقل بنسبة الثلث لو كان الوسط كثيفاً جداً .
الضوء لونه الأساسي أبيض و هو عبارة عن مجموعة من الألوان كلها تسير بنفس سرعة الضوء و هي ثلاثمائة مليون متر في الثانية الواحدة ، و لكنها تختلف عن بعضها في طول الموجة و التردد بتناسب عكسي فأطولها موجة أقلها ترددا و العكس صحيح.
الضوء قادر عل السفر عبر الفضاء و لمسافات شاسعة فهو لا يتبدد في الفراع ، و هذا يفسر رؤيتنا للنجوم في أقاصي الكون السحيق و هي تبعد عنا تريليونات الكيلو مترات !!