موقع بالي
تقع مدينة بالي الجزريّة في الجزء الشرقيّ الجنوبيّ من القارة الآسيويّة، وتتبع إدارياً جمهوريّة إندونيسيا، ويحدّ المدينة من الناحية الغربيّة سلسلة جزر سوندا الصغرى، وجزيرة جاوا، ومن الناحيّة الشرقيّة جزيرة لومبوك، وتنحصر إحداثيات المدينة بين خط عرض 8.65 درجة باتجاه الشمال، و115.21 درجة باتجاه الشرق، وتصل مساحتها الإجماليّة إلى 5780 كيلو متر مربع، ويعيش عليها ما يقارب أربعة ملايين نسمة.
تتأثر المدينة بالمناخ الاستوائيّ بسبب موقعها، حيث تكون درجات الحرارة مرتفعة في المناطق المنخفضة، ومنخفضة في الجبال، وتسود الرياح الموسميّة في المدينة خلال شهر أكتوبر وحتى شهر أبريل، وتجلب هذه الرياح الأمطار خلال شهر ديسمبر حتى شهر مارس.
تاريخ بالي
يعود أوّل استيطان بشريّ في المدينة إلى عام ألفين قبل الميلاد حيث سكنها الأسترونيزيّين الذين قدموا من أوقيانوسيا، وكان أوّل اتصال أوربي مع المدينة في عام 1512 ميلاديّ من قبل بعثة برتغاليّة بقيادة أنطونيو أبرو ووفرانسيسكو سيراو، وفي عام 1597 م قدم المستكشف الهولنديّ كورنيليس دي هوتمان إلى المدينة، وبعد خمس سنوات أسس شركة الهند الشرقيّة الهولنديّة التي سعت إلى بسط سيطرتها على أرخبيل إندونيسيا كاملاً.
بدأت السيطرة السياسيّة والاقتصاديّة الهولنديّة على بالي في عام 1840 ميلاديّة على الأجزاء الشماليّة من بالي، وبعد مرور خمسين عاماً من هذه السيطرة بدأ التخطيط الهولنديّ لاحتلال الجزء الجنوبيّ من الجزيرة؛ وذلك لتوسيع نفوذها على امتداد المدينة، وفي عام 1906 ميلاديّة شنت القوات البحريّة، والبريّة الهولنديّة هجوم على منطقة سانور التابعة للجزء الجنوبيّ من الجزيرة وكان في مواجهة هذه القوات الآلاف من أعضاء العائلة المالكة وأتباعهم، وقد طلب الهولنديون منهم الاستسلام إلّا أنّهم رفضوا ذلك، وانتهت بحدوث مجزرة مميته للمحليين، ومارس الحكام الهولنديون الرقابة الإداريّة على الجزيرة بعد ذلك، وعلى الرغم من ذلك ظل السكّان المحليون محتفظين بالدين والثقافة التي ربوا عليها.
تكمن أهميّة المدينة في ذلك الوقت بأنّها كانت محطةً لإقامة العديد من مشاهير الغرب في مدينة بالي كعالمي الأنثربولوجيا مارغريت ميد، وجريجوري باتيسون، والفنان ميغيل كوفاروبياس، والموسيقي كولن ماكفي، وخلال الحرب العالميّة الثانية استطاعت الإمبراطوريّة اليابانيّة احتلال المدينة، وبعدّ نهاية الحرب عاد هجوم انتحاري هولنديّ مدجج بالسلاح لاستعادة المدينة، وحصل على ذلك، وفي عام 1946 ميلاديّة أعلنت هولندا بأنّ بالي هي واحدة من ثلاثة عشر مقاطعة تتبع إلى دولة شرق إندونيسيا برئاسة سوكارنو وحتا، وهي دولة منافسة للجمهوريّة الإندونيسيّة، وفي 29/12/1946 ميلاديّة أعلنت البلاد الإندونيسيّة استقلالها التام عن هولندا.