جدول المحتويات
قفزة اليابان
كثيرة هي قصص النجاح بعد الكوارث، ولكن قصة اليابان مختلفة، والشعب الياباني أيضاً مختلف، فهذا الشعب صنع النجاح تلو النجاح بطريقة عجيبة فريدة، إذ استطاع أن يبني نفسه بعد أن ألقيت عليه قنبلتين نوويتين استطاعتا محو مدينتين كاملتين بمن فيهما من الناس خلال الحرب العالمية الثانية، لهذا السبب فإنّ معاناة اليابان ليس كمثلها معاناة.
يسعى العديدون لمعرفة السر وراء كل هذا التقدم الذي يعيشه الشعب في هذه الدولة، وهو تطور وتقدم لم يجئ إلا بعد إصرار كبير جداً على التقدم، والتطور، وبلوغ القمة، والنهوض مجدداً من كافة الأزمات التي عانى منها هذا الشعب مسبقاً. ويمكن القول أن سر التطور في اليابان هو الاهتمام بالإنسان في كافة مراحله العمرية، فالثروة الإنسانية في هذه الدولة هي أساس النهضة بلا منازع.
كيف تطورت اليابان
- المدارس في اليابان استثنائية، حيث يتعامل المعلمون مع الطلاب باحترام شديد، فيشعر الطالب بقيمته عند دخوله المدرسة، كما أن كم القيم التي يتم تعليمها للطلاب بشكل عملي تطبيقيّ يفوق ما يتعلمه الطلاب في المجتمعات الأخرى (العربية تحديداً) بمئات المرات، فالتعليم في اليابان يرتكز على التطبيق العملي، وليس على النصوص بكافة أنواعها كما عند العرب.
- القراءة في كل مكان وزمان هو شعار الياباني، والاستثمار في هذا المجال يعتبر من الأولويات لدى الشعب الياباني، فإذا نظرنا إلى هذا الشعب نظرة معمّقة لوجدناه على الرغم من أنّه متطور جداً وعلى الرغم من أنّ اليابان تعتبر من الدول الأولى عالمياً، إلا أنّ هذا الشعب لا يزال يحتفظ بتراثه وأصالته دون وجود أدنى تعارض، ويمكن إلى حد ما أن نرى انعكاساً لهذا الأمر على طبيعة الثقافة التي يتلقاها الشعب الياباني، فإذا ما نظرنا إلى كتبهم التي تطبع وتوزع لديهم، لوجدنا أن هناك انتشاراً واسعاً جداً للكتب اليابانية التي تحتوي على المفاهيم والقيم اليابانية، بالإضافة إلى أن الكتب الأخرى تطبع أيضاً باللغة الأصلية للبلاد، وهذا عزز من ارتباطهم بتراثهم، إلى جانب توسع مداركهم بسبب القراءة المستمرة.
- الصحة في اليابان لها أولوية قصوى، وهذا الأمر يظهر من طبيعة الغذاء الذي يتناوله أبناء هذا الشعب والذي يعتبر غذاءً صحياً بامتياز، عدا عن العناية الصحية المستمر بالإنسان الياباني مما يجعله قادراً على الإنتاج والحركة بشكل مستمر.
- الميزة الرئيسية في الشعب الياباني أنه شعب يقدر الوقت، فالتأخير عن المواعيد غير معروف لدى اليابانيين، وهذه الخاصية يتعلومنها منذ نعومة أظفارهم، ومن هنا نعود إلى الطريقة التي يتربى عليها الجيل الجديد والتي تختلف تماماً عن الطريقة التي يتربى عليها الآخرون.