بلاد فارس أو الإمبراطورية الفارسيّة ، وتقع إلى الشمال الشرقي لشبه الجزيرة العربيّة ، تأسست في القرن الخامس قبل الميلاد على يد الملك "كورش" .
وتعرف بلاد فارس أيضاً بالدولة "الكسروية" ، هي من أعظم الدول والإمبراطوريّات التي سبقت العهود الإسلاميّة ، حتى قيل بأنها تفوقت في عظمتها وقوّتها على الإمبراطوريّة البيزنطيّة .
كان نظام الحكم في بلاد فارس (كسروياً) ، حيث يسمى الملك كسرى ، تنسب إليه صفات الألوهيّة ، وصلاحياته مطلقة ، ومن أشهر هؤلاء الملوك (كسرى أبرويز) ، حيث وصف نفسه بالإله الخالد ، والعظيم ، وكان مغروراً ومعتداً بنفسه ، واعتبر بأن شعبه خلق لخدمته ، وقال المؤرخون في ذكره بأنه كان الملك الحقود الجشع ، حيث كان يولي جلَّ إهتمامه لجمع الجواهر النفيسة ، حتى فاضت خزائنه من ما كان يجمعه من ذهبٍ وأحجار كريمة ، عن طريق استغلال بؤس رعيته بجمع المظالم منهم ، وتسخيرهم لخدمته وطاعته .
احتكر الأقوياء في الدولة ثروات البلاد ، وانهمكوا في الغوص في مباهج الحياة ومفاتنها ، وكان ترفهم وبسطهم هذا على حساب العامة ، حيث عملوا على تسخير العامة لخدمتهم ، ووعدم السماح لهم بتجاوز ما خلقوا له من أعمال عبودية وخدمة لهم حسب ما كانوا يروه في باقي الشعب ، ومن هنا ازداد الفارق في الدولة ليزدادوا فقراً وبؤساً ، مقابل ازدياد الأقوياء غنى وتسلطاً وعنجهية .
لم يتعرف الفرس على أحد الديانات السماويّة الثلاث إلا على نطاقٍ ضيق ، لذا كان جلهم من المجوس ، ومن ثم أصبحت الزرادشتيّة ديناً للدولة .
وصفت الدولة الفارسية بالإنحطاط الأخلاقي على جميع الصعد ، فبالإضافة لوضع حدود بين النبلاء والحكام ، وعامة الرعيّة والشعب ، لا يجوز تجاوزها بأي شكل ، ويمنع بأن يطمح الفرد بأن ينظر لمركزٍ أعلى متعرف ما هو عليه ، وكانت المرأة تعامل معاملة العبيد بل أقل منزلةً منهم ، حيث كان الزوج يتنازل عنها في اى وقت ، وبدون الإهتمام لرأيها لزوجٍ آخر ، بالإضافة لتعدد الزوجات ، وزواج المحارم .
توالت الإنقلابات والفتن الداخلية في الدولة ، واشتدت الصراعات الداخليّة فيها ، حتى أنه في خلال تسع سنوات حكم البلاد أربعة عشر حاكماً ، الأمر الذي أدى إلى تمزيق أوصال الدولة ، وإضعافها لتصبح مسرحاً للمؤامرات والفتن الداخليّة ، واستمرت على هذه الحال حتى قيام العرب المسلمون بالإجهاز عليها ، وضمها لخارطة فتوحاتهم ، وبذلك إنهارت دولة فارس ، لتحل مكانها حقبة جديدة من الحكم تحت سلطة العرب المسلمين .