بدأ فصل الصيف، وبدأت الحشرات الطائرة والزاحفة تنتشر من جديد، فهذه الحشرات من المشكلات التي لم تجد لها البلديات الحل النهائي في الوقت الحالي، فحتى التخلص منها أصبح من الأولويات التي نادى بها الأهالي على مر سنوات طويلة من أجل التخلص منها، فهي غير أنها مضرة بالجسم، وتنقل الأمراض، إلّا أنّها مزعجة، ولا تجعلك تنام براحة خلال الليل أو النهار، وقد وجدنا أن الحشرات تتناوب علينا خلال اليوم، فتجد الانتشار الغريب للذباب في فترات الصباح الأولى وفي فترة الظهر، وأما في فترة المساء فتجد الناموس أو ما يعرف بالبعوضة منتشرة على حفاف الجداران تنتظر أن يأتي المعيل وينام حتى تمتص دمه وتعيش عليه، والمعروف أن الأماكن المفتوحة هي الأكثر عرضة للإصابة بلسعات الناموس، خاصة الأناس الذين يفضلون التخييم في الخلاء أو الذين لا يملكون حماية كافية لشبابيك البيت كالشبك وغيرها، وقد رصدنا بعض المحاولات المشكورة من البلديات في كل منطقة والتي تهدف إلى رش المبيدات الحشرية في الجو عند بداية الصيف، حتى تقضي على الناموس بشكلٍ كامل بدون أي عودة له، إلّا أنّ تراكم القمامة والمجاري المفتوحة تزيد من هذه الظاهرة، ولا يعد يجدي نفعاً أي حلٍ آخرٍ.
من أكثر ما يقلقنا من البعوض أو الناموس أنه ناقلٌ جيدٌ للأمراض التي قد تصيب الأطفال وتسبب في بعض الحالات للوفاة، لأنها تغرس دبوسها في جسم الإنسان، وتكون قبلها قد وقفت على القمامة أو ما شابه، كما أنها تقرصك وتسبب الحكاك في جسمك، ممّا يؤدّي إلى حدوث حالة من التهيج على الجلد أو الألم خاصة للأطفال، ومن أهم الأمراض التي تسببها لدغات الناموس ما يلي:
الملاريا: وهي من الأمراض التي قضى بسببها الكثير من البشر على امتداد العالم ككل، ويعتبر الناموس الناقل الأول لهذا المرض، إلّا أنه في الوقت الحالي وجدنا انحساراً ملحوظاً لهذا المرض نتيجة التوعية الكاملة، كما أن نوعاً معيناً من الناموس وليس كل الأنواع من تنقل هذا المرض، وانتشر في فترةٍ ما في الدول الأفريقية وأدى إلى إتلاف في الثروة الحيوانية أيضاً، فحتى الحيوانات لم تسلم من لدغات الناموس وبالتالي نفوقها على الفور. الحمى الصفراء: والمعروف أنها تنتقل بسبب نوعاً معيناً من الناموس الكبير الحجم، والذي يلدغ الجسم ويسبب علامة على الجلد، ومن الممكن العلاج و دواء منه، ولكن تجد أن أغلب الناس لا تنتبه للعدوى إلّا بعد تفاقم الإصابة.
كيف أقضي على الناموس في البيت
ولأنها البيئة الآمنة لنا ولأفراد أسرتنا كان لا بد من إيجاد بعض الطرق ووسائل الفاعلة، والتي من شأنها أن تساعد في التقليل من كمية البعوض أو الناموس المنتشرة في البيت من جهة، وأيضاً منعها من الدخول من جهة أخرى، لذلك وجدنا أن الشركات المختصة في هذا المجال قد عملت على ابتكار العديد من الطرق ووسائل المفيدة والتي لاقت رواجاً بين صفوف المواطنين، خاصة أولئك الذين يعيشون على ضفاف المدن والذين يقطنون بجوار المزارع أو الغابات وغيرها، وهذا ما قلل من نسبة الإصابة بالأمراض من جهة، وحماية البيت والعائلة من أسراب الناموس من جهة أخرى، ومن أهم الطرق ووسائل المستحدثة والفاعلة في الانتهاء والتخلص من الناموس ما يلي:
إغلاق مداخل الشبابيك جيداً: فأكثر الأماكن التي ترصد دخول الناموس هي الشبابيك، لذلك قبل أن يحل الظلام، يجب أن تقوم ربة المنزل بإغلاق الشبابيك بالكامل، وإن كانت هي مدخل الهواء والمتنفس الوحيد فلا بدّ من استخدام الشبك على الشبابيك بالكامل، وهي تجعل دخول الناموس مستحيلاُ كما أنها تدخل الهواء منقى ونظيفاً، ولذلك فإن التعامل مع الناموس يكون أقل بكثير من غيره، وفي حال لم يتوافر الشبك، فمن الممكن تغطية الشباك بشالة رقيقة أو مخرمة بفتحات صغيرة، فهذا يمنعها من الدخول ويحافظ على التهوية داخل المنزل. في حال كان المنزل من البيوت القديمة التي تنتشر فيها المزروعات أو يوجد بها برك المياه فيجب أن تنظف هذه البرك باستمرار، وفي حال ركودها يجب على صاحب البيت التخلص منها لأنها تكون المكان الآمن لوضع بيوض الناموس، وبذلك تكون المشكلة الحقيقية موجودة في البيت ويجب التخلص منها، ويمكن التخلص منها بطريقة الردم عن طريق نقل الرمل النظيف وإغلاق هذه البرك بالكامل. المضراب الكهربائية: فوجدنا أن شدة الأزمة ولدت لدينا أفكاراً مفيدة جداً للتخلص من الناموس، وكان من أهمها المضرب الذي يشحن بالكهرباء، أو يعمل على البطارية، ويساعدك هذا المضرب في الانتهاء والتخلص من أي ناموس يقترب منك أثناء جلوسك في البيت أو العمل، فبمجرد اقتراب الناموس من الممكن أن تقوم بضربه بالمضرب الذي بيدك، وهذا يصعقها ويقتلها على الفور، ولكن هذا النوع من المضارب لا يغني عن النوع العادي البلاستيكي الخفيف الذي يقضي على الناموس دفعة واحدة، كما أنه يخلصنا منه بشكلٍ كامل، وبدون أن يزعجنا طوال الجلوس، وتبقى هذه الحلول مؤقتة لأنها لا تفيد إلّا أثناء النهار. العلبة الكهربائية للقضاء على الناموس المنزلي: وهي علبة تشبك في الكهرباء، ويوضع بها شريط أو قطعة تصدر رائحة ليست مؤذية للبشر، ولكنها في نفس الوقت سامة جداً للبعوض، وتعمل على القضاء عليه بشكل كبير، ومن الممكن أن تجدها في الصيدليات، وفعالة جداً وآمنة على الأطفال وأهل المنزل، كما أنها تخفف من تواجد البعوض في المنزل. الشريط المحترق: وهو من الطرق ووسائل القديمة والتقليدية التي تربينا عليها، فكان الأهل على سبيل المثال يقومون بإيقاد هذا الشريط ويوضع بمكان آمن داخل الغرفة، ويترك حتى يصدر الدخان الذي يقضي على الناموس، وفي نفس الوقت تغلق عليه الغرفة حتى لا يخرج الدخان للخارج، وبعدها نقوم بإخراج هذا الشريط إلى الغرفة المجاورة وهكذا، حتى نمرره على أكثر من غرفة بأكثر من طريقة، وهذا ما ساعد في التخفيف وانقاص من هذه الظاهرة بشكلٍ كبير. الناموسية: وهي من الطرق ووسائل القديمة والتقليدية أيضاً، وساهمت هذه الطريقة في الانتهاء والتخلص من الناموس بشكل فعال، فحتى لو كانت الغرفة تعج بالناموس، وذهبت للنوم ما عليه إلا أن تغطي أطراف سريرك بقطعة من القماش الرقيق والذي يحتوي على فتحات صغيرة للغاية الهدف منها إدخال الهواء إلى النائم، وتكون في الغالب ذات ألوان فاتحة، وما زالت حتى اليوم تستخدم في المناطق الريفية وحتى على الأطفال حديثي الولادة ممن لا يملكون القدرة على الانتهاء والتخلص من أي مرض قد ينقله الناموس. الشمع: وهي طريقة أيضاً فعالة في القضاء على الناموس، فما عليك إلّا أن تغلق باب الغرفة، وتطفئ الإنارة بالكامل، وتجعل الغرفة معتمة جداً، ثم تحضر شمعة وتضعها على الأرض، وتتركها المدة التي تريد، والأهم من ذلك أن تجعل الغرفة مقفلة، وبعد ذلك ستلاحظ أن البعوض قد تم التخلص منه لأنه تجمع حول مصدر الإنارة الذي هو بالأصل ناراً حارقة.
إنّ الطرق ووسائل التي تم رصدها من الطرق ووسائل التقليدية التي عهدناها، وعرفناها، ولم نعرف غيرها، إلا أن هناك بعض الطرق ووسائل الجديدة، والتي من شأنها أن تساعد في الانتهاء والتخلص من البعوض ولكنها لم تصلنا حتى الآن لأنها قيد التجربة من المناطق التي عملت على استحداثها كالدول الغربية والمتقدمة في مثل هذه المجالات.
