تعريف ومعنى الطلاق لغويّاً بأنّه رفع القيّد الثابت شرعّاً بالنكاح والحل والإخلاء والإرسال، أما إصطلاحاً فالمقصود به حلّ عقد الزواج أو نقضه،فقد شرع الله سبحانه وتعالى الزّواج ليكون سكينّة ومودّة بين الزوجين، مُبينّاً شروطه التي تضمن إستمرار الحياة، ولا بدّ أن تحدث بعض الخلافات بينهما، فأتى الإسلام وأعطى الزوجين محاولة لإصلاح ذات البيّن بتدخل الأهل والأصحاب من ذوي الحكمة والرأي، وإن إستحالّت الحياة بينهما،شرع الإسلام التفريق والطّلاق في إنهاء مشاكل وعيوب الحياة الزوجية، وسنقوم بتقديم أهم المعلومات حول الطلاق الغيابي بالتفصيل خلال هذا المقال.

الطلاق الغيابي

  • الطّلاق الغيابي الذي يقع على الزوجة غيابياً أي بعدم وجودها، فقد يكون الزوج في بلد وهي في بلداً آخر، وأحياناَ يكونا في نفس البلد، لكن الزوج يوكّل شخصاً آخر في الطّلاق، على شرط أن يكون طلّق زوجته لفظياً وعازمٌ على الطلاق، ويبقى الأمر مبُهمّاً حول تثبيّت الطلاق بالمعرفة التامّة لكيفيّة لفظ الطلاق الذي أوقعّه الزوج على الزوجة مع الأخّذ بعين الإعتبار بحالة الزوج النفسيّة.
  • حقوق الزوجة في حال وقوع الطّلاق الغيابيّ لا تفقدها في مؤخّر الصداق، لكن تسقط عنها المسكن والكسوة وما إلى ذلك.
  • تسريّ إجراءات الطّلاق تبعاً للإجراءات المعُتمدة في الدولة، وحسب الشريعة الإسلامية.
  • فسّر الناس أنّ وقوع الطّلاق الغيابي يدّل على تسلّط وجبروت الرجل الشرقي، ووقوعه يجلب الإهانة وعدم الإحترام للمرأة المسلمة.

حكم الطّلاق الغيابي

  • يجوز وقوع الطلاق الغيابي في الإسلام عند التأكد من وصول كلا الزوجين إلى طريق مسدود وخلافات يستحيل عودة الحياة والتعايش بإستقرار بينهما.
  • إستدّل علماء الشريعة والقضاة على جواز ومشروعية وقوع الطلاق الغيابي بالآية الكريمة من قول الله تعالى بسورة الطّلاق: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ)،وسورة البقرة: (الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ? فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ).

أنواع الطلاق

قسم الإسلام الطّلاق على أنواع ومراحل، وذلك حتى لا تختلط ولا تشتبه الأمور على المسلمين، وتجنب الوقوع في الحرام، ومن أنواع الطلاق:

  • الطّلاق الرّجعي: الذي يقع على الزوجة من قبل الزوج بعد الدخول بها، وله أن يردّها إلى عصمتّه خلال فترة العدّة، لبقاء عقد النكاح مشروعاً وقائماً، وإذا توفيّ الزوج خلال عدّة الزوجة أو هيّ توفّت يحق لكلاهما وراثة الآخر.
  • الطّلاق البائن: وينقسم إلى:
    1- طّلاق بائن بينونةً صُغرى: ويكون وقوعه أقل من ثلاثة طلقات،ولا مانع من يردّها الزوج إلى عصمتّه حتى بعد إنقضاء فترة العدّة،على شرط بعقد ومهر جديدان وبرضا الطرفان.
    2- طّلاق بائن بينونةً كُبرى: وهو يقع بعد الطلقة الثالثة، ويُحرّم إرجاع الزوجه عليه حرمة أبدية إلا في حال تزوجت من رجلاً آخر وقام بتطليقها بلا إتفاق.

أثار الطلاق الغيابي الكثير من المشاكل، خصوصاً وقوعه بدون علم الزوجة وعدم توثيقه لفترة طويلة، مما شكّل أذىّ على الزوجة، إذا ما كان بنيّة الزوج ظلم الزوجه والتلاعب بها، وقد ظهرت منظمات نسائية وجمعيات مثل حماية الأسرة من أهم أهدافها عدم وقوع الطلاق على المرآة غيابيّاً إلا في وجود الزوجة  أو من توكله بالنيابة عنها ،فالإسلام أوصىّ بحسن معاشرة الزوجة، بقوله تعالى: «وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ» من سورة البقرة،لكن الشريعة والإفتاء لم تمنع أو تُحرّم وقوع الطلاق في غياب الزوجة،والإكتفاء بأن ينطق الزوج لفظ الطلاق بعدم حضورها بأن يقول (طلقّت زوجتي فلانة..) أمام المأذون أو القاضي، فيكون حكم الطلاق شرعاً جائزاً ويوُثقّ.

وعليه فإنه لا يُشتّرط الإسلام وقوع الطلاق الغيابي بحضور الزوجة، ويقع عليها بحضورها أو غيابها، وبأن الشريعة الإسلامية لم تشترط على الزوج وتُلزمه وجودها عندما يستخدم حقه في التفريق والطلاق.

المراجع:     1         2