نظافة البيئة وحمايتها من التلوث

تمثل البيئة نظاماً حيوياً متكاملاً يضم جميع مكوناتها، إذ أنها تعتبر عالماً من الأحياء والجمادات التي تتكامل معاً وتؤدي وظائف كثيرة فيما بينها لتستمر الحياة، ولأنها الأساس الذي تستند عليه مختلف المخلوقات الحية في حياتها، يجب أن تظلّ متناسقة ومتوازنة، وأن لا يدخل التلوث إلى مرافقها أو مكوناتها كي لا يحدث فيها أي اختلال، فتلوث البيئة يعني حدوث خلل في نظامها، وهذا يؤدي إلى اختلال النظام البيئي بشكل كامل، وربما يسبب اختلالات خطيرة جداً تهدد مختلف المخلوقات، لهذا يجب الحفاظ على نظافة البيئة وحمايتها من التلوث.

تكمن أهمية وفائدة الحفاظ على البيئة من التلوث بأن حياة المخلوقات مرتبطة بها، وأي اختلال في مكوناتها يمكن أن يسبب انتشار أمراضٍ خطيرة، وحدوث مجاعات وتصحر ونقص في موارد المياه الصالحة للشرب، كما يمكن أن يسبب تلوثها انقراض بعض المخلوقات وتناقص أعداد مخلوقات أخرى، فالتلوث البيئي أمرٌ لا يُستهان به أبداً، خصوصاً أن تأثيره يستمر لسنوات طويلة، وربما يحتاج إلى الكثير من العمل كي تعود البيئة إلى نظافتها المعهودة، خصوصاً مع التقدم الصناعي والتكنولوجي الهائل الذي سبب تعدد مصادر التلوث وزيادة صعوبة التخلص منها.

من أكثر سلبيات تلوث البيئة أنها تمثل تهديداً مباشراً لحياة الإنسان، فالتلوث البيئي سبب ثقباً في طبقة الأوزون، مما يعني زيادة تسرب الأشعة الشمسية الضارة إلى الأرض، وزيادة حدوث الأمراض الجلدية الخطيرة، ومن أضرار التلوث البيئي أيضاً ما حصل من موت للكثير من الأحياء البحرية نتيجة تسرب المواد السامة إلى مياه البحر، بالإضافة إلى زيادة نسبة التصحر نتيجة تقطيع الغابات، وهذا سبب أيضاً تناقص اعداد الكائنات البرية التي تعتبر الغابات موطناً لها.

إن مسؤولية تلوث البيئة تقع على عاتق جميع الفئات، ولهذا يجب أن تكون حمايتها بفرض القوانين الرادعة التي تمنع أو على الأقل تقلل من رمي الملوثات فيها، خصوصاً فيما يتعلق بملوثات الهواء الجوي والغازات والأبخرة السامة، بالإضافة إلى الملوثات السائلة التي تلوث مياه البحار والأنهار والتربة وتسبب تلوث المياه الجوفية، ولهذا تسعى الدول جميعها إلى فرض قوانين تنظم استخدام الموارد البيئة، بالإضافة إلى تنظيم استخدامها والحفاظ على نظافتها، وعمل محميات طبيعية للكائنات الحية المهددة بالإنقراض، وذلك لأجل الحفاظ على نظافة البيئة وحمايتها من التلوث.

إن الحفاظ على نظافة البيئة وحمايتها من التلوث واجبٌ مفروضٌ على الجميع، وهو نابع من الواجب الديني والأخلاقي واحترام حق الآخرين والأجيال القادمة في الاستفادة من البيئة، لأن التلوث البيئي يعتبر مظهراً سيئاً وله عواقب غير محمودة، لكن بالتعاون والتكافل يمكن الحفاظ على البيئة وحمايتها.