الماء سر الحياة

الماء هو ذلك السائل العجيب الذي أودع الله سبحانه وتعالى سرّه فيه، فهو أساس استمرار حياة الكائنات الحية، فلولاه لما كانت الحياة موجودة أصلاً، ولهذا وصفه الله جلّ وعلا في القرآن الكريم بقوله: “وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ? أَفَلَا يُؤْمِنُونَ” [الأنبياء- ايه 30 ]، ولا عجب أن الماء هو المكون الرئيس لأجسام الكائنات الحية، كما أنه يغطي ما يقارب ثلاثة أرباع الكرة الأرضية من بحار ومحيطات وأنهار، ويمثل الماء موطناً لملايين الكائنات الحية البحرية كالأسماك وغيرها من النباتات البحرية.

إن أهمية وفائدة الماء لا تقتصر على كونه يروي ظمأ الكائنات الحية، بل إنه سببٌ في انتشار الخضرة في الأرض وإحياء البذور والنباتات، ممّا يتيح لها إنتاج الأكسجين وتخليص الأجواء من ثاني أكسيد الكربون، كما أن الماء الموجود في البحار والأنهار والمحيطات ساعد في نشوء الحضارات وقيامها على صفافها، خصوصاً أن أي حضارة في العالم لا يمكن أن تصمد دون وجود الماء، لأنه أساس تطور وتقدم جميع المجالات وخصوصاً الزراعة والصناعة والمجالات الإنشائية.

إقرأ أيضا : موضوع عن الماء

يعدّ الماء هو أساس دورة الحياة في الطبيعة، خصوصاً أنّ دورته التي تبدأ من تبخره إلى هطوله تساعد في تلطيف الأجواء وزيادة نسبة الرطوبة، كما أن هطوله على شكل أمطار يسهم في رفد المياه الجوفية وتوفير كميات أكبر من المياه الصالحة للشرب، كما يُستخدم الماء في نشر أجواءٍ من الفرح والسحر والجمال، ويكون هذا بعمل العديد من المشاريع التي يكون فيها الماء شيئاً أساسياً كالنوافير والنواعير والقنوات وغيرها من برك السباحة والألعاب المائية، ولا يمكن أبداً تجاوز أهمية وفائدة الماء في الحصول على النظافة الشخصية والتطهر من الأوساخ وتنظيف الجسم والمكان.

لو تخيلنا عالماً يخلو من الماء لكانت الصورة أشبه بصحراء قاحلة لا حياة فيها، فلا يمكن لأي كائن حي أن يستغني عن وجود الماء، فهو نعمةٌ لا يدركها إلا من وجد نقصاً فيها، فالعرب وصفوا صعوبة غياب الماء بأنه أهون موجود وأعز مفقود، أي أنه بالرغم من أن الناس لا يشعرون بأهميته عندما يكون وفيراً وكثيراً، لكن مجرد غيابه لساعات يسبب الكثير من القلق، ولأنّ الماء مهمّ جداً، فلا بدّ من الحفاظ عليه من التلوث والنضوب، ويكون هذا بترشيد استخدامه وعدم هدره دون حاجة، والحفاظ على مصادره من التلوث بأشكاله كافة، كما يجب الاهتمام بجمعه من مياه الأمطار بإقامة السدود والبرك التي تمنع ذهابه بلا فائدة، فالماء من أعظم النعم  التي يجب أن تُصان.