كلمة عن الصلاة

الصلاة عمودُ الدين، وهي أهم ما يربط العبد بربه، فحين فرض الله -سبحانه وتعالى- الصلاة، جعلها في خمسةِ أوقاتٍ موزّعة على اليوم؛ وذلك ليظلّ العبدُ موصولاً بخالقه، ومن أقامها فقد أقام الدين والتزم بما أمر به الله، ومن هدمها فقد هدم أركان الدين وكان إيمانه ناقصاً، فالله سبحانه وتعالى أمر جميع المسلمين أن يؤدوا الصلاة على وقتها وذلك بقوله جلّ وعلا: “إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا”، فالصلاة هي الملجأ الآمن الذي يجد الإنسان فيه روحه وأمانه وطمأنينته، ومن يلتزم بأدائها سيكتشف أن الحياة مع الصلاة حياة فيها قدرٌ كبيرٌ من الروحانية والأمان.

الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام بعد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فالإسلام بُني على خمسة أركان، وحين تكون هي الركن الثاني منه فهذا يعني أنها جزءٌ أساسيّ في إيمان الفرد، ودونها يكون الإيمان ناقصًا، وهذا دليلٌ على أهميتها العظيمة، ولا عجب أن الكثير من آيات القرآن الكريم جاءت لتؤكد على إقامة الصلاة على وقتها وعدم تأجيلها؛ لأن من يؤجل صلاته دونما سببٍ مشروع فكأنما أجل لقاءه مع الله، وهذا يعدّ استهتاراً كبيراً يوجب العقاب، كما يجب على المؤمن أن يؤديها بخشوعٍ تامّ ليقبلها الله.

إن الغاية من الصلاة أن يُطيع العبد ربه وأن يلتزم أوامره وأن يكون مثالاً للأخلاق الحميدة والصفات النبيلة، فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، وتُحسن أخلاق الفرد وتدلّه على الطريق الصحيح والقويم، وتساعد في معرفة درب الخير لأن الله تعالى يهدي عباده المؤمنين الملتزمين إلى الخير دائماً، ويُنير قلوبهم وبصيرتهم بالصلاة، فهنيئًا لمن كان ملتزماً بها، والويل لمن يسهو عنها، وقد حذر الله تعالى من يسهو عن أداء صلاته بالعقاب العسير.

لا تقتصر فوائد الصلاة على الفائدة الدينية والروحانية والنفسية، فبالإضافة إلى أنها تخلص النفس من القلق والتوتر، فإنها أيضًا تشرح القلب والنفس، وتُعدّ لياقة بدنية للجسم، خصوصاً أن حركاتها تُساهم في هذا، كما أن للسجود فوائد كثيرة من أبرزها تخليص الجسم من الشحنات الزائدة، وغير ذلك الكثير، لذلك إن لله تعالى حكمة من كل شيء، وحين فرض الصلاة على عباده كان هذا لحكمةٍ عظيمة جداً، فمن أراد ان يلحق بركب المؤمنين عليه ان يلتزم بها، ومن أراد الفوز في الدنيا والآخرة عليه أيضًا أن يواظب على أدائها، وأن يحاول دائماً أن تكون صلاته في جماعة وأن تكون بخشوع تامّ، وعلى وقتها الذي حدَّده الله تعالى.