المستقبل هو الشيء الغامض الذي لا يمكن التنبؤ به، فحياة الإنسان عبارة عن ماضٍ وهو كل ما حدث وانتهى بخيره وشره، وحاضر هو الذي ما زال يعيشه، ومستقبل وهو ما لم يأت بعد، وتختلط مشاعر الإنسان نحو المستقبل فأحياناً يترقبه بفارغ الصبر، وأحياناً يتمنى أن يطول وذلك يعتمد على حالة الشخص النفسية، ويرتبط المستقبل عند المسلمين بالإيمان بالله تعالى وبالقدر والتوكل عليه عز وجل، فلا يتكل ولا يتواكل وإنما يأخذ بالما هى اسباب ثم ينتظر المستقبل ويرضى بكل ما يحمله، بكل تفاؤلٍ وإيجابية، وعلى الوالدين زيادة وعي الأبناء حول المستقبل، وطريقة تحقيق الاحسن وأفضل فيه، وعلى المدرسة أيضاً تعليم الطلاب طريقة التفكير السليم بالمستقبل.

ويحتاج المستقبل إلى التخطيط الجيد لتحقيق احسن وأفضل النتائج، فذلك لا يتنافى مع الإيمان بالقدر خيره وشره، وإنما أمرنا الإسلام بالأخذ بالما هى اسباب مع التوكل على الله، فيمكن التفكير بهدوء بكل ما حدث في الماضي وما يحدث في الحاضر من أجل أخذ الدروس والعبر وعدم الوقوع في نفس الأخطاء، ومحاولة اختيار الطرق ووسائل التي تقود نحو التحسن والنهوض، ومن الجيد التفكير دائماً بالأحلام المرغوبة وذلك من أجل شحن الهمة والطاقة للاستمرار في العمل لتحقيقها، ويمكن أن يقوم الشخص بتخيل نفسه وقد حقق ما يصبو إليه مما يولد طاقةً إيجابية في نفسه، وفي نفس الوقت يجب الابتعاد عن التفكير بشكلٍ سلبي حتى لو كان الماضي غير مشرق أو كان الحاضر صعباً، وإنما الاستبشار بالخير دائماً فالمستقبل بيد الله ويمكن تغييره، وقد أثبتت طريقة كتابة الأشياء المراد تحقيقها على ورقةٍ، وكتابة الأشياء التي تم إنجازها نجاحها في التقدم للأمام، ولكن في جميع الأحوال يجب أن تتوافق الخطة الموضوعة مع الإمكانيات والواقع، فمثلاً من الخطأ الحلم بشراء منزل أو سيارة في المستقبل مع التقاعس عن جمع المال لذلك، وعلى الشخص استغلال الوقت الحاضر من أجل تحقيق المستقبل الجيد، فمن يعمل في مجال التخطيط للمستقبل يدرك أهمية وفائدة الوقت فلا يضيّعه في أمورٍ غير مهمة.

وقد يلجأ البعض إلى محاولة التعرف على مجريات المستقبل بسبب فضوله وفقدانه للصبر، وقد استغل بعض الدجالين هذا الفضول وقاموا بالحصول على الكثير من الأموال من هؤلاء الأشخاص مدعين التعرف على المستقبل من خلال عدة طرق ووسائل مثل: قراءة ما ترسمه بقايا القهوة في الفنجان الذي يشرب منه الشخص، أو من خلال رمي الحصى على الرمال، أو محاولة قراءة خطوط اليد، أو تتبع النجوم والأجرام السماوية وغيرها من الوسائل الكاذبة، وهذا كله يتعارض مع الإيمان بالله تعالى والتوكل عليه ومن يؤمن بمثل هذه الخرافات فإنه يعاني ضعفاً في عقيدته ويجب الابتعاد عن مثل هذه الأفكار والعودة إلى الله تعالى، والإيمان بأنّ المستقبل بيد الله تعالى وحده.

ننصحك بمشاهدة الفيديو التالي لتعلم كتابة موضوع تعبير بطريقة احترافية في دقيقة واحدة: