الكهرباء

تعتبر الكهرباء من أعظم الاختراعات على مرّ العصور، حيث أحدثت ثورة هائلة في جميع قطاعات الحياة، سواء القطاعات الإنشائية أو الصناعية أو الزراعية وحتى الاجتماعية، إذ أن الكهرباء اليوم تسيطر على حياة المجتمعات وتدخل في معظم تفاصيلها، ولا يستطيع أي بيت أو مصنع أو منشأة الاستغناء عنها، خصوصاً أن الأجهزة الكهربائية سهلت الحياة بشكل كبير على الناس، وجعلت الحياة أكثر رفاهية، وبهذا تعتبر الكهرباء صاحبة الفضل الكبير في تسهيل حياة الناس وجعلها أكثر راحة وسلاسةً، فمجرد انقطاع الكهرباء لفترة قصيرة يسبب الكثير من الانزعاج ويعطل أعمالاً كثيرة.

لا تقتصر فوائد الكهرباء على الإنارة، بل أنها الجزء الأهم في تشغيل جميع الأجهزة، كما أنها أحدثت ثورة هائلة في الصناعة ووفرت الكثير من الوقت والجهد، واختصرت الكثير من الوقود والأيدي العاملة، أما في مجال الزراعة فقد ساهمت في تطويرها بشكل كبير جداً، وبدلاً من الوقت الذي كان يقضيه آلاف العمال في حراثة الأرض وبذارها وحصاد الثمار ورش المبيدات الحشرية، أصبحت كل هذه الأشياء تُنجز بسهولة وبسرعة كبيرة بفضل الآلات الزراعية الحديثة التي تعمل على الكهرباء.

ساهمت الكهرباء في إنقاذ ملايين البشر، وذلك بفضل الأجهزة الطبية التي تعمل على الكهرباء سواء كانت أجهزة التنفس الاصطناعي أو أجهزة غسيل الكلى أو الأجهزة المخبرية وغيرها، أما في المجال التعليمي فقد حققت الكهرباء إنجازات هائلة في مجال تسهيل الحصول على المعرفة من خلال اختراع الكومبيوتر والإنترنت وغيرها من وسائل الاتصال التي يعتمد استخدامها على الكهرباء، بالإضافة إلى اختراع المواصلات التي تعتمد أيضاً عليها.

يعود الفضل في اختراع الكهرباء إلى تضافر جهود عدد من العلماء عبر العصور وأولهم توماس أديسون، حيث يعتبر اختراعه الأولي للكهرباء الأساس في الاختراعات التالية، وتطوير المصابيح بمختلف أنواعها وأشكالها، وبهذا أنهى أزماناً كثيرة من الظلام، كان يقضيها الناس على الإنارة البدائية كالنار والشمع وغيرها من طرق ووسائل الإنارة القديمة والتي كان يستخدمها الناس قبل اختراع الكهرباء.

من الأشياء الرائعة والتي تعطي أملاً بالمستقبل، أن الكهرباء يمكن اعتبارها من الطاقة المتجددة، إذ يمكن توليدها بطرق ووسائل طبيعية ونظيفة، واعتماداً على طاقة الرياح وطاقة المياه والطاقة الشمسية، وهذا يعني إنتاج كهرباء نظيفة لا يسبب توليدها أي ضرر للبيئة، ومن الأشياء الهامة أيضاً ضرورة الاقتصاد والتوفير في استهلاك الكهرباء، وعدم إنارة المصابيح الزائدة، واستخدام مصابيح وأجهزة توفير الطاقة، فالكهرباء ذات أهمية وفائدة كبرى، وليس من السهل الحصول عليها، ويوجد الكثير من البيئات التي لا تزال محرومة منها، فهي نعمة يجب الحفاظ عليها واستخدامها بطرق ووسائل صحيحة وآمنة وبعيدة عن التبذير.