يعتبر التدخين من أكثر المشاكل وعيوب السلوكية انتشارا في العالم, حيث يتم استخدامه كوسيلة لتخفيف وانقاص المزاج السلبي, و الإسترخاء, و تقليل الإضرابات العاطفية, إلا أنه مرتبط مع زيادة مستويات الإكتئاب  و التوتر, و  قد أفادت التقارير بأن مستويات الضغط النفسي عند المدخنين أعلى منها مقارنة مع الأشخاص غير المدخنين, كما أنه يقلل من الراحة النفسية و العقلية لديهم, و يعمل الإقلاع عن التدخين, على انخفاض المزاج الإيجابي, و ارتفاع  معدلات المزاج السلبي, الذي يزيد من الرغبة الشديدة في تدخين السجائر, مما يحفز روح التحدي عند المدخن لوقف التدخين بشكل نهائي, و في مراحل الإقلاع الأولية, يعاني الأشخاص الكثير من القلق, و الإكتئاب, و التهيج و الأرق, و الصعوبة في التركيز, و تدني الحالة المزاجية, و قد أكدت الدراسات بأن التغيرات السلبية في المزاج, تقل و بشكل كبير, بعد شهر إلى ثلاثة أشهر على الأقل  من ترك التدخين.

ما الذي يسبب تغيرات المزاج عند الإقلاع عن التدخين؟

هناك بعض الاسباب التي تؤدي لتغير المزاج عند الاقلاع عن التدخين وفي ما يلي ذكر لأهما:

-ما هى اسباب نفسية

تختلف الحالات المزاجية الناتجة عن ترك التدخين من شخص لآخر, و قد أظهرت الدراسات بأن الأشخاص الذين كانوا يعانوا من حالات الإكتئاب و العصبية قبل البدء في التدخين,  قد لجؤا  لاستخدامه للتخفيف وانقاص من هذه الأعراض, فهم يعتمدون على كميات عالية من النيكوتين, مما يخفض من فكرة الإقلاع عنه.

-بيولوجيا الأعصاب

يعتقد بأن العجز العاطفي و المعرفي الذي يتعرض له المنسحبين من التدخين,  ناتج عن تعديل لمسارات المخ, و التكيف العصبي, بسبب الإستخدام المزمن للنيكوتين, حيث يؤثر التكيف على أنماط التفكير, و الدوافع, و الإهتمام و التركيز, و التثبيط ( بحيث تكون المقاومة أقل للحصول على سيجارة), مما يؤدي إلى تقليل المزاج الإيجابي, و لكن  الشعور بهذه الآثار لا يدوم طويلا, بحيث تختفي مباشرة, بعد  الإقلاع عن التدخين بفترة قصيرة.

طريقة إدارة التغيرات في المزاج

للتخلص من التغيرات المزاجية التي ترافق الاقلاع عن التدخين لا بد من استخدام بعض الوسائل و التي تتمثل في كل من:

-العلاج و دواء النفسي

باستخدام الكفاءة الذاتية, و هي الإعتقاد بالقدره على إنجاز و تحقيق المهمة, حيث تلعب دورا مهما في التعامل مع التغيرات المزاجية السلبية,  و تحتاج إلى تعزيز من قبل اللآخرين, فبالإمكان اللجوء إلى طبيب مختص, يعمل على تعليم بعض مهارات إدارة المزاج و تحسينه, ويساعد أيضا بالتقليل من خطر الإنتكاس.

-استخدام العقاقير الطبية

يتم العلاج و دواء ببدائل النيكوتين, للحد من الرغبة الشديدة, و الحالات النفسية الناتجة من الإقلاع عن التدخين, حيث يعمل على استبدال بعض النيكوتين الذي تم فقده, و يوفر تأثيرا مماثلا للتدخين, و بالتالي يساعد في التخفيف وانقاص من الإجهاد, و أثبتت دراسات أجريت على بعض المدخنين الذين لم يعانوا من حالات الإكتئاب قبل البدء في التدخين, بأنهم أكثر تجاوبا للعقاقير, بحيث تقل معدلات المزاج السلبي لديهم, كما لاقى هؤلاء الأشخاص تجاوبا سريعا عند استخدامهم الفلوكستين, و هو أحد العقاقير الطبية الموصوفة من قبل الطبيب, خلال ثلاثة أسابيع فقط.

-نمط الحياة

أظهرت الدراسات بأن كلا من النوم و النشاط البدني, له آثار إيجابية على تحسين المزاج بعد الإنسحاب من التدخين, و قد تبين بأن الإبتعاد عن النوم و الإرهاق يؤدي إلى الإخلال في الإهتمامات العادية, و انخفاض الشهية, ويعزز التعب, و يقلل من التحكم بعملية التثبيط.

-ممارسة الرياضة

تساعد الممارسة اليومية للرياضة, بالتقليل من أعراض الإكتئاب, و الرغبة في تناول السجائر, و يساعد في القدرة على التعامل مع القلق و التوتر, و التحكم في الوزن, كما يزيد من احتمالية الإقلاع عن التدخين.

هل التدخين يسبب القلق والتوتر

حسب نتائج جاءت من دراسة بعض الحالات المدمنة على التدخين، تبين ان التدخين يسبب حالات من القلق و التوتر بالرغم من انه يحتوي على مادة النيكوتين المخدرة الا انها تسبب القلق و التوتر بعد زوال تاثير تلك الماده ويزداد القلق كلما زادت كميات النوكيتين للجسم.

مراحل الإقلاع عن التدخين

للاقلاع عن التدخين لا بد من توافر الارادة و التصميم من قبل الشخص المدخن على ذلك، لان كل منهما بمثابة مرحلة متكاملة وخطوة للاقلاع عن التدخين، أما فيما يخص المراحل التاليه فسوف نقوم بذكرها على شكل نقاط كالاتي:

-لا يجب الابتعاد عن التدخين دفعة واحده بل يجب تقليل كميات السجائر التي يدخنها الشخص في اليوم وان تكون بشكل تدريجي.

-مضغ علكة النيكوتين فهي طريقه فعاله لتخفيض اعداد السجائر اليومية

-ممارسة الانشطة الرياضية و التي تساعد في الانتهاء والتخلص من عادة التدخين

-الانشغال ببعض الاعمال في وقت الفراخ مثل تصفح الانترنت او قراءة الكتب و المجلات وغيرها من الانشطة الاخرى

ترك التدخين فجأة

لترك التدخين فجأة ومن غير سابق اندار بعض الاثار على جسم الخص المدخن و التي تتمثل في زيادة الوزن و التقلبات المزاجية و العاطفية و الانشغال ببعض الامور الفكرية، لذلك لا ينصج بترك التدخين فجأة بل يجب الاقلاع عنه بشكل تدريجي.