المصحف الإلكتروني

ظلَّ القرآن الكريم محفوظًا منذ أوّل يومٍ نزل فيه على النبي محمد صلّى الله عليه وسلَّم وسيظل كذلك إلى قيام الساعة، وبعد وفاته عليه الصلاة والسلام عمل الصحابة على جمعه بين دفتين وكذلك جمعه على رسمٍ واحدٍ لم يُختلف فيه إلى يومنا هذا ولم يأتِ من جاء بعد الصحابة بشيءٍ مخالفٍ لما قاموا به إلّا بما يسهّل ويضبط قراءته فطوّروا ما يُسمّى بالمصحف الإلكتروني المتوفر على وسائل التواصل الحديثة لتسهيل الرجوع إليه في كل وقت ومكان دون الحاجة لحمل المصحف الورقي؛ وفي هذا المقال نُقدّم فوائد المصحف الإلكتروني.

فوائد المصحف الإلكتروني

  • مساعدة المرأة الحائض والنفاس على متابعة حفظها للقرآن الكريم إذ إنّها لا تستطيع مس المصحف الشريف في أيّام الدورة الشهرية والنفاس.
  • يمتاز بتحديد عدد مرات تكرار الآية المُراد حفظها والمقدرة على الترديد مع القارئ.
  • اختيار القارئ الذي يُفضّل الشخص السماع له؛ حيث يوجد مجموعة كبيرة ومتعددة من القرّاء المشهورين ذوي الأصوات المتميزة والخاشعة.
  • إمكانيّة إجراء اختبار الحفظ.
  • يستطيع القارئ من خلاله الحصول على تراجم متعددة لمعاني القرآن الكريم.
  • احتواؤه على مجموعة كبيرة من اللغات التي يستطيع أي شخص مهما كانت لغته أن يتصفحه.
  • عرضه لتفاسير متعددة للآية الواحدة.
  • وجود أكثر من رواية للمصحف.
  • إمكانيّة المتصفح من القراءة من النسخة المصورة لمصحف المدينة المنورة.
  • مساعدة فاقدي البصر على الاستماع للقرآن الكريم والتريد معه.
  • توافقه مع أنظمة التشغيل المختلفة.
  • تمكّن القارئ من التحكم باللون ونوع الخط مع إمكانيّة إضافة الأقواس والبسملة والاستعاذة وحفظ مكان التوقّف لدى آخر قراءة قام بها المتصفح.

أحكام المصحف الإلكتروني

وضع الفقهاء بعض الأحكام فيما يخصُّ المصحف الإلكتروني منها ما يلي.

  • انقسم الفقهاء إلى قسمين فيما يخص المصحف الإلكتروني؛ فمنهم من عدَّه مصحفًا في حال التشغيل وظهور الآيات على الشاشة وفي حالة خلوِّه من الإضافات كالتفاسير والتراجيم التي يخلو منها القرآن الكريم، أمَّا القسم الثاني فذهب إلى أنَّه لا يُعدُّ مصحفًا على الإطلاق ولا يمكن أن ينطبق عليه أحكام المصحف العادي وذلك لأنَّ الآيات لا تظهر في حال أن تمَّ إغلاق البرنامج الخاص به واعتبره هذا القسم مجرَّد آلةٍ يتمُّ الاستعانة بها لتذكّر الآيات.
  • جواز مسّ الجهاز المحتوي عليه من غير الحاجة للطهارة من الحدث الأكبر أو الأصغر وتُعد الطهارة هنا من باب الورع؛ فالمسُّ هنا لا يُعتبر مسًّا حقيقيًّا ومباشرًا لأوراق المصحف.
  • وفيما يخصُّ القراءة منه في الصلاة فقد كان للعلماء أقوال عديدة في هذه المسألة؛ فمنهم من ذهب إلى جواز هذا العمل وذلك لأنَّ النظر في المصحف عبادة والصلاة عبادة وبالتالي ضم العبادة إلى العبادة لا يُفسدها، وقسم ذهب إلى عدم الجواز مطلقًا لعدم ورود نص يبيح هذا العمل وكون تقليب الصفحات يُفقد المصلّي الخشوع ويُشغله عن صلاته، وآخرين قالوا بجوازه في صلاة النافلة وكراهته في الفرض لعدم الحاجة إليه.