تُعتبر الأمانة في الإسلام من الأخلاق الإسلامية التي أكدت عليها الكثير من الآيات القرآنية الكريمة، كما أمر بها النبي عليه الصلاة والسلام في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة، نظراً لما للأمانة من تأثيرٍ إيجابي عميق على الفرد والمجتمع، حيث يقول الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل: “إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى? أَهْلِهَا” سورة النساء:58، وهذا أمرٌ رباني أن يؤدي الناس الأمانة لأصحابها كاملةً غير منقوصة، مما يدلّ على أهميتها الكبرى، وعظمة الأجر الذي يناله من يؤديها على أكمل وجه، لأنه التزم بأمر الله تعالى.

الأمانة عكس الخيانة، وشتّان بين من يؤدي الحقوق لأصحابها وبين من يخونها، فالأمانة تُشيع جواً من المحبة والألفة بين أفراد المجتمع، كما أنها تُعزز الشعور بالسكينة والأمان، خصوصاً عندما يشعر الناس بين بعضهم البعض بأن حقوقهم محفوظة ولن تُمسّ بسوء، بالإضافة إلى أنها تقوي الترابط في العلاقات، وتُقلل من وقع المشكلات بين الناس، وتُعزز الأخلاق الحميدة النبيلة، إذ أن من يتصف بهذا الخلق الإسلامي الحميد فقد اقتدى بالنبي محمد عليه الصلاة والسلام الذي كان معروفاً بهذه الصفة الرائعة، وكان يُلقب حتى قبل الإسلام بالصادق الأمين، ولم يحدث أبداً أن أكل حق أحدٍ استودعه أمانةً مهما كانت صغيرة أو كبيرة.

يُمكن للإنسان أن يكون أميناً وصادقاً إن قال الصدق أيضاً، فتأدية الأمانة لا تنحصر في الأشياء المادية فقط، بل تشمل الأشياء المعنوية، كأن يؤدي الإنسان شهادةً صادقةً، أو أن يُدلي صوته لاختيار شخصٍ ما ضمن مجموعة، بالإضافة إلى تجنب قول الزور، وهذه كلها تحمل من الإيجابية الشيء الكثير، على عكس الخيانة التي تجعل من الإنسان منافقاً ولا يطمئن له أي أحد، لأنهم يخافون خيانته في اى لحظة، والإنسان الأمين يؤدي الأمانة حتى لمن خانوه وفي هذا يقول عليه الصلاة والسلام: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أد الأمانة إلى من ائتمنك و لا تخن من خانك”

لم يُعزز الإسلام صفة في المجتمع إلا كان لها الكثير من الأثر الطيب، لذلك يجب الالتزام بها دائماً وجعلها منهاجاً ثابتاً في الحياة، فالأمانة كالزهرة العطرة التي تنشر الروائح الساحرة في كل مكان وتتحدث عن نفسها وتجذب الناس إليها، وهي أيضاً شجرة ثابتة مثمرة لا تُنتج إلا الثمار الطيبة، فمن أتاح لنفسه فرصة أن يقطف منها فقد فاز، أما من كان خائناً فلن يأخذ في حياته إلى الذم والتحقير من الآخرين، ولن يمال رضى الله سبحانه وتعالى ولا محبة رسوله.

ننصحك بمشاهدة الفيديو التالي لتعلم كتابة موضوع تعبير بطريقة احترافية في دقيقة واحدة: