يعد الضحك من السلوكيات الإنسانية العالمية, التي تتجاوز حدود اللغة, فجميع البشر على سطح الأرض يضحكون بنفس الطريقة و بصرف النظر عن اللغة التي تحدثون بها, حتى الأطفال حديثي الولادة يتعلمون الضحك قبل أن يتعلموا اللغة إذا يبدأون بالضحك في اليوم 17 من الولادة, و كذلك الصم و البكم يضحكون مع أنهم لا يستطيعون التكلم, فكيف يؤثر الضحك على أجسامنا؟

على عكس ما تعتقد الأغلبية, أن الضحك يؤثر في تحسين المزاج, فإن الأبحاث لم تستطع أن تصل إلى أي دليل قاطع يؤكد تأثير ونتائج الضحك على المزاج, و لكن هنالك الكتير من الأدلة القاطعة و البراهين على التأثيرات الإيجابية للضحك, فهو يقوي عضلات الجسم, و خصوصا عضلات الوجه, و كذلك يستطيع الجسم من خلال الضحك  لمدة 10 – 15 دقيقة من حرق ما يقارب 50 سعر حراري, و أثبتت الدراسات أن التجديف لمدة 10 دقائق يرفع نبض القلب إلى المستوى الذي يحققه الضحك في دقيقة واحدة, كما أن الضحك يزيد من قوة الأنسجة في الأوعية الدموية, وأثبتت الدراسات أيضا أن الضحك يزيد من مقاومة الجسم للعدوى, و ذلك لأنه يزيد من إنتاج الخلايا المناعية, و التي بالمقابل تقل في حالة الغضب و الاكتئاب.

أما بالنسبة لمرضى السكري, فقد اثبتت تجربة أجريت على عينة منهم, أن الضحك يسهم في خفض مستوى السكر, حيث تم قياسه بعد ساعتين من تناول وجبة غذائية دسمة في يوم أعتيادي, و قورنت في اليوم التالي بنتائج التي حصلوا عليها بعد ساعتين من نفس الوجبة التي تلاها حضور فلم كوميدي, ليجدوا أن حضور الفلم الكوميدي أدى إلى خفض مستوى السكر بطريقة ملحوظة. كما ان الضحك يسهم في تقليل الإحساس بالألم, و تخطي حالات الأرق, إذ أن الذين يضحكون خلال اليوم ينعمون بنوع هادئ و متواصل ليلا.

الضحك في الوقت أو مكان غير مناسب

يعاني الكتير منا أحيانا من الضحك في توقيت أو مكان غير مناسب,مما يجعلنا نشعر بالإحراج أو ربما نثير غضب الأخرين, و فيما يلي بعض الإجراءات التي يمكك من خلالها السيطرة على نوبات الضحك غير المرغوب فيها :

1-    قد يكون تصفح وجوه الموجودين في نفس المكان و ملاحظة أن لا أحد منهم يضحك يساهم في وقف نوبة الضحك.

2-    عض بأسنانك على لسانك أو باطن خدك أو جهة من شفتك السفلى.

3-    حاول إشغال دماعك كي تصرفه عن الضحك إما بالعد العكسي, أو بمحاولة تذكر أشياء صعبة أن تخطر ببالك سريعا مثل تذكر أسماء أصدقاء المدرسة القدامى, او قم بمراجعة ذهنية لجداول الضرب.

4-    التركيز على إخراج أكبر قدر ممكن من الهواء من رئتيك خلال الزفير.

5-    اضغط بلسانك على سقف الحلق و افتح فمك قليلا.

6-    ينصح البعض بتذكر المواقف المحزنة التي مرت بك سابقا, و لكن المطلوب هنا إيقاف نوبة الضحك و ليس الانتقال بك إلى حالة الحزن, فحاول أن لا تتبع هذه الطريقة إلا إذا كان الموقف محرجا جدا.