في دراسة نشرتها مؤخرا مجلة الجمعية الطبية الأميركية وصل الباحثون إلى أن استخدام المضدات الحيوية في علاج و دواء إلتهاب الجيوب الأنفية غالبا ما يكون خيار خاظئ, إذا لا يعطي أي نوع من النتائج الإيجابية, و فسرت الدراسة هذه النتائج بأن إلتهاب الجيوب الأنفية في 90%-98% من الحالات يكون بسبب فايروسي, و ليس بكتيري, مما يعني أن المضادات الحيوية لن تكون فعالة في علاجه.

و الجدير بالذكر هنا أن تناول المضادات الحيوية بشكل كبير و دون مبرر حقيقي, أي وجود إلتهاب بكتيري يعد أمرا مضرا, حيث أنه يسبب مناعة للجسم ضد التأثر بمفعوله فيما بعد, أي أن الجسم لن يستفيد منها في وقت الحاجة الحقيقية, و هذا ما يجعل فكرة العلاج و دواء بالمضادات الحيوية وقت الإصابة بإلتهاب الجيوب الأنفية أمر غير محبب, و خصوصا أنه لا توجد أي طريقة حتى الأن ليميز الطبيب بين الإلتهاب الفايروسي و الإلتهاب البكتيري.

و النصيحة التي تتوجه الجمعيات المهتمة بالصحة حول العالم للأطباء هي عدم اللإكثار من وصف المضادات الحيوية لمرضاهم في حال وجود شبه للإلتهاب البكتيري, فمثلا في حالة إلتهاب الجيوب الأنفية ينصح المريض بعد تناول المضادات الحيوية لمدة عشر أيام و الأكتفاء بتناول المسكنات و العلاجات المنزلية, و في حال لم يتم التحسن أو الشفاء من الإلتهاب, فمعناه أن الشخص بحاجة إلى تناول المضادات الحيوية, فهذا يؤكد أن الإصابة من النوع البكتيري, أو عندما تزيد الحالة سوءا بعد 4-5 أيام من الإصابة بالإلتهاب, أما غير ذلك فمن المرجح أنك لن تستفيد من تناول المضادات الحيوية, بل ستؤثر سلبا على الجهاز المناعة.

أما النصحية الثانية التي تتعلق بوصف المضادات الحيوية للمرضى, هي اختصار مدة العلاج و دواء بالمضادات الحيوية إلى أسبوع بدلا من 10-14 يوم كتعرف ما هو متعارف عليه, فكما قالت الدكتورة مارغريت تشان المدير العام في منظمة الصحة العالمية, أن تناول المضادات الحيوية يجعل أمر علاج و دواء الأمراض أكثر صعوبة.