يعد الشاعر أحمد شوقي من أهم شعراء القرن التاسع عشر، إذ كان من الشعراء المعاصرين والمجددين للشعر حتى أنه منح لقب أمير الشعراء لما لشعره وكلماته من أهمية وفائدة ومكانة بين الأدباء والجمهور، لقد ولد الشاعر أحمد شوقي في مصر في العام 1868، لأب كردي وأم من أصول تركية، وكانت قد ظهرت موهبته في كتابة الشعر وهو طالب يدرس الحقوق وقد كتب آنذاك العديد من القصائد في مدح الخديوي توفيق حتى أطلق عليه الخديوي لقب شاعر القصر، وهنا في هذا المقال سنستعرض بعضاً من أبرز قصائده.

مقتطفات من قصيدة أحمد شوقي في مدح الرسول

ولد الهدى فالكائنات ضياء … وفم الزمان تبسم وسناء
الروح والملأ الملائك حوله … للدين والدنيا به بشراء
والعرش يزهو والحظيرة تزدهي … والمنتهى والسدرة العصماء
والوحي يقطر سلسلا من سلسل … واللوح والقلم البديع رواء
يا خير من جاء الوجود تحية … من مرسلين إلى الهدى بك جاؤوا
بك بشر الله السماء فزينت … وتوضأت مسكا بك الغبراء
يوم يتيه على الزمان صباحه … ومساؤه بمحمد وضاء
يوحي إليك النور في ظلمائه … متتابعا تجلى به الظلماء
والآي تترى والخوارق جمة … جبريل رواح بهاغداء
دين يشيد آية في آية … لبنائه السورات والأضواء
الحق فيه هو الأساس وكيف لا … والله جل جلاله البناء
بك يا ابن عبدالله قامت سمحة … بالحق من ملل الهدى غراء

أحمد شوقي في مدحه للمعلم

أما ما قاله شوقي في مدح المعلم فهو ارث حقيقي تتناقله الأجيال:-
قُـمْ للمعلّمِ وَفِّـهِ التبجيـلا .. كـادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا
أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي … يبني وينشئُ أنفـساً وعقولا
سـبحانكَ اللهمَّ خـيرَ معـلّمٍ … علَّمتَ بالقلمِ القـرونَ الأولى
أخرجـتَ هذا العقلَ من ظلماتهِ … وهديتَهُ النـورَ المبينَ سـبيلا
وطبعتَـهُ بِيَدِ المعلّـمِ ، تـارةً … صديء الحديدِ ، وتارةً مصقولا
أرسلتَ بالتـوراةِ موسى مُرشد …. وابنَ البتـولِ فعلَّمَ الإنجيـلا
وفجـرتَ ينبـوعَ البيانِ محمّد … فسقى الحديثَ وناولَ التنزيلا
علَّمْـتَ يوناناً ومصر فزالـتا …. عن كلّ شـمسٍ ما تريد أفولا
واليوم أصبحنـا بحـالِ طفولـةٍ …. في العِلْمِ تلتمسانه تطفيـلا
من مشرقِ الأرضِ الشموسُ تظاهرتْ … ما بالُ مغربها عليه أُدِيـلا
يا أرضُ مذ فقدَ المعلّـمُ نفسَه …بين الشموسِ وبين شرقك حِيلا
ذهبَ الذينَ حموا حقيقـةَ عِلمهم … واستعذبوا فيها العذاب وبيلا
في عالَـمٍ صحبَ الحيـاةَ مُقيّداً … بالفردِ ، مخزوماً بـه ، مغلولا
صرعتْهُ دنيـا المستبدّ كما هَوَتْ … من ضربةِ الشمس الرؤوس ذهولا

مقتطفات من شعر أحمد شوقي عن الوطن

  • أما عن وطنه فقد كتب الكثير سنذكر منه
    ويَا وَطنِى لقيتُك بَعد يأسٍ … كَأنى قد لَقيتُ بِكَ الشبَابَا
    وكلُّ مُسافٍر سَيَئُوبُ يومًا … إذا رُزِق السلامةَ والإِيابَا
  • أما الغربة والحنين فقد قال شوقي عنها
    اختلافُ النَّهـــارِ واللَّيْلِ يُنْـسِــــي … اِذْكُرَا لي الصِّبَــــا وأَيَّامَ أُنْســــِي
    وَصِفـــــا لِي مُلاوَةً مِنْ شَـبــــــابٍ … صُوِّرَتْ مِنْ تَصَـــــــوُّراتٍ وَمَـــــسِّ
    عَصَفَتْ كالصَّبَـــــا اللَّعُوبِ ومَـرَّتْ … سِنـــَةً حُـــلْوَةً ولَـذَّةَ خـلْسِ
    وسَــــلا مِصْرَ هَلْ سَـلا القَلْبُ عَنْهـا … أَوْ أَسَا جُرْحَهُ الزَّمــــانُ المُؤَسِّــي ؟
    كُلَّمَا مــــرَّتِ اللَّيــــــالي عَلَيْـــــــه … رَقَّ وَالعَهْدُ في اللَّيــــالي تُقَـسِّـي
    مُسْـــتَطـــــارٌ إذا البَوَاخِـــــرُ رَنَّتْ … أوَّلَ اللَّيْلِ أَوْ عَوَتْ بَعــــْدَ جَـــرْسِ
    رَاهِـــبٌ في الضُّلوعِ للسُّــفْنِ فَطْــنٌ … كُلَّمَــا ثُرْنَ شـــاعَــــهُنَّ بنَقْــــسِ
    يا بْنَةَ اليَمِّ ما أبـــــوكِ بَخِـــــيلٌ … مَالَهُ مُولَـــــعًا بمَنْـــعٍ وحَـــبْسِ ؟
    أَحــــرَامٌ على بَلابِلِـــــهِ الــــدَّوْحُ … حلالٌ للطَّــــيْرِ مِنْ كُــــلِّ جِـنْسِ ؟
    كُـــــلُّ دَارٍ أَحَــــقُّ بالأَهْـــــــلِ إِلا … في خبيثٍ مِنَ المَــذاهِـــبِ رِجـــْسِ
    نَفَسِـي مِرْجَلٌ وقَلْبِي شِـــــــــرَاعٌ … بهِما في الدُّموعِ سِيـرِي وأَرْسِــــي
    وَاجْعَلِي وَجْهَكِ الفَنَارَ ومَجْـرَاكِ … يَدَ الثَّغْـــرِ بينَ (رَمْلٍ ) و مكـــــسَ
    وَطَنِي لَوْ شُغِلْتُ بالخُـلْدِ عَنـــــــْه … نَازَعَتْنِي إلَيْه في الخُــــلْدِ نفْسِي
    وَهَفا بالفؤادِ في سَــلْسَبِيــــــــــلِ … ظَمَـــــأٌ للسَّــــوادِ من عَيْنِ شَمْسِ
    شَهِدَ الله لَمْ يَغِبْ عَنْ جفـــوني … شَخْصُهُ ساعــــةً ولَمْ يَخْلُ حِسي

شعر أحمد شوقي عن الحب

أما عن الحب فسنذكر اجمل وافضل قصائده هنا :-
مُضْنــــاك جفـــاهُ مَرْقَـــدُه … وبَكــــاه ورَحَّــــمَ عُـــوَّدُهُ
حــــيرانُ القلــــبِ مُعَذَّبُـــهُ … مَقْــــروحُ الجَـــفْنِ مُســـهَّدُهُ
أَودَى حَرَقًـــــا إِلا رَمَقًـــــا … يُبقيــــه عليــــك وتُنْفِــــدُهُ
يســــتهوي الـــوُرْقَ تأَوُّهـــه … ويُــــذيب الصَّخْـــرَ تَنهُّـــدُهُ
ويُنــــاجي النجـــمَ ويُتعبُـــه … ويُقيــــم الليــــلَ ويُقْعِـــدهُ
ويُعلّــــم كــــلَّ مُطَوَّقَــــةٍ … شَـــجَنًا فــي الــدَّوحِ تُــرَدِّدهُ
كــم مــدّ لِطَيْفِــكَ مــن شَـرَكٍ … وتــــــأَدَّب لا يتصيَّــــــدهُ
فعســـاك بغُمْـــضٍ مُســـعِفهُ … ولعــــلّ خيــــالَك مُســـعِدهُ
الحســـنُ, حَـــلَفْتُ بيُوسُـــفِهِ … (والسُّورَةِ) إِنـــــك مُفـــــرَدهُ
قــــد وَدَّ جمـــالَك أَو قَبَسًـــا … حــــوراءُ الخُـــلْدِ وأَمْـــرَدُهُ
وتمنَّــــت كــــلُّ مُقطِّعـــةٍ … يَدَهـــا لـــو تُبْعَــثُ تَشــهدُهُ