الصداقة 

تعتبر الصداقة من أنبل وأسمى العلاقات وأرقاها، خاصةً إن تم بناؤها على أساس التّفاني والإخلاص والموّدة والمحبّة، فالصداقة هي أكثر ما يميز العلاقات الإنسانية جمالًا، وتعتبر العلاقات التي تبقى عالقةً مدى الحياة هي الأجمل، فعلى سبيل المثال علاقة الطلاب في المدارس  تبقى عالقةً داخل العقل، والقلب، وجميع جوارح الإنسان، لأنها تشعل الحنين الدائم داخل قلوب الأصدقاء لماضٍ قد ذهب بعيدًا مصطحبًا معه اجمل وافضل الذكريات التي كانت في أيام طفولتهم البريئة، وكذلك فترة الشباب المليئة بالضحك والمرح، وسنقدم أبيات شعر عن الصديق خلال هذا المقال.

شعر حر عن الصديق

  • قد كنت دوماً حين يجمعنا النّدى
    خلّاً وفيّاً والجوانح شاكره
    والـوم أشعر فى قرارة خاطري
    أنّ الذي قد كان أصبح نادره
    لا تحسبوا أنّ الصداقة لقْيـَــة
    بـين الأحـبّة أو ولائم عامره
    إنَّ الصداقة أن تكون من الهوى
    كالقلب للرّئتين ينبض هادره
    استلهـم الإيمـان من عتباتها
    ويظلّني كرم الإله ونائـره
    يا أيّها الخــلّ الوفيُّ تلطفـاً
    قد كانت الألفاظ عنك لقاصره
    وكبا جواد الشّعر يخذل همّتــي
    ولربّما خـذل الجوادُ مناصِـرَهْ.
  • يئست من الصّداقة منك لمّا
    تمادى منك إعراضٌ وثيق
    ومن عجب الزّمان إذا اعتبرنا
    خليل ما يجي منه صديق.
  • إِذا ما صديقيْ رابني سوءُ فعلهِ
    ولم يكُ عمّا رابني بمفيقِ
    صبرتُ على أشياءَ منهُ تريبني
    مخافةَ أن أبقى بغيرِ صديقِ
    كم صديقٍ عرْفتُهُ بصديقٍ
    صارَ أحظى من الصّديقِ العتيقِ
    ورفيقٍ رافقتُهُ في طريقٍ
    صارَ بعد الطّريقِ خيرَ رفيق
  • وإِذا الصّديقُ رأيتَهُ متملقاً
    فهو العدوُّ وحقُّه يُتَجنّب
    لا خيرَ في امرئٍ متملّقٍ
    حلوِ اللسانِ وقلبهُ يَتَلهَّبُ
    يلقاكَ يحلفُ أنه بكَ واثقٌ
    وإِذا توارى عنك فهو العَقْرَبُ
    يعطيكَ من طرفِ اللسانِ حلاوةً
    ويروغُ منك كما يروغُ الثعلبُ
    واخترْ قرينَكَ واْطفيه تفاخراً
    إِنّ القرينَ إِلى المقارنِ يُنْسَبُ.
  • فاهجرْ صديقَكَ إِن خِفْتَ الفسادَ به
    إِنّ الهجاءَ لمبوءٌ بتشبيبِ
    والكفُّ تُقطعُ إِن خِيفَ الهلاكُ بها
    على الذّراعِ بتقديرٍ وتسبيبِ.
    واستبقِ ودِّك للصديقِ
    ولا تكنْ قتباً يَعَضُّ بغاربٍ مِلْحاحا
    فالرفقُ يمنٌ والآناةُ سعادةٌ
    فتأنَّ في رِفْقٍ تنالُ نجاحا
    واليأسُ ممّا فاتَ يعقبُ راحةً
    ولربّ مطعمةٍ تعودُ ذُباحا.
  • أغمضُ عيني عن صديقي
    كأنّني لديه بما يأتي من القبحِ جاهلُ
    وما بي جهلٌ غير أنّ خليقتي
    تطيقُ احتمالَ الكرهِ فيما أحاولُ.
  • إِذا صاحبْتَ في أيامِ بؤسٍ
    فلا تنسَ المودةَ في الرَّخاءِ
    ومن يُعْدِمْ أخوه على غناهُ
    فما أدَّى الحقيقة في الإِخاءِ
    ومن جعلَ السّخاءَ لأقربيهِ
    فليس بعارفٍ طرقَ السّخاءِ

شعر نبطي عن الصديق ومدحه

  • يا سائلاً عنّي من القلب لبّيه
    مثلك من الأجواد لا شكّ نغليه
    ونفتح لك أبواب الخفوق ونحييك
    وأشري رضى من يشتريني، وأرضيه
    وأقول له بالرّوح والعين نشريك.
  • كتبت أنا في تالي الليل بيتين
    لعيون من يسوى جميع الخلايق
    اللي معاهدني على الزّين والشّين
    واللي بشوفه يصبح الفكر رايق
    الصّاحب اللي منزله داخل العين
    هو الخوي وقت السّعة والضّوايق.
  • اكتبه شعري، عسى شعري يجود
    بالحروف اللي حلاها من حلاك
    كلّ حرف ما بلغ وصفك حسود
    لعنبو قاف عجز يلحق مداك.
  • سر يا قلم واكتب من المدح ما طاب
    في إلّي جزيل المدح يستاهلونه
    ناس مزايين، والرّجا فيهم ما خاب
    الرّوح والقلب فدى لهم لو يطلبونه
    واكتب لهم شيك محبّة مفتوح الحساب
    يسحبون من رصيد الغلا، وأبد ما ينقصونه.
  • من رافقك والله حشا ما يخليك
    لو عاشرك كل الدّهر ما يملك
    أنا أشهد إنّي حرت، مدري وش أسمّيك
    كلّ الخصال النّادرة ينتمن لك
    الطّيب كنّه شابك إيديه في إيديك
    إن كان له صاحب فهو صاحب لك.
  • لو أكتب إحساسي بالأشعار
    وأبديه فيك المشاعر كيف بس اختصرها
    قدرك كبير، ويعجز الشّعر يوفيه
    كلّ القصايد فيك ينضب بحرها
    أرفع يدّيني واسأل الله وأرجيه
    ينجيك من شرّ الحياة وكدرها.
  • الصّداقة كنز معناها جميل
    من ملكها أشهد أنّه ملك
    تعرف أوصافك من أوصاف الخليل
    والصديق أحيان أقرب من هلك
    من كلام المصطفى سقنا الدّليل
    الجليس اثنين واحدهم هلِك
    حامل المسك طبّن للعليل
    صاحب ٍ للخير بدروبه سلك
    لو تحسّ بضيق للضيقة يزيل
    لو تغيب شوي عن الحال سألك
    والجليس السّوء النّذل الرّذيل
    نافخ الكير من الكير شعلك
    ما يعين بخير خيره مستحيل
    ما وراه إحسان يجهل بجهلك
    لو تمر بسوء دوّر لك بديل
    خاين ما شال هم ٍ لزعلك
    الفضل لله والشكر الجزيل
    يافؤادي خير من المولى شملك
    البداية عين وآخرها سبيل
    والوسط إبرة، وفكّر بمهلك.