فراق الأصدقاء
فراق الأصدقاء من التجارب الصعبة التي يمر بها الكثير من الناس، إذ أن الصديق من أقرب الأشخاص إلى القلب، والابتعاد عنه يُسبب الكثير من الحزن والألم، كما أن فراقه يترك فراغاً كبيراً لا يستطيع أي شخص أن يسدّه لأن لكل شخصٍ في الحياة مكانة خاصة به لا يستطيع أن يعوضها أي شخص آخر مهما كان، وفي تاريخ الأدب العربي القديم والحديث، قيلت قصائد وأبيات شعرية كثيرة عن فراق الصديق، ووصفت هذا الإحساس الصعب الممزوج بالشوق والأمل باللقاء من جديد والحزن أحياناً، وسنقدم مجموعة أبيات شعر عن فراق الأصدقاء خلال هذا المقال.
أبيات شعر عن فراق الأصدقاء
- ابن زيدون:
أضحى التنائي بديلا من تدانينا وناب عن طيب لقيانا تجافينا
ألا وقد حان صبح البين صبحنا حين فقام بنا للحين ناعينا
من مبلغ المبلسينا بانتزاحهم حزنا مع الدهر لا يبلى ويبلينا
أن الزمان الذي ما زال يضحكنا أنسا بقربهم قد عاد يبكينا
غيظ العدا من تساقينا الهوى فدعوا بأن نغص فقال الدهر : آمينا - ابن زيدزن:
نتم وبنا فما ابتلتْ جوانحُنا … شوقاً إليكم ولا جفتْ مآقينا
تكادُ حينَ تناجيكم ضمائرُنا … يقضي علينا الأسى لولا تأسينا
إنَّ الزمانَ الذي ما زالَ يُضحكنا … أُنساً بقربكم قد عادَ يبكينا
لا تحسبوا نأيكم عنَّا يُغيرنا … إذْ طالما غيَّر النأيُ المحبِّينا
واللهِ ما طلبتْ أرواحنا بدلاً … منكم ولا انصرفتْ عنكم أمانينا - إيليا أبو ماضي:
يا صاحبي ، وهواك يجذبني
حتّى لأحسب بيننا رحما
ما ضرّنا، والودّ ملتئم
أن لا يكون الشّمل ملتئما
النّاس تقرأ ما تسطّره حبرا،
ويقرأه أخوك دما
فاستبق نفسا، غير مرجعها
عضّ الأنامل بعدما ندما
ما أنت مبدلهم خلائقهم
حتّى تكون الأرض وهي سما
زارتك لم تهتك معانيها
غرّاء يهتك نورها الظّلما
سبقت يدي فيها هواجسهم
ونطقت لما استصحبوا البكما
فإذا تقاس إلى روائعهم
كانت روائعهم لها خدما
كالرّاح لم أر قبل سامعها
سكران جدّ السّكر، محتشما
يخد القفار بها أخو لجب
ينسي القفار الأنيق الرّسما
أقبسته شوقي فأضلعه
كأضالعي مملوءة ضرما
إنّ الكواكب في منازلها
لو شئت لاستنزلتها كلما - سأظل أذكركم إذا جن الدُجى…. أو أشرقت شمس على الأزمان
سأظل أذكر إخوة وأحبة….. هم في الفؤاد مشاعل الإيمان
سأظل أذكركم بحجم محبتي… فمحبتي فيض من الوجدان
شعر عن فراق الأصدقاء (شعر نبطي)
- سعد علوش:
ماعاد أنا مشتاق ولا أنت مشتاق
أنا رقدت البارحه وأنت ما مسيت
هذى أنت دايم تقلب الصحبه خناق
ودايم تغلى ولا أنا ما تغليت
صح أنك لي لذة وصاله فراق
وصح أنك ليا كل ما رحت ماجيت
لا كني أحبك ومن كثر منساق
أشوفك بصوتك كل ما أقبلت وقفيت
- يا الصاحب اللي لنا من شوفتك مده
مدري تغيرت ولا خوف من عندك
الله لا عاد يومن راح بك جده
قمته تكبر ولا عاد احدن قدك - سهيت لحظه وقمت ابحث بجوالي
اقرا الرسايل وامسح مابقى منها
لقيت ذكرى رساله والرقم غالي
مكتوب فيها اذا انا مت فامسحها
فكرت فيك ولقيتك عايش وسالي
وماظن يا صاحبي في يوم تذكرها
الموت عندي يساوي غيابك الحالي
والحين بستئذنك يازين وامسحها - غريبة حيل هالدنيا تفرقنا بدون شعور
ولا ترحم ولا تعطف ولا تقدر صداقتنا
صحيح إن الزمن دوار وأيام الزمان تدور
صحيح إن الوداع صعب وهو أعظم مصايبنا
توادعنا، وتفارقنا، ومشينا جنب ذاك السور
جميله أيامنا كانت سعادتنا وشقاوتنا
احد ينسى هذاك الصووت المعرووف والمشهور
يصبحنا بتهزيئه ويقول:اسمعوا إذاعتنا
وعشان نعصي أوامرهم كنا نأخر الطابور
ونتفلسف وتقهرهم ونجاوبهم بضحكتنا
وتبدأ الحصه الأولى ويجينا المدرس المغرور
نحاول نحرق أعصابه بما تحمله خبرتنا
ويجينا الثاني بوجهه مبتسم مسرور
ونقلب ضحكته هم وهاذي هي عادتنا
ننسى المدرس والحصه نجاوب ننصب الجرور
نزيد الطين بله ونستعبط بإجابتنا
نسولف بأول الحصة نكتب والقلم مكسور
نموه للمدرس ما درى وشهي كتابتنا
نشاغب نزعج ونضحك ولكن قلبنا عصفور
نسامح غلطة الثاني لجل خاطر برائتنا
أصدقاء يوفقكم آلهي الواحد المشكور
إذا ضاقت بنا الدنيا يساعدنا بمصيبتنا
أصدقاء هاذيك أيام راحت والسنين شهور
فمان الله ولا تنسون محبتنا واخوتنا