يعد الشاعر تميم البرغوثي من أبرز الشعراء الشباب، وأقربهم إلى الجمهور، فهو يحظى بملكة خاصة له على المسرح تميزه عن غيره من الشعراء، وتجعله محبوباً منتظراً من قبل جمهوره، ولد تميم في مصر عام 1977 لأم مصرية وهي الروائية رضوى عاشور وأب فلسطيني وهو الكاتب والشاعر مريد البرغوثي، فقد نشأ وترعرع بين رمزين من رموز الأدب في العصر الحديث، فما كان منه إلا أن أصبح خير وريث لهذه الأسرة الأدبية الصغيرة، فكتب وأبدع، وسنقدم في هذا المقال اجمل وافضل ما كتب تميم البرغوثي من قصائد شعرية.

اجمل وافضل ما كتب تميم البرغوثي عن الحرب

إذا اعتادَ المُلوكُ عَلى الهَوانِ — فَذَكِّرهُم بِأنَّ الموتَ دانِ
وَ ذَكِّرهُم بِفِرعَونٍ غَريقٍ — كَثيرِ الجَيشِ مَعمورُ المَغاني
وجثةِ طِفْلَةٍ بِمَمَرِّ مَشْفَىً — لها في العُمرِ سَبعٌ أو ثَمانِ
على بَرْدِ البَلاطِ بِلا سَريرٍ — وإلا تَحتَ أنقاضِ المَباني
أراها  وهي في الأكَفانِ تَعلو — مَلاكا في السَّماءِ على حِصانِ
لها تاجٌ وزيٌ عَسكَريٌ — وشعبٌ من زهور الأُقحوان ِ
كأنَّكِ قُلْتِ لي يا بِنتُ شَيئاً — عَزيزاً لا يُفَسَّر باللسانِ
عَن الدُّنيا وما فيها و عَني — و عَن مَعنى المَخافةِ والأمانِ
مُلوكُ المسلمينَ اليَومَ رَهنٌ — بِخَيطِ دَمٍ على حَدَقٍ حِسانِ

إن سار أهلي فالدهرُ يتّبع يشهدُ أحوالهم ويستمعُ
يأخذ عنهم فن البقاء فقد ادوا عليه الكثير وابتدعوا
وكلما همّ أن يقول لهم بأنهم مهزومون ما اقتنعوا
يسيرُ إن ساروا في مظاهرةٍ في الخلف فيه الفضول والجزعُ
يكتب في دفتر طريقتهم لعله بالدروس ينتفعُ
لو صادف الجمعُ الجيشَ يقصده فإنه نحو الجيش يندفعُ
فيرجع الجند خطوتين فقط ولكن القصد أنهم رجعوا
أرضٌ أُعيدت ولو لثانيةٍ والقوم عزلٌ والجيش مدّرع

اجمل وافضل ما كتب تميم البرغوثي عن الوطن

في القدس يزدادُ الهلالُ تقوساً مثلَ الجنينْ
حَدْباً على أشباهه فوقَ القبابِ
تَطَوَّرَتْ ما بَيْنَهم عَبْرَ السنينَ عِلاقةُ الأَبِ بالبَنينْ
في القدس أبنيةٌ حجارتُها اقتباساتٌ من الإنجيلِ والقرآنْ
في القدس تعريفُ الجمالِ مُثَمَّنُ الأضلاعِ أزرقُ،
فَوْقَهُ، يا دامَ عِزُّكَ، قُبَّةٌ ذَهَبِيَّةٌ،
تبدو برأيي، مثل مرآة محدبة ترى وجه السماء مُلَخَّصَاً فيها
تُدَلِّلُها وَتُدْنِيها
تُوَزِّعُها كَأَكْياسِ المعُونَةِ في الحِصَارِ لمستَحِقِّيها
إذا ما أُمَّةٌ من بعدِ خُطْبَةِ جُمْعَةٍ مَدَّتْ بِأَيْدِيها
وفي القدس السماءُ تَفَرَّقَتْ في الناسِ تحمينا ونحميها
ونحملُها على أكتافِنا حَمْلاً
إذا جَارَت على أقمارِها الأزمانْ
في القدس أعمدةُ الرُّخامِ الداكناتُ
كأنَّ تعريقَ الرُّخامِ دخانْ
ونوافذٌ تعلو المساجدَ والكنائس،
أَمْسَكَتْ بيدِ الصُّباحِ تُرِيهِ كيفَ النقشُ بالألوانِ،
وَهْوَ يقول: “لا بل هكذا”،
فَتَقُولُ: “لا بل هكذا”،
حتى إذا طال الخلافُ تقاسما
فالصبحُ حُرٌّ خارجَ العَتَبَاتِ لَكِنْ
إن أرادَ دخولَها
فَعَلَيهِ أن يَرْضَى بحُكْمِ نوافذِ الرَّحمنْ

اجمل وافضل ما كتب تميم البرغوثي في مدح الرسول صلى اله عليه وسلم

ما ليْ أَحِنُّ لِمَنْ لَمْ أَلْقَهُمْ أَبَدَا … وَيَمْلِكُونَ عَلَيَّ الرُّوحَ والجَسَدَا
إني لأعرِفُهُم مِنْ قَبْلِ رؤيتهم … والماءُ يَعرِفُهُ الظَامِي وَمَا وَرَدَا
وَسُنَّةُ اللهِ في الأحبَابِ أَنَّ لَهُم … وَجْهَاً يَزِيدُ وُضُوحَاً كُلَّمَا اْبْتَعَدَا
كَأَنَّهُمْ وَعَدُونِي فِي الهَوَى صِلَةً  …  وَالحُرُّ حَتِّى إذا ما لم يَعِدْ وَعَدَا
وَقَدْ رَضِيتُ بِهِمْ لَوْ يَسْفِكُونَ دَمِي …  لكن أَعُوذُ بِهِمْ أَنْ يَسْفِكُوهُ سُدَى
يَفْنَى الفَتَى في حَبِيبٍ لَو دَنَا وَنَأَى … فَكَيْفَ إنْ كَانَ يَنْأَى قَبْلَ أن يَفِدَا
بل بُعْدُهُ قُرْبُهُ لا فَرْقَ بَيْنَهُمَا … أزْدَادُ شَوْقاً إليهِ غَابَ أَوْ شَهِدَا

اجمل وافضل ما كتب تميم البرغوثي عن الحب

دعي لي ذنوبي فالليالي شحائح
متى نفعتني يا هديتي النصائح
بنفسي فتى سهل الخلائق طيب
يمازح دهرآ عابسآ لا يمازح
ويكثر قول الشعر في الحرب لا الهوى
لأن الهوى لو قيس بالحرب جارح
وفي كل حرب ثم حق وباطل
وفي الحب لا هذا ولا ذاك واضح
فإن قال لا اهوى بصادق
وإن قال اهوى اخجلته المذابح
وفي شعره معنى فصيح وغامض
وفي صدره قلب مقيم ونازح
وشعب مقيم في خيام كانها
خيال من الشعر القديم يراوح
فقف عند رسم ما ترحل أهله
ولكنه رسم لحزنك صالح
وما ضره هجر العشيرة انما
تقاسعها والموت غاد ورائح
إذا صار خذلان الأحبة دأبنا
فمن عاش خسران ومن مات رابح
وان كان هذا صلحنا وسلامنا
فاخزى الهي بعدها من يصالح

اجمل وافضل ما كتب تميم البرغوثي عن والدته الراحلة رضوى عاشور

بِاْسْمِكْ يَاْ أُمِّي
بِاْسْمِ رَضْوَىْ مُصْطَفَى مْحَمَّدْ عَاْشُورْ
الأرضِ دِي رِضْيِتْ تِدُورْ
رَغْمِ الليْ كَاسِرْ ضَهْرَهَا مِنْ كُلِّ جُورْ
الأرضِ بِاْسْمِكْ قَرَّرِتْ تِبْقَى بَنِي آَدَمْ كَرِيمْ
الضَّهْرِ مَحْنِي بِسِّ بَايِنْ مُسْتَقِيمْ
وِكْتِيرْ بِتِبْقَى مُسْتَقِيمَةْ وْهِيَّ مَحْنِيَّةْ الضُّهُورْ
بِاْسْمِكْ يَا أُمِّي الشَّمْسِ رِضْيِتْ تِدِّيْ نُورْ
رَغْمِ اْنَّهَا كَاتْ نَاوْيَةْ تِمْشِي
لاجْلِ كَاشْفَة جَوْهَرِ العَالَمْ
وِمَا بْتِشْهَدْشِ زُورْ
بِاسْمِكْ بِييجِي الغِيمْ عَلَى نَفْسُه وِيِرْضَى يْكُونْ مَطَرْ
بِشَفَاعِةِ الشُّهَدَا وْشَفَاعْتِكْ، يُهْجُرِ العَالِي وِيِنْزِلْ لِلبَشَرْ
يِسْقِي فِيْ نَاسْ عَطْشَانَة مِشْ تَعْبَانَة فِيه
ناسْ خَايْفَة مِنُّه وَشَاكَّة فِيه
وِبْتِشْتِكِيه
وْرَاْفْعَة الجَرَايِدْ والشَّمَاسِي تِتِّقِيه
دَقَّقْ وِشُوفْ فِي كُلِّ نُقْطَة، هَتْلاْقِيه
مَكْتُوبْ عَلِيه
فِي سَطْرِ، أَوْ أَرْبَعْ سُطُورْ
إِسْمِكْ يَا أُمِّي
إِسْمِ رَضْوَى مُصْطَفَى مْحَمَّدْ عَاْشُورْ