يحب الأباء أن يبقى أطفالهم باحسن وأفضل صحة, و من المعروف أن النمط الغذائي و نشاط الطفل هما أكثر العوامل تأثيرا على ذلك, و لكن المؤسف أن الأباء و عن حسن نية دون شك, قد يغرسون داخل أطفالهم بعض العادات الغذائية السيئة, وهم من خلال بعض التصرفات العفوية يقومون بذلك, بالرغم من أنهم قادرون على غرس العادات الغذائية الحسنة بدل السيئة و بنفس الطريقة.

في دراسة حديثة لسولك الأهل الذي قد يدفع الأطفال إلى تبني عادات غذائية سيئة, وجد الباحثون أن الأهل يقدمون الأطعمة السيئة من الناحية الصحية كمكافأة لأبنائهم من أجل السيطرة على السلوك السيئ لديهم, أو من أجل تشجيعهم و تحفيزهم للقيام بأمور جيدة, أو مكافئتهم على القيام بها, مثل تقديم الشوكولا, أو الشبس, أو حتى دعوتهم لتناول وجبة غذائية في أحد مطاعم الوجبات الجاهزة, و هذا ما يشكل ثقافة غذائية سيئة لدى الطفل, و يزيد أقبال الطفل عليها, حتى بعد تخطي مرحلة الطفولة, نظرا لارتباط هذه الأغذية بمشاعر إيجابية يسجلها العقل الباطن لديه,مثل تلك التي يشعرون بها عند الحصول عليها كمكافأة, من مشاعر فخر بأنفسهم و ثقة وسعادة.

بالرغم من أن الأهل يدركون أضرار هذه المواد الغذائية على أطفالهم, و و قد يكونون بطبيعة الحال يحذرون أبانئهم من تناولها, إلا أنهم يقدمونها كمكافأة في نهاية المطاف, وهذا ما قد يزيد الأمر سواء بالفعل, فهم يربطون هذه المواد الغذائية بالمكافأة, بالإضافة إلى شعور الطفل بالحرمان المسبق منها, مما يزيد انجذابه إليها و رغبته فيها.

وجدت الدراسة أن نسبة قليلة جدا من الأباء يقدمون مواد صحية لأبنائهم مثل الفواكه كمكافأة في مثل هذه المواقف, بالرغم من أنها فرصة مناسبة لغرس عادة تناول الأطعمة الصحية لدى أطفالهم, و حتى في حال عدم وجود انجذاب لدى الطفل لهذه المواد الغذائية الجيدة, فقد نستطيع أن نقدمها بشكل مختلف, أو طريقة إعداد مميزة تجعلهم يشعرون بأنها نوع من المكافأة, ليربط عقلهم الباطن هذه المواد الغذائية الجيدة بالمشاعر الإيجابية, و يتحول تناولها بعد ذلك إلى عادة غذائبة يمارسها الأطفال حتى بعد تخطي مرحلة الطفولة.