الشعر الأندلسي

سمّي الشعرُ الأندلسي بهذا الاسم لأنه وُلدَ في الأندلس، أي أنه انتشر فيها ونبع منها، ويُعدّ أحدَ الفنون الشعرية التي انفرد بها مجموعة من الشعراء المهمين وذاع صيتهم في الأرجاء، وهو من أنواع الشعر الملتزمة بالقافية والوزن، خصوصًا أنه جاء في وقت انتشار الغناء، وقد احتفظ الشعر الأندلسي بمكانته بين الشعر حتى بعد انهيار الأندلس، وأصبح الكثير من الشعراء يكتبون الشعر على شاكلته، وساعدت الكثير من العوامل في انتشار هذا النوع من الشعر، خصوصًا أن حكام الأندلس كانوا يشجعون على قول الشعر، وفي هذا المقال سيتم ذكر مقاطع شعر أندلسي عن الحب.

أهم الشعراء الأندلسيين

يتميز الشعر الأندلسي بجمال ألفاظه وخلوه من الألفاظ الغريبة، كما أن أفكاره مترابطة ومعانيه واضحة، واستخدمت فيه الكثير من التخيلات والاستعارات الدقيقة والتصوير، كما أنه ابتكر العديد من الأفكار الجديدة، ويخلو من المبالغة، واعتمد على استخدام البحور القصيرة من الشعر كي يتناسب مع انتشار الغناء، أما أبرز مَن قالوا الشعر الأندلسي فهم كما يأتي:

  • ابن زيدون.
  • أبو البقاء الرندي.
  • ابن معتوق.
  • ولادة بنت المستكفي.
  • أمية الدائي.
  • علي الحصري القيرواني.
  • ابن حمديس.
  • ابن هانئ الأندلسي.
  • ابن سهل الأندلسي.
  • ابن الزقاق البلنسي.
  • ابن زمرك.
  • ابن شرف القيرواني.

إقرأ أيضا : شعر جميل عن الحب

شعر أندلسي عن الحب

يوجد الكثير من شعر الحب الأندلسي، خصوصًا أن الأندلس كانت تشهد نوعًا من الانفتاح الكبير، ولم يكن تبادل شعر الحب فيها ممنوعًا على الملأ، أما اجمل وافضل ما قيل من شعر أندلسي عن الحب فهو كما يأتي:

  • ابن زيدون:
    ودّع الصبر محبٌّ ودّعكْ    ذائع مِن سرّهِ ما استودعك
    يقرع السِّنَّ على أن لم يكن    زاد في تلك الخطى إذْ شيّعك
    يا أخا البدر سناءً وسنا    حفظ الله زمانًا أرجعك
    إن يَطلْ بعدك ليلي فلكم    بتُّ أشكو قِصرَ الليل معك
  • شعر أندلسي عن الحب لولادة بنت المستكفي:
    ترقب إذا جنَّ الظلام زيارتي    فإني رأيت الليل أكتمَ للسرِّ
    وبي منك ما لو كان بالشمس لم تلح    وبالبدر، لم يطلع وبالليل لم يسرِ
  • شعر أندلسي عن الحب لابن زيدون:
    أنى أضيّع عهدك؟    أم كيف أخلف وعدك؟
    وقد رأتك الأماني    رضىً، فلم تتعدّك
    يا ليت ما لك عندي    من الهوى لي عندك
    فطال ليلك بعدي    كطول ليليَ بعدك
    سلني حياتي أهبها    فلست أملك ردّك
    الدهر عبديَ لما    أصبحت في الحب عبدك
  • شعر اندلسي عن الحب لابن زيدون:
    إني ذكرتك بالزهراء مشتاقا    والأفق طلق ومرأى الأرض قد راقا
    وللنسيم اعتلال في أصائله    كأنما رق لي فاعتل إشفاقا
    والروض عن مائه الفضي مبتسم    كما حللت عن اللبات أطواقا
    نلهو بما يستميل العين من زهر    جال الندى فيه حتى مال أعناقا
    يوم كأيام لذات لنا انصرمت    بتنا لها حين نام الدهر سراقاً
    نلهو بما يستميل العين من زهر    جال الندى فيه حتى مال أعناقا
    كأن أعينه إذا عاينت أرقي    بكت لما بي فجال الدمع رقراقاً
    ورد تألق في ضاحي منابته    فازداد منه الضحى في العين إشراقا
    سرى ينافحة نيلوفر عبق    وسنان نبه منه الصبح احداقاً
    كان يهبج لنا ذكرى تشوقنا    إليك، لم يعد عنها الصدر إذ ضاقا
    لو كان وفي المنى في حمغا بكم    لكان من أكرم الأيام أخلاقا
    لا سكن الله قلباً عق ذكركم    فلم يطر بجناح الشوق خفاقا
    لو شاء حملي نسيم الريح حين هفا    وافاكم بفتى أضناه ما لاقى
  • شعر أندلسي عن الحب لحفصة بنت الحاج الركونية:
    أغار عليك من عيني رقيبي    ومنك ومن زمانك والمكان
    ولو أني خبأتك في عيوني    إلى يوم القيامة ما كفاني
  • حفصة بنت الحاج الركونية:
    أزورك أم تزور فإن قلبي    إلى ما ملتم أبدا يميل
    فثغري مورد عذب زلال    وفرع ذؤابتي ظل ظليل
    وقد أملت أن تظمأ وتضحى    إذا وافى إليك بي المقيل
    فعجل بالجواب فما جميل    أناتك عن بثينة يا جميل
  • لسان الدين بن الخطيب:
    جـادَكَ الـغيْثُ إذا الغيْثُ هَمى   يـا زَمـان الـوصْلِ بـالأندَلس
    لـمْ يـكُن وصْـلُك إلاّ حُـلُما فـي   الـكَرَى أو خِلسَةَ المُختلس
    إذْ يـقودُ الـدّهْر أشْـتات المُنَى   تـنْقل الـخَطْو عـلَى مـا يُرْسَمُ
    زُفَــرًا بـيْن فُـرادى وثُـنَى مـثْلَما   يـدْعو الـوفودَ الـموْسِمُ
    والـحَيا قـدْ جـلّل الرّوض سَنا   فـثُـغورُ الـزّهْر فـيهِ تـبْسِمُ
    ورَوى الـنّعْمانُ عـنْ ماءِ السّما   كـيْف يـرْوي مـالِكٌ عنْ أنسِ
    فـكَساهُ الـحُسْن ثـوْبًا مُـعْلما   يـزْدَهـي مـنْهُ بـأبْهَى مـلْبَسِ
    فـي لَـيالٍ كـتَمَت سـرَّ الهَوى   بـالدُّجَى لـوْلا شُـموسُ الغُرَرِ
    مـالَ نـجْمُ الـكأس فيها وهَوى   مُـسْتَقيمَ الـسّيْرِ سـعْدَ الأثَـرِ
    وطَـرٌ مـا فـيهِ منْ عيْبٍ سَوى   أنّــهُ مــرّ كـلَمْحِ الـبصَرِ
    حـينَ لـذّ الأنْس مَع حُلْو اللّمى   هـجَم الـصُّبح هُـجومَ الحرسِ
    غـارَتِ الـشُّهْب بِـنا أو ربّما   أثّـرت فـيها عُـيونُ الـنّرجِسِ