حذرت دراسة أميركية حديثة من أن ممارسة ألعاب الفيديو التي تتسم بالعنف قد تحدث تغيرات في الجزء الدماغي المسؤول عن التحكم بالسلوكيات العدائية عند الأفراد.

وأشارت الدراسة التي أعدها باحثون من جامعة إنديانا الأميركية إلى أن ممارسة الراشدين الذكور من صغار السن ألعاب الفيديو التي تتسم بالعنف قد تقود إلى تغيرات دائمة في الجزء المسؤول عن التحكم بالانفعالات والسلوكيات العدائية.

وأوضح عضو فريق الدراسة الدكتور يانغ وانغ أن الأبحاث كشفت عن حدوث تغيرات في أجزاء الدماغ التي لها دور هام في التحكم بالانفعالات والسلوك العدائي.

وقال وانغ إن “هذه النتائج تشير إلى أن لعبة الفيديو العنيفة لها تأثير ونتائج طويل الأمد على وظائف الدماغ”، محذرا من أن هذه التأثيرات قد تترجم إلى تغيرات سلوكية بعد ممارسة اللعبة لفترات زمنية أطول.

وقد أجرى فريق من الباحثين في الجامعة الدراسة على عينة من الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاما، وقد كان مستوى تعرضهم لألعاب الفيديو العنيفة منخفضاً قبل إجراء الدراسة.

وقام الباحثون بتوزيع المشاركين إلى مجموعتين، حيث طلب من أفراد المجموعة الأولى ممارسة لعبة فيديو لإطلاق النار، وذلك مدة عشر ساعات في أسبوع واحد، ومن ثم الامتناع عن ممارستها في الأسبوع اللاحق.

في حين لم يطلب من أفراد المجموعة الثانية ممارسة ألعاب الفيديو مطلقاً، ولمدة أسبوعين كاملين.

وأخضع المشاركون لفحص الرنين المغناطيسي الوظيفي عند بدء الدراسة، ومن ثم أعيد الفحص لغايات المتابعة في الأسبوع الأول، وكذلك في الأسبوع الثاني من الدراسة.

وبحسب تقرير نشرته الجامعة على موقعها الإلكتروني، تناولت من خلاله نتائج الدراسة، فإنها المرة الأولى التي يقوم فيها الباحثون من الجامعة بتنفيذ دراسة تجريبية تُظهر علاقة مباشرة بين ممارسة ألعاب الفيديو العنيفة خلال فترة زمنية ممتدة وحدوث تغيرات في الأجزاء الدماغية المرتبطة بالوظائف الإدراكية والتحكم بالانفعالات.

يشار إلى أن نتائج هذا البحث تم استعرضها في اللقاء السنوي للجمعية الشعاعية لأميركا الشمالية، الذي اختتم أشغاله الجمعة الماضي في مدينة شيكاغو بولاية إلينوي الأميركية.