عقدة أوديب

عقدة أوديب مفهوم وتعريف ومعنى أنشأه سيجموند فرويد، و استوحاه من أسطورة أوديب الإغريقية، و هي عقدة نفسية تطلق على الذكر الذي يحب والدته و يتعلق بها و يغير عليها من أبيه فيكرهه، وفي نظرية التحليل النفسي فإن مصطلح عقدة أوديب يدل على المشاعر و الأفكار و الأحاسيس التي تبقى مكبوتة في العقل الباطن للطفل تجاه أمه، فهي من أهم الاكتشافات التي اهتم بها العالم فرويد بل و ربما أخطرها التي تواجه الطفل منذ حياته الأولى، و يرى العلماء أن هذه العقدة تشكل شخصية الطفل منذ صغره و خاصة في نشاطه الجنسي، إذ ينقل أحاسيسه الداخلية إلى الخارج من مشاعر و أفكار موجودة في عقله الباطن وإنما مكبوتة تجاه أمه.

كيف تبدأ عقدة أوديب

تبدأ عقدة أوديب ب (الأنا) و هو ما يعرف بالضمير الحي في شخصية الإنسان، و هو ينشأ نتيجة التربية و أيضا الدين، فيكون رادعا في نفسية الإنسان حيث يكون دائما في حالة السعي نحو الكمال، لذا فإن عقدة أوديب نوع من الاضطرابات النفسية التي تحل عند الطفل و خاصة في نموه النفسي و الجنسي، بحيث تعمل أحاسيسه على السباق بوالدته قبل والده و هذه العقدة خطيرة و تؤثر على نفسية الطفل و على حياته.

كيف تنتهي عقدة أوديب

تنتهي عقدة أوديب عند بلوغ الطفل عامه الرابع أو الخامس، فبعد تقمصه شخصية أحد والديه ومحاولة جذب اهتمام الطرف الآخر، عندها يفهم أنه لا يستطيع أن يحل مكان والده في حياة أمه.

تاريخ عقدة أوديب

أصل حكاية هذه العقدة أتت من التاريخ القديم، إذ تقول الميثولوجيا اليونانية أن ملكا على التيبس يدعى أيوس له ولدا من زوجته التي تدعى جوكاست، وكان هناك عرافا قد تنبأ للملكة بأن ولدها عندما يكبر سيقتل والده ويتزوج منها، فخافت الملكة من هذه النبوءة و صدقتها فأمرت أحد الجنود بأن يقتل طفلها، و لكن هذا الجندي لم يستطع أن يقتله و ما كان منه إلا أنه أخذه إلى البرية و قام بدق المسامير في قدميه و تثبيته على جذع شجرة و رحل، فرآه أحد الرعاة هو وزوجته ومعهما طفلهما، فأخذاه إلى ملك يدعى بوليب و هو ملك على الكورنيت، فقام بتربيته هو و زوجته ويرعياه و أطلقا عليه اسم أوديب و هي مستوحاة من رؤيته لأول مرة إذ تعني قدم منتفخة.

وعندما كبر أوديب فكر أنه لا بد له من معرفة أصله، فذهب إلى المدينة و لكن منعه أحد الرجال فصارعه حتى قتله، فيتضح بعد ذلك أن أوديب قد قتل والده الملك أيوس، و يتابع أوديب مسيره للمدينة ليلاقي امرأة كانت تحمي المدينة و اسمها سيفنيكس، فتقوم بطرح الألغاز على كل من يحاول الدخول للمدينة و إن لم ينجح بإعطاء الجواب المناسب تقوم بقتله، فسألت أوديب عن اسم الحيوان الذي يمشي عند الصباح بأربعة أرجل وفي الظهيرة يمشي على رجلين وعن المساء يمشي بثلاثة أرجل، ولكن أوديب استطاع إخافتها فقام بحل اللغز ليذاع صيته في المدينة، و بأنه استطاع حل هذا اللغز، و تم استقباله كالبطل و عرض عليه أن يتولى منصب الملك و يقلد التاج و يتزوج الملكة التي هي أمه بالأساس، و لكن دون علم الأم والابن بالقرابة بينهما.

فانتشر مرض الطاعون في المدينة، و لجأ أهلها إلى أحد العرافين للاستفسار، فأخبرهم بأن هذا المرض هو عقاب من الآلهة لكون أحد الأولاد قد قتل أبيه وتزوج من أمه وارتكبا ما يعرف بزنى المحارم، وعندما عرف أوديب أنه تزوج أمه عاقب نفسه بفقئ عينه و قامت والدته بشنق نفسها، ثم تم طرد أوديب خارج المدينة برفقة إبنته.