ابن قيم الجوزية

هو أبو عبد الله شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حريز الزرعي، ولد في العام  1292 ميلادي، وتوفي في عام1350 ميلادي، وهو واحد من أهم علماء المسلمين ومفسري الحديث الذين عرفهم الناس، ويعتبر ابن القيم الجوزية من أهم المحدّثين في عصره، وقد أخذ الكثير من الناس العلم عنه، وسيتم ذكر اجمل وافضل أقوال ابن القيم في هذا المقال.

اجمل وافضل أقوال ابن القيم الجوزية

لقد كان ابن القيم أحد أهم المحدثين، وكانت له آرائه الخاصة ومواقفه التي ذكرها في كتبه، وفيما يلي بعضاً من اجمل وافضل أقوال ابن القيم:

  • من جالسني يعلم مني أني من أعظم الناس نهياً عن أن ينسب معين إلى تكفير وتفسيق ومعصية إلا إذا علم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية التى من خالفها كان كافراً تارة وفاسقاً أخرى.. وإني أقرر أن الله قد غفر لهذه الأمة خطأها وذلك يعم الخطأ في المسائل الخبرية القولية والمسائل العملية.. ومازال السلف يتنازعون فى كثير من هذه المسائل ولم يشهد أحد منهم على أحد لا بكفر ولا بفسق ولا بمعصية.
  • من أقوال ابن القيم رحمه الله: وأما جهادُ الكفار والمنافقين، فأربع مراتب:
    بالقلب، واللِّسان، والمالِ، والنفسِ، وجهادُ الكفار أخصُّ باليد، وجهادُ المنافقين أخصُّ باللسان.
  • رسول الله (صلّ الله عليه وسلم) سيد الأنام، ويوم الجمعة سيد الأيام، فالصلاة عليه في هذا اليوم مزية ليست لغيره
    مع حكمة أخرى، وهي أن كل خير نالته أمته في الدنيا والآخرة فإنما نالته على يده، فجمع الله لأمته به بين خيري الدنيا والآخرة فأعظم كرامة تحصل لهم، فإنما تحصل يوم الجمعة، فإن فيه بعثهم إلى منازلهم، وقصورهم في الجنة، وهو يوم المزيد لهم إذا دخلوا الجنة، وهو يوم عيد لهم في الدنيا، ويوم فيه يسعفهم الله تعالى بطلباتهم وحوائجهم، ولا يرد سائلهم، وهذا كله إنما عرفوه وحصل لهم بسببه وعلى يده، فمن شكره وأداء القليل من حقه أن نكثر من الصلاة عليه في هذا اليوم وليلته.
  • وأهل الدنيا وعشاقها أعلم بما يقاسونه من العذاب وأنواع الألم في طلبها، ولما كانت هي أكبر هَمّ من لا يؤمن بالآخرة، ولا يرجو لقاء ربه، كان عذابه بها بحسب حرصه عليها، وشدة اجتهاده في طلبها.
  • وضع الله المصائب والبلايا والمحن رحمة بين عباده يُكفر بها من خطاياهم “فهي من أعظم نعمه عليهم وإن كرهتها أنفسهم”.
  • ازهد فِي مدح من لَا يزينك مدحه، وَفِي ذمّ من لَا يشنيك ذمّه، وارغب فِي مدح من كل الزين فِي مدحه، وكل الشين فِي ذمه، وَلنْ يقدر على ذَلِك إِلَّا بِالصبرِ وَالْيَقِين، فَمَتَى فقدت الصَّبْر وَالْيَقِين كنت كمن أَرَادَ السّفر فِي الْبَحْر فِي غير مركب.
  • من قصر في خدمة الخالق ابتلي بخدمة المخلوق.
  • العارف من صغرت حسناته في عينه، وعظمت ذنوبه عنده، وكلما صغرت الحسنات في عينك كبرت عند الله، وكلما كبرت وعظمت في قلبك قلت وصغرت عند الله، وسيئاتك بالعكس، ومن عرف الله وحقه وما ينبغي لعظمته من العبودية تلاشت حسناته عنده، وصغرت جدًا في عينه، وعلم أنها ليست مما ينجو بها من عذابه، وأن الذي يليق بعزته، ويصلح له من العبودية أمر آخر، وكلما استكثر منها استقلها واستصغرها، لأنه كلما استكثر منها فتحت له أبواب المعرفة بالله والقرب منه، فشاهد قلبه من عظمته سبحانه وجلاله ما يستصغر معه جميع أعماله، ولو كانت أعمال الثقلين، وإذا كثرت في عينه وعظمت دل على أنه محجوب عن الله، غير عارف به وبما ينبغي له، وبحسب هذه المعرفة ومعرفته بنفسه يستكثر ذنوبه وتعظم في عينه، لمشاهدته الحق ومستحقه، وتقصيره في القيام به، وإيقاعه على الوجه اللائق الموافق لما يحبه الرب ويرضاه من كل وجه.

أشعار ابن القيم

  • إذا طَلَعَتْ شمسُ النهارِ فإنَّها … أمَارَة تسْلِيمي عليكمْ فسَلمُوا
    سلامٌ مِن الرحمَنِ في كلِّ سَاعة … ورَوْحٌ ورَيْحانٌ وفضْلٌ وأنْعُمُ
    عَلى الصَّحْبِ والإخْوانِ والوِلْدِ والأُلىَ … دَعَوْهم بإحْسَانٍ فجَادُوا وأنْعَمُوا
    وسائرِ مَن للسُّنَّةِ المَحْضةِ اقتَفى … ومَا زاغ عنها فهو حَقٌّ مُقدَّمُ.
  • أمَا وَالذِي حَجَّ الْمُحِبُّونَ بَيْتَهُ …وَلبُّوا لهُ عندَ المَهَلِّ وَأحْرَمُوا
    وقدْ كَشفُوا تِلكَ الرُّؤوسَ توَاضُعًا … لِعِزَّةِ مَن تعْنو الوُجوهُ وتُسلِمُ
    يُهلُّونَ بالبيداءِ لبيك ربَّنا … لكَ المُلكُ والحَمْدُ الذي أنتَ تَعْلمُ
    دعاهُمْ فلبَّوْهُ رِضًا ومَحَبَّةً … فلمَّا دَعَوهُ كان أقربَ منهمُ
  • ترَاهُمْ على الأنضاءِ شُعْثًا رؤوسُهُمْ … وغُبْرًا وهُمْ فيها أسَرُّ وأنْعَمُ
    وَقدْ فارَقوا الأوطانَ والأهلَ رغبةً … ولم يُثنِهِمْ لذَّاتُهُمْ والتَّنَعُّمُ.
    فَيَا ساهِياً في غمْرَةِ الجهلِ والهَوَى … صريعَ الأماني عن قَريبٍ ستَنْدَمُ
    أفِقْ قد دَنا الوقتُ الذي ليْس بَعدَهُ … سِوى جنةِ أو حرِّ نار تضرَّمُ
    وبالسُّنَّة الغرَّاء كنْ متمسِّكًا … هي العُرْوةُ الوُثقى التي ليْس تُفْصَمُ