الروحُ وَالمَــلَأُ المَلائِكُ حَــولَهُ لِلـــدينِ وَالــدُنيــا بِهِ بُشَراءُ
وَالعَرشُ يَزهو وَالحَظيرَةُ تَزدَهي وَالمُنتَهى وَالسِدرَةُ العَصماءُ
وَحَديقَةُ الفُرقانِ ضاحِكَةُ الرُبا بِالتُــرجُمـــانِ شَذِيَّةٌ غَنّـــاءُ
وَالوَحيُ يَقطُرُ سَلسَلًا مِن سَلسَلٍ وَاللَـــوحُ وَالقَلَمُ البَديــعُ رُواءُ
نُظِمَت أَسامي الرُسلِ فَهيَ صَحيفَةٌ في اللَـوحِ وَاسمُ مُحَمَّدٍ طُغَراءُ
اسمُ الجَلالَةِ في بَديـعِ حُروفِهِ أَلِــفٌ هُنالِكَ وَاســمُ طَـــهَ البــاءُ
يا خَيرَ مَن جاءَ الوُجودَ تَحِيَّةً مِن مُرسَلينَ إِلى الهُدى بِكَ جاؤوا
بَيتُ النَبِـيّـينَ الَّذي لا يَلتَقي إِلّا الحَنــائِــفُ فيــهِ وَالحُنَفـــاءُ
خَيرُ الأُبُوَّةِ حــازَهُمْ لَكَ آدَمٌ دونَ الأَنــامِ وَأَحــرَزَت حَـــوّاءُ
هُم أَدرَكوا عِزَّ النُبُوَّةِ وَانتَهَت فيهـــا إِلَيــكَ العِـــزَّةُ القَعســاءُ

يقول الشاعر جمال الملا في قصيدته بعنوان (النبي):
كم شدّ تحت رداء النور من حَجرٍ حتى تعلم منه الصبر والجلدا
يا من له كانت الأخلاق معجزة ما عاب قط طعامًا لا وما انتقدا
لا تبك يا عمر الفاروق إن ترك الحصير في جنبه ختمًا إذا رقدا
فذاك من لغة في أبجديتها: أن الحرير يساوي ذلك اللبدا
محمد واستوى الرحمن وهو على عرش عظيم .. فسمى نفسه الصمدا
محمد يا مقامات معمدة بالطين .. عبدًا رسولا كيف ما عبدا
سواد عينيك، ليل العارفين سروا به.. فغابوا.. أضاعوا الدرب والبلدا

وقالوا في مدح الرسول أيضًا:
تأبى الحُروفُ وتسْتعصي معانيها حتّى ذكَرْتُك فانْهالتْ قوافيها
محمّدٌ قُلْتُ فاخْضرّت رُبى لُغتي وسالَ نَهْرُ فُراتٌ في بواديها
فكيفَ يجْدِبُ حَرْفٌ أنْتَ مُلهِمُهُ وكيفَ تظمأ روحٌ أنتَ ساقيها
تفتحتْ زهرةُ الالفاظِ فاحَ بها مِسْكٌ من القُبّة الخضراء يأتيهأ
وضجّ صوتٌ بها دوّى فزلزلها وفجرّ الغار نبعا في فيافيها
تأبّدتْ أممٌ في الشركِ ما بقيتْ لو لمْ تكُن يا رسول الله هاديها
أنقذتَها من ظلام الجهلِ سرْتَ بها الى ذ ُرى النور فانجابت دياجيها
رسـول الله .. أنفسنـا فداكـا*** ولا سلِمت من السُّوأى عِداكـا
فُديتَ من الجنـاةِ وكـلّ نـذْل*** ٍتعمَّـدَ مـن سفاهتِـه أذاكــا
ألا شُلّت يـدٌ خطّـت خطايـا*** خيالاً حاقـداً زعمـوا حكاكـا
أرادوا النّيلَ من طـودٍ علـيّ *** ٍوقد نصبوا الحبائـلَ والشِّباكـا
وأنت البدرُ يسمو فـي عـلاه*** ولكن ما استضاؤوا من سناكـا
وأنت الشمـسُ أهدتهـم حيـاةً *** ولكن – حسرةً – جحدوا جداكا
وأنت البحرُ جُدَّت لهـم بـدُرّ *** ّفهل صادوا اللآلئَ من حشاكا؟
وأنت الدوحُ يمنحُهـم ظـلالاً *** ًوأثماراً فهم طعمـوا جناكـا!
وأنت الزهرُ يحبوهـم أريجـاً *** ًوقد نكِـرت أنوفهمـو شذاكـا

الشخصية النبوية وواجب الطاعة

 تُبرز قصائد المدح النبوي الشخصية النبوية، والشمائل المحمدية، طرق ووصفات النبي الكريم خَلقيًا وخُلقيًا، وكيف كان النبي يعامل الناس على اختلاف أجناسهم وأطيافهم وصفاتهم، ويجب على الإنسان الاستفادة من هذه القصائد بتمثل صفات النبي، والاقتداء به، والسير على سنته الطهورة، وطاعته فيما أمر، لأن في سنته طاعة الله في الدنيا، والفلاح والنجاح يوم القيامة حين يكون شفيع الأمة أمام الله عز وجل.