المعلم

يُعتبر المعلم شخصيةً لا مثيل لها في كافة المجتمعات، فهو الذي يُخرج الأجيال من ظلام الجهل إلى نور العلم، وهو الذي يفني نفسه لأجل إيصال المعرفة والثقافة إلى طلابه، ولولاه لما تقدمت الأمم ولما تطورت الأوطان، فهو النبراس الذي يُضيء الدروب للشعوب كي تبني وتعمل، وهو الذي يُؤسس المجتمعات ويرفدها بالأطباء والمهندسين والمحامين والقادة والممرضين وغيرهم، ولولاه لما كان هناك علمٌ ولا معرفة، ولأن المعلم يستحق من الجميع كل الشكر والثناء، خصصت معظم دول العالم يوماً للاحتفال به كعربون محبةٍ وتقدير، كما أن الأديان السماوية جميعها حرصت على تقديس مكانة العلم والعلماء واحترام المعلمين، وسنقدم كلمة شكر للمعلم خاصةً خلال هذا المقال.

كلمة شكر للمعلم

” معلمي الغالي: لا تُسعفني الكلمات وعبارات والعبارات وكلمات وعبارات كي أرتبها شكراً وعرفاناً لك، فأنت الشجرة الوارفة الظلال التي حملت أشهى الثمار لتُعطينا إياها، وأنت المنارة التي تُضيء عتمة العقول، والزهرة التي تنبت في القلب، وترويها بعلمك ومعرفتك وثقافتك، فلولاك لما استطعت أن أكتب حرفاً واحداً، ولولاك لما كان للمعرفة وجودٌ في عقلي، فاسمح لي بأن أقدم لك رسالتي هذه بحروفها الخجولة وكلماتها المتلعثمة، فمهما تكلمت لن أٌوفيك حقك، فطوبى لك ولغبار الطباشير التي تُمسكها بيديك، وبوركت صفحات الكتب التي قلبتها وأنت تنهمك بفكّ الرموز والعبارات، والمجد كل المجد لك، فبك ترتقي الأمم، وبك تعلو المراتب، وبك أيضاً يُصبح الحلم حقيقة، فكم من طالبٍ أصبح مجتهداً بفضلك وأمسى طبيباً أو مهندساً أو معلماً أو محامياً أو أي وظيفة أخرى داعبت خياله ووصل إليها بفضلك، فأنت يا معلمي غاية الحب والفرح لأنك صانع الحياة ومبرمج العقول وقاهر الجهل، وليس عجباً أن يقول بك الشعراء قصائد المدح والثناء لأن الشعر يتزين بك، والعقول تكبر بالاقتراب منك، فمرحى لك، وطوبى لك والمجد والرفعة والحياة بك ولك، وكم تبدو كلمة “شكرا” صغيرة وسطحية وبلا معنى أمام حضرتك، ورغم هذا اسمح لي أن أقول لك: شكراً بحجم عطائك الذي ليس له حدود، وشكراً بحجم الكون لك، أحبك معلمي لأنك قدوتي وثقتي وصاحب الفضل الكبير، بك أصل إلى مراتب العلماء، وبك أطمس ملامح الجهل والغباء، فمن غيرك يُمسك بيدي لأنزع عني ثوب الجهل الأخرق، ومن غيرك تتكئ عليه أحلام الأهل والأبناء، فاجمل وافضل تحية لشيب شعرك الذي يحكي قصة صبرك وإصرارك على أن تمحو كل الأفكار العقيمة لتزرع بدلاً منها أفكاراً نيّرة تليق بالعقول الكبيرة”.

أبيات شعر في مدح المعلم

  • يكر بن محمد المازني:
    إِن المعلمَ لا يزالُ مضَّعفاً … ولو ابتنى فوقَ السماءِ سماءَ
    من عَّلمَ الصبيانَ أضْنَوا عقلَه … مما يلاقي بكرةً وعشاءَ
  • الإمام الشافعي:
    اصبر على مرِّ الجفا من معلمٍا … فإنَّ رسوبَ العلمِ في نفراتهِ
    ومنْ لم يذق مرَّ التعلمِ ساعة … تجرَّعَ نلَّ الجهل طولَ حياته
    ومن فاتهُ التَّعليمُ وقتَ شبابهِا … فكبِّر عليه أربعاً لوفاته
    وَذَاتُ الْفَتَى ـ واللَّهِ ـ بالْعِلْمِ … وَالتُّقَى إذا لم يكونا لا اعتبار لذاتهِ
  • عامر محمد بحيري:
    العلمُ نورُ اللّه في أكوانه …  جعلَ المعلمَ بحرَه المورودا