تعتبر الوجودية إحدى التيارات الفلسفية التي ظهرت أثناء القرن العشرين، كانت تنادي بقيمة وأهمية وفائدة وجود الفرد الإنساني، وقد ظهرت وانتشرت بشكل خاص في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن العشرين، ومن الممكن الالتفات إلى أن الوجودية قد جاءت وكأنها ردة فعل نشأت نتيجة حدوث الحرب العالمية الأولى، والمساوئ التي خلفتها هذه الحرب من قتلى وجرحى، مما أدى إلى جعل المفكرين يبحثون عن تيار أو فكر يعيد قيمة الإنسان، ويعمل على تعزيز أهمية وفائدة وجوده عن طريق نشر أفكارهم من خلال الشعر، والأدب، والمسرح، إلى أن أصبحت من التيارات الفلسفية الإنسانية المعروفة بشكل واسع في أوروبا، كما أن الوجودية عرفت بعدة أسماء مثل فلسفة التفرد، وفلسفة الانحلالية، وفلسفة العدم.

أبرز مشاهير الفلسفة الوجودية

يعتبر سورين كير كغارد الدنماركي مؤسس المدرسة الوجودية والأب الروحي للوجودية، فقد هاجم العديد من أفكار فلاسفة عصره الذين عملوا على التقليل من أهمية وفائدة وجود الفرد مثل فلسفة هيجل، ويعد جون بول سارتر الفرنسي من أكثر الفلاسفة الوجوديين شهرةً، وقد كان جون بول أحد الجنود الفرنسيين، مما أدى إلى لفت نظره إلى ضرورة وجود فكر يعمل على توجيه اهتمام ونظر الإنسان إلى أهمية وفائدة الوجود، كما أنه عبر عن فكره في مسرحياته مثل مسرحية المنتصرون، ومسرحية اللا مخرج، ومسرحية الذباب، كما أن المفكرين الألماني كارل ياسبرز، والفرنسي غابرييل مارسيل خلفا أثراً وبصمة كبيرة جداً في الفكر الوجودي، وقد تم تقسيم الفلسفة الوجودية إلى قسمين هما:

  • الوجودية الملحدة
    من أكثر مفكري الوجودية الملحدة شهرةً ألبير كامو، وسيمون دي فوار، وسارتر، حيث ينكر جميعهم وجود الله، حيث كانوا يعتبرون الله غير قادر على حل المشاكل وعيوب التي يمر بها الإنسان، كما اعتبروا أن الإنسان هو خالق ذاته.
  • الوجودية الدينية
    تعرف بالوجودية المسيحية، ومن أكثر روادها شهرةً غاربيل مارسيل الذي عرف بسيطرة النزعة التفاؤلية على فكره الوجودي، كما اعتبر أن الإيمان بالرب له قدرة على حل المشاكل وعيوب التي يمر بها الإنسان، بالإضافة إلى كارل ياسبرز الذي كان له أثر كبير في الوجودية الدينية، وعد الحرية أحد الشروط اللازمة للوصول إلى الرب.
  • الاهتمام بكافة معاني الوجود الإنساني مثل اليأس، والخوف، والقلق.
  • مبدأ الحرية المطلقة للإنسان من أجل بناء شخصية الإنسان الواعية الحرة.
  • الانتهاء والتخلص من جميع الرواسب الفكرية القديمة دون النظر إلى مصدرها سواء أكان ديناً، أو عادات وتقاليد، أو أخلاقاُ.
  • مشاكل وعيوب الوجود البشري والذات الإنسانية من موت، وحياة، ومسؤولية، وحرية يعمل على عكس التيارات الفلسفية التي ركزت على نظرية المعرفة، وموضوعات علم المنطق.
  • الموضوعات الخاصة بعلم النفس البشرية مثل المشاعر، والأحاسيس، والعواطف.