الأنثروبولوجيا

هو العلم الذي يهتمّ بدراسة جوانب البشر في المجتمعات الماضية والحاضرة كافّة، وتفاعل تلك الجوانب في نسق واحد، وتطوّرها عبر الزمان والمكان، وطريقة تكيف البشر مع البيئات المتباينة واختلاطهم وتواصلهم معًا، وما تنتجه نشاطاتهم من أنماط ووظائف وعلاقات اجتماعية مختلفة، ويتحدّد مضمونه بما تضيفه من معطيات حول الإنسان عبر ارتقائه وتطوّره من الأشكال البدائيّة، وأصوله التاريخية التي تمسّ جوانبه العضوية والاجتماعية والحضارية، ودراسة أنماطه السلوكيّة، والظروف الطارئة على بيئته الاجتماعيّة والاقتصاديّة، وحول تعاقب الحضارات كي تستمدّ من ذلك المرجعيّة التاريخيّة منطلقًا لفهم الإنسان المعاصر ومشاكله السلوكية والمجتمعية والحضارية، وسنذكر في هذا المقال تعرف ما هو علم الأنثروبولوجيا.

نشأة الأنثروبولوجيا

  • يعدّ من أقدم علوم البشر، من حيث أنه يعنى بدراسة النظريات التي تتعلق بطبيعة المُجتمعات البشرية.
  • بدأ هذا العلم مع أقدم تأمّلات الإنسان حول النشاطات الإنسانيّة.
  • قدّم المؤرّخ الإغريقي (هيرودوتس) وصفًا مطوّلًا حول التكوين الجسمي لأقوام قديمة مثل قدماءَ المصريين، وصور أخلاقهم وعاداتهم، وسمّي (أبا الأنثروبولوجيا) و(أبا التاريخ).
  • قدّم المؤرخ الروماني (تاكيتس) دراستهُ المشهورة عن القبائل الجرمانية.
  • جمع البابليّون بعض ما تركهُ السومريون من أدوات ومخلّفات في متاحفَ خاصّة.

أقسام الأنثروبولوجيا

  • الطبيعية: يتركّز بحثها حول دراسة الإنسان بوصفه نتاجًا لعملية عضوية، من حيث الصفات التي يكتسبها نتيجة المتغيرات الوراثية، ودراسة التجمعّات البشرية السكانية، وخصائص الأنواع البشرية والسلالات الإنسانية، بمعزل عن ثقافة كلّ منها، لذا يتحدّد موضوعها بالتركيب الجسدي للإنسان وما مرّ عليه من تطورات.
  • الاجتماعية: يهتمّ بتحليل البناء الاجتماعي للمجتمعات الإنسانية خاصة البدائية، التي يلاحظ فيها تكامل البناء الاجتماعي، كما يدرس الأنماط السلوكيّة للنظم الاجتماعية، مثل: العائلة، والعبادات الدينية، والتنظيم السياسي، والإجراءات القانونية، ثمّ تدرس العلاقة بين هذه النظم، سواء في المجتمعات المعاصرة أم المجتمعات التاريخية.
  • الحضارية: تهتم بدراسة سلوك الإنسان في نطاق منظومته الحضاريّة، وتحلّل اختلاف نشاطه اليومي باختلاف الظروف الموضوعيّة المحددة لأدواره المتعددة في المجتمع، ويتحدّد موضوعها بدراسة الحضارة.
  • التطبيقية: نشأت الحاجة إلى دراسة هذا النوع من علم الإنسان بسبب اتصال الشعب الأوروبي بغيره من الشعوب، خاصّة منذ الحرب العالمية الثانية، ويمثّل هذا الفرع الأداة الرئيسة لتطبيق نتائج بحوث كل فروع علم الأنثروبولوجيا، وتتحدّد تطبيقاتها في مجالات كثيرة منها: التحضّر والسكان، والتربية والتعليم، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، والمجالات الطبية والنفسية، والسياسيّة، والصناعية، والفنية.

علوم ذات صلة بالأنثروبولوجيا

  • الآركيولوجيا (علم الآثار): يعتبر فرعًا من الأنثروبولوجيا في الولايات المتحدة، بينما يعتبر اختصاصًا منفصلًا بحدّ ذاته في أوروبا، أو يرتبط باختصاصات أخرى مثل التاريخ، ويعنى بدراسة الثقافات الإنسانية القديمة من خلال تتبع الأدلة المادية.
  • الأثنوجرافيا: يقدّم وصفًا للشعوب والسلالات، ويدرس أطرها الحياتية بمختلف جوانبها الثقافية والاجتماعية.
  • الثيولوجيا: يعنى بخصائص الشعوب، وإنجازاتهم، ومعتقداتهم، وأحوالهم الثقافية والحضارية.
  • علم الإجتماع: يهتم بدراسة العلاقات المتبادلة بين الأفراد والجماعات بمختلف مستوياتها، والقواعد المنظمة لهذه العلاقات.