الطوائف الدينية في مصر

تحتضن جمهورية مصر العربية العديد من الطوائف الدينية فوق مساحتها الشاسعة بالرغم من اتخاذ الدولة من الديانة الإسلامية لغةً رسمية للبلاد، وتعترف مواد القانون بحقوق ثلاث طوائف دينية وهي المسلمة والمسيحية واليهودية، وإلى جانب النسبة الكبرى من المسلمين تقيم الطائفة المسيحية ذات النسبة 5.78% من إجمالي الديانات في البلاد، ويعدّ الأقباط الأرثوذكس هم من يتخذون النسبة الأعلى في الوجود بين الأقليات، وفي هذا المقال سيتم تقديم مقال يعُرّف من هم الأقباط وما دينهم وكل ما يتعلّق بتاريخهم.

من هم الأقباط وما دينهم

يمكن الإجابة على سؤال من هم الأقباط وما دينهم بأنهم تلك الأقلية المنحدرة من سلالة الأحباش والإثيوبيين الذين دأبوا إلى إقامةِ أماكن إقامة مخصصة لهم على ضفاف وادي النيل، وتتمركز هذه الأقلية في الأراضي المصرية دوناً عن دول الوطن العربي، ويعتنقون الديانة المسيحية الأرثوذكسية، ومن أبرز المعالم الخاصة بهم هي الكنيسة الوطنية المعروفة بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ويتعارف في مصر أن الأقباط هم المسيحييّن المصريين الأصل، أما مع حلول الألفية الثالثة فأصبحت تسمية الأقباط تقتصر على الأقلية المسيحية في مصر، ويبلغ عددهم في الوقت الراهن ما يفوق 4 ملايين قبطي وتتوزع البقية حول العالم.

تاريخ الأقباط

تشير المعلومات التاريخية إلى أن الأقباط توافدوا إلى أرض وادي النيل، إلا أنّ المعلومات غير متفقة على التاريخ الذي دخلوا به الأراضي المصرية، ويقال إنّ هناك علاقة بين قدومهم وطوفان نبي الله نوح -عليه السلام- إلا أنه من المؤكد أن هناك وقت طويل بينهما فالطوفان سبقهم بسنوات طوال، ويعدّ ذلك الرجل المعروف باسم مرقص المبشر هو أول من دخل مصر بشكل رسمي ليبدأ بعده الوجود القبطي وفق ما جاء في موقع الكنيسة الأرثوذكسية في الإسكندرية، وبناءً عليه فإنّ مطلع الخمسينيات من القرن الأول كان تاريخاً لإتيانهم، وكانت هذه الفئة تتخذ لغةً خاصة بها تعرف بالقبطية تختلط بها اللغة اليونانية بنسبة 20%.

ترك الأقباط أثراً واضحاً في تاريخ تطوير الكنيسة المسيحية، إذ قدّموا الخدمات لهذه الديانة قبل اعتناقها خلال الفترة ما بين القرنين الثالث والرابع الميلادي؛ ومن أبرز هذه الخدمات تأسيس القديس أنطونيوس الكبير لديهم ما يعرف بالحركة المسيحية الرهبانية التي صبت اهتمامها على تداول سيرة القديسين وما جاء على ألسنتهم، أمّا عند قدوم الفتوحات الإسلامية لمصر فقد دخلت نسبة كبيرة منهم في الإسلام، وحافظ بعضهم على ديانتهم مع منحهم الدولة الإسلامية للحقوق وحرية الشعائر الدينية.