إنَّ الالبحث عن معنى الفن التجريدي الدقيق قد يدخل المرء في الكثير من المتاهات التي تجعله يشعر و كأنَّه في دوامة لا يمكنه تمييز ما حوله، لذلك يمكن شرح الفن التدريجي بطريقة عامة و بسيطة يمكن للجميع فهمها، إنَّ الفن التجريدي في بداية الأمر يمكن أن يكون لوحة مرسومة أو مجسمات منحوتة، و تتميز الاعمال الفنية التجريدية عن غيرها بأنَّها لا تعبر عن شخص أو مكان أو أي شيء مرتبط بالعالم الواقعي، و لكن عادة ما تعبر هذه الاعمال عن شخصيات أماكن و أشياء تجول في خاطر الفنان، وغالباً ما يعتمد الفنان خلال الأعمال التجريدية على استخدام الأشكال الهندسية و توظيف الألوان و الأحجام المختلفة و الأبعاد للتعبير عن موضوع العمل، و الجدير بالذكر بأنَّ الأعمال التجريدية تترك للمشاهد مجالاً واسعة لرؤية العمل من عدة زوايا، لذلك على سبيل المثال يمكن لشخصين أن يستخلصان مشهدين مختلفين تماماً من نفس العمل.

نشأة الفن التجريدي

  • يعد مطلع القرن العشرين أهم فترة في تاريخ الفن التجريدي حيث ظهر العديد من الفنانين المهتمين في هذا الموضوع، و كان أبرزهم الفنان الروسي كاندينسكي.
  • من أبرز أعمال الفنان الروسي كاندينسكي هي إعطاء الألوان معاني إنسانية، حيث أنَّ اللون الأبيض يعبر عن الصمت و لكن يمتلك الكثير من التوقعات.
  • أما الألوان الأخرى مثل الأخضر يعبر عن السلام و لكن مع امتلاك القوة و اللون الأحمر يعبر عن الثقة بالنفس الحيوية.
  • اللون الأزرق يعبر عن الغموض و يمتلك قوى خارقة و اللون الأصفر يعبر الدفء و الإثارة و أحياناً يعبر عن التشتت و الجنون.
  • لم يتوقف كاندينسكي عند هذا الحد حيث قام أيضاً بربط الألوان بالآلات الموسيقى و يعود السبب وراء ذلك حبه الشديد للموسيقى.
  • من أبرز الألوان التي تم ربطها بالآلات الموسيقية الأحمر و الأصفر و يعبران عن صوت البوق أما اللون الأخضر فيعبر عن صوت الكمان و الأزرق الفاتح يعبر عن صوت المزمار و أخيراً الأبيض يعبر عن الصمت بين النوتات الموسيقية.
  • إنَّ ما قام به هذا الفنان الروسي أعطى معنى للفن التجريدي و جعله يظهر كفن منفصل بعد ما كان في القرون السابقة مرتبط بالفنون التعبيرية و الانطباعية.
  • و الجدير بالذكر بأنَّ الكثير من المؤرخين المختصين في مجال الفن يعتقدون بأنَّ الفن التجريدي موجود منذ العصور الأولى، حيث يوجد العديد من الرسومات الجدارية التي يتم استخدام الرمز فيها بدلاً من رسم الأشكال الواقعية.

المرجع: 1