المنهج التجريبي
استطاع الإنسان التكيف مع مكونات الطبيعة، واستغلها لتطوير حياته وتنظيمها، وكانت طريقته في البداية معتمدةً على الملاحظة والتجريب حتى استطاع التوصل إلى النتائج الجيدة، وهذا المنهج الذي اتبعه يسمى بالمنهج التجريبي، ويعد هذا المنهج احسن وأفضل المناهج المتبعة للتوصل للمعلومات والحقائق، لذلك يعد المنهج التجريبي موجوداً منذ قديم الزمان، ومر بالكثير من التطورات والتعديلات حتى أصبح ممنهجاً ومنظماً حتى صارت له طرق وخطوات يمكن اتباعها من أجل تحقيق النتائج الجيدة والهدف المرجو منه، وهذا سهل على الباحث الذي يريد أتباعه في بحثه، فتعرف على ما هى طرق وخطوات ومراحل المنهج التجريبي.
طرق وخطوات المنهج التجريبي
هناك عدة طرق وخطوات يمكن اتباعها أثناء اعتماد المنهج التجريبي في البحث، وهي:
- الملاحظة: تعد الملاحظة لواقعةٍ تعرف على ما هى الخطوة الأولى لكتابة المنهج التجريبي حيث تهدف إلى الكشف عن بعض الحقائق التي تستخدم من أجل استنباط المعارف الجديدة، فإذا كانت الملاحظة إيجابية يتم ملاحظتها وعمل التجارب لمعرفة الما هى اسباب التي قادت إليها والمحافظة عليها من أجل الاستمرار في نجاحها، بينما لو كانت الظاهرة سلبية يتم ملاحظتها ومراقبتها ودراستها من أجل معرفة ما هى اسباب الضعف والقصور ومعالجتها.
- التجربة: وهي ملاحظة الظاهرة بعد تعديلها سواء كانت هذه التعديلات قليلة أو كثيرةً، وتكون الظروف التي أدت إلى هذه التعديلات مصطنعة بينما الملاحظة تتم دون أي تعديلات، ويقوم الباحث باصطناع الظروف التي تغير الملاحظة حسبما يريد، ولكن تبقى العلاقة متداخلة بين الملاحظة والتجربة، فالباحث يلاحظ ثم يجرب ثم يلاحظ نتيجة تجربته.
- الفروض أو الفرضيات: وهي التخمينات والتوقعات التي تقع خلف الظاهرة التي أدت إلى وجودها وظهورها، وتكون الفرضيات عبارة عن نظرياتٍ لم يثبت صحتها في ذلك الوقت، وللفرضيات أهمية وفائدة في المساعدة للوصول إلى النتائج والحقائق، كما أنها تساعد الباحث على تحديد اتجاه بحثه بدلاً من إضاعة الوقت والجهد في جوانب لا تعود بالنفع عليه.
- تحقيق الفرضية: وتعد هذه الخطوة هي أهم خطوة في طرق وخطوات البحث التجريبي وذلك لأن الفرضية لا معنى لها دون تحقيقها، ومن ثم يتم تجربة الفرضية للتأكد من صحة الاستنتاج الذي تم التوصل إليه.
المسلمين والمنهج التجريبي
مع بداية نشأة الدولة الإسلامية نشطت معها الروح العلمية والتطور فاننتشر المنهج التجريبي بين المسلمين، وظهر العديد من العلماء المسلمين الذين كانت التجربة منهجهم في توصيل الحقائق ومن أبرزهم جابر بن حيان الذي عاش في القرن الثاني من الهجرة، والحسن بن الهيثم الذي اشتهر في الغرب بمؤلفاته في مجال البصريات، ومع ضعف الدولة لاحقاً ضعف الاهتمام بالمنهج التجريبي وتم التركيز على المنهج العقلي.