فن الدويتو أو الديالوغ الغنائي هو نوع من أنواع الغناء المنتشرة في عالم الغناء ويمثل بأسلوبه حواراً غنائياً بين فنانيّن اثنين يجمع بينهما الانسجام في الكلام والأداء واللحن والصوت في آنٍ واحد، ومن الممكن أن يجمع أيضاً بين أكثر من فنانيّن اثنين، ويعتبر موطناً لطرح قضايا عاطفية واجتماعية وسياسية ووطنية، كما يمكن تعريف ومعنى الدويتو بأنه رسالة فنية خالدة غالباً ما تحمل الطابع الوطني أو الإنساني، وتكون مُستساغة لأذن المستمع لها كونها تأخذه بعيداً عن الفن التقليدي والاعتيادي الشائع، ويمتاز هذا الفن بكثرة الطلب عليه سواء كان ذلك من الفنانين أو الجمهور، ويؤدي دوراً فعالاً في الانتهاء والتخلص من فجوة صراع الأجيال في مجال الفن بجمعِ مطربين من مراحل عمرية مختلفة.

أهمية وفائدة فن الدويتو

يتراكض الفنانون لتجربة فن الدويتو سعياً في تحقيق الشهرة الواسعة بسهولة ودون عناء، وتأتي هذه الفكرة للفنانين المبتدئين تحديداً عند الغناء إلى جانب أحد عمالقة الفن، إلا أن محاولات البعض قد باءت بالفشل عند سيرهم في تيار الدويتو لاعتقادهم بأن الأمر سهل، حيث أن تقديم أغنيات ذات كلمات وعبارات وجمل غير مترابطة ساهم في تغيير الفكرة الحقيقية التي يقوم عليها الدويتو وتشويهها.

عمالقة الفن والدويتو

  • بدأت ظاهرة الدويتو الغنائي المصور بالانتشار في الأفلام السنيمائية القديمة قبل ظهور ما يُعرف بالفيديو كليب، وتعتبر الفنانة المصرية المعتزلة شادية الأولى بين الفنانات اللواتي تقاسمن مع الأصوات الرجالية عملاً فنياً في الدويتو، ويذكر بأن شادية قد حطمت الرقم القياسي فيما قدمته للجمهور من ثنائيات غنائية، وكانت قد تجاوزت بذلك عن الفنانة الراحلة ليلى مراد المشهورة بغناء الثنائيات الناجحة.
  • بالرغم من النجاح الباهر الذي حققته كل من شادية وليلى مُراد، إلا أن للفنان محمد عبد الوهاب الأسبقية في ذلك، حيث قدم الأخير دويتو مع الفنانة راقية إبراهيم بالأغنية المشهورة “حكيم عيون” في فيلم رصاصة في القلب، كما قدم الثنائي الأًصيل من الزمن الجميل فريد الأطرش وشادية أغنيتهما الشهيرة “يا سلام على حبي وحبك” وحققت نجاحاً ساحقاً في ساحة الفن العربي.
  • أما فيما يتعلق بانتشار الدويتو في العصر الفني الحديث، فقد حرص كبار النجوم العرب على انتقاء شركائهم في تجربة الدويتو فكُلٌ يختار من كان له وزنه واسمه في عالم الفن العربي، فقدم الفنان اللبناني فضل شاكر عدداً من أغاني الدويتو بشارك الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب بأغنيته “عام جديد”، والفنانة نوال الكويتية في أغنية “أحاول”، أما تجربته مع الفنانة اللبنانية يارا فكانت تجربة ناجحة للغاية بالرغم من أنها كانت في بداية مشوارها الفني، وتجربته الرابعة كانت مع الفنانة اليسا.
  • قدّمت الفنانة مادونا دويتو مع الفنان بشير بأغنية ملا جيل، وجاءت هذه التجربة سعياً في رفع نجوميتها التي تراجعت لفترة زمنية معينة بعد غياب عن الساحة الفنية، كما تشاركا أيضاً عملاً فنياً تحت مسمى “ولا يا صعيدي”.