تسمية المولود الجديد شرعًا
وضعت الشريعة الإسلامية بيانًا شرعيًا تفصيليًا لكل أمور الحياة، ومن بين ما بيّنته ووضحّت شروطه هو ماذا يفعل الأبوين حين يرزقهما الله -عز وجل- بمولود جديد، وإحدى هذه الأمور هو تسمية الطفل، ولكن لم يترك الشرع الباب على مصراعيه ليختار الأبوين أيّما اسم، بل حدّدت ذلك بشروط وضوابط، كأن يكون الاسم غير منفّر وقبيح، ويحمل معنىً تاريخيًّا، أو معنىً إسلاميًّا، أو عربيًّا، ومن ضمن الأسماء المتداولة في الماضي والحاضر هو اسم خالد، لذا وجب التطرق ووسائل إلى معنى اسم خالد ودلالة رؤيته في المنام.
معنى اسم خالد
خالد على وزن فاعل، من الفعل: خَلَدَ، والمصدر: خلود، وهو البقاء على قيد الحياة دون الموت، ويسمّي البعض مولوده بهذا الاسم كناية عن البقاء الأبدي الدائم، وقد يطلق البعض على ابنه اسم خالد كناية ليس عن عدم الموت، فالموت محتوم ومُقدّر على جميع الكائنات، إنما أملًا بتخليد اسمه بأفعاله وإنجازاته وسيرته التي تبقى بعد مماته، ويأتي على وزنه من الأسماء: خلود وخلدون وخالدة وخويلد، وهي أسامي عربية جميعها.
اسم خالد في المنام
يأتي تفسير المنام لمن رأى شخصًا معينًا، تفسيرًا لمعنى الاسم عينه، فلا يُفسّر عادة الحلم على الشخص ذاته وإنما على معنى اسمه، فمن رأى اسم خالد في منامه دلّ ذلك طول العمر والبركة فيه وخلود الذكر، وتقول العرب اخلُدْ إلى الأرض أي الصق بها، فربما دلّ على التمسك بالأرض والله تعالى أجل وأعلم.
تحريم التسمية باسم خالد
يتداول الكثير من الناس بأن التسمية باسم خالد، هو حرام وتعليلهم أن الخلود لله -عز وجل- وحده، وهذا القول خاطئ -أي تحريم التسمية-، فقد كان الصحابي الجليل القائد العسكري العظيم، خالد بن الوليد -رضي الله عنه- يحمل هذا الاسم وقد أقر عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك، ولم يدعه إلى تغيير اسمه، كما فعل مع من هم غيره من الصحابة الذين وجد في اسمهم حرج وأمرهم بتغيير أسمائهم.
لكنْ، وممّا لا شك فيه أنه يحرم أن يسمى الطفل باسم خالد وتكون نية والديه إقرار صفته بأنه خالد لا يموت وأنه لا يجري عليه ما يجري على كل مخلوقات الله تعالى من انتهاء للآجال والموت وانتهاء العمر في الحياة الدنيا، فإن في ذلك تألّيًا على الله -عز وجل- ونسب صفاته الإلهية لعبيده، وفي هذه الحالة يدور الإثم على والديْ الطفل وعليهم بالتوبة النصوح لله -عز وجل- والاستغفار من هذا الفعل.