الحضارة والإنسان الحديث

على مر الزمان قامت العديد من الحضارات في مناطق مختلفة من أرجاء هذا العالم، وبقيت آثار العديد من هذه الحضارات الإنسانية ماثلة حتى يومنا هذا، لتدل على أنماط الحياة التي اتخذها السابقون، وطريقة تعاملهم مع مختلف نواحي الحياة، فضلاً عن ما كشفته هذه الآثار عن عظمة القدماء في مجالات مختلفة، كالطب، والهندسة المعمارية، والفنون الموسيقية والتشكيلية، وقد استفاد الإنسان المعاصر من المعرفة التراكمية لكل ما ارتبط بمفهوم وتعريف ومعنى الحضارة، وأدى ذلك إلى إيجاد طرق ووسائل جديدة للتعامل مع الأشياء، والكشف عن الكثير من الأمور التي كانت غائبة عنه، وفي هذا المقال سيتم تناول معلومات عن مفهوم وتعريف ومعنى الحضارة.

مفهوم وتعريف ومعنى الحضارة

فيما يلي بعض المعلومات عن مفهوم وتعريف ومعنى الحضارة وما يتصل به:

  • تعرف على أنها مجمل الجهود التي يتم تقديمها من أجل خدمة الإنسان في مختلف نواحي الحياة، ويستفيد منها الإنسان الذي يعيش في زمن قيامها، وفي في العصور اللاحقة، والتي تستفيد من إنجازاتها المختلفة.
  • ارتبط هذا المفهوم وتعريف ومعنى بنشوء المدينة خاصة لدى الغرب الذي اعتبرها مصدرًا للقيم التي لم تكن معروفة إلا بعد حدوث تطورات كبيرة في حياة الإنسان، والتي أدت إلى قيام هذه المدن الحضارية، وتأثير ونتائج قيامها على من يعيش فيها على كافة الأصعدة، بالإضافة إلى أن ظهور حياة المدينة أدى إلى وجود الاستقرار في حياة ساكنيها.
  • ينتج عن قيام الحضارات إحداث تغيير في نظام الحياة العام، من خلال التقدم المدني والثقافي لخدمة كافة القطاعات والمجالات التي تمس حياة الإنسان، ويتم الاستفادة منها في علوم الطب، والهندسة، والفلك، والعمارة، والعلوم السياسية، وطرق ووسائل إدارة حياة الإنسان.
  • هناك العديد من العلماء والمفكرين الذي أسهموا في إثراء هذا المصطلح، وبيان مكنوناته ومن أشهرهم ابن خلدون الذي قال عنها بأنها “إحدى مراحل عمر الدولة، ومرحلة وسطى بين مرحلة البداوة والخشونة، ومرحلة الترف والفساد المؤْذِنة بانهيار العمران؛ ولذلك اعتبر أن الحضارة زائدةٌ على الضروري من العمران، وأن الترف زائد على الحضارة”.

أهمية وفائدة الحضارة

تظهر أهميته الحضارة في حياة الإنسان من خلال انعكاس المخزون الحضاري على حياة الإنسان وتأثيره فيها من خلال ما يلي:

  • إيجاد منهج عام أو أسلوب يحكم علاقة الإنسان بالإنسان، من خلال وجود مجموعة من الأنظمة العامة، والقواعد والأحكام التي تنظم هذه الحضارات.
  • تطوير أسلوب الحياة من خلال التقدم الفكري والحضاري التي ينجم عما وصلت إليه الحضارات المختلفة، وما تعكسه على نظام الحياة.
  • امتلاك وسائل الاستقرار التي تزيد من طمأنينة الإنسان، وتمنحه الراحة والسكينة، وتجعله أكثر قدرة على الإبداع والابتكار.
  • رفع شأن الإنسان وخدمته، ومساعدته على النهوض والتقدم فكريًا وأخلاقيًا، من خلال وجود منظومات فكرية وأخلاقية تتضمنها العديد من الحضارات المختلفة، ومن أهمها الحضارة الإسلامية.