من رحمة الله بخلقه أن جعل لهم هذه الأرض وذللها لهم بما يحفظ عليهم حياتهم وحيويتهم من الإتلاف أو الضرر، فخلق السماء ورفعها ثم بسط الأرض فجعلها شبه كروية ثلاثة أرباعها ماء، والربع الأخير هو يابسة بما يحفظ لهذه الأرض بقائها واستمرارها،
الماء
الماء: هو جزيء مكون من اتحاد ذرتي الأكسجين والهايدروجين مكونين سائلا شفافا لا طعم له ولا لون ولا رائحة، ويرى العلماء أن الله له حكمة بالغة في كون الماء بهذه الصفات وإلا ربما لنفرت طبيعة هذا الإنسان من هذا السائل فجعله الله بهذا القوام وهذه الصفات حتى تتقبله طبيعة البشرية على اختلاف أذواقها وطبائعها.
أشكال الماء في الطبيعة
يوجد الماء في الطبيعة على ثلاثة أشكال صلب، وسائل، وغازية وهو بخار الماء، أما الصلب فهو القطبين المتجمدين القطب الشمالي والمتجمد الجنوبي وهما اللذان يحفظان درجة حرارة الأرض وتوازنها، أما في الحالة السائلة فهي البحار والحيرات والعيون والمياه الجوفية والأمطار وكل أشكال الماء التي نستخدمها، أما الحالة الغازية فهو بخار الماء الذي يتبخر من الأرض خلال الصيف في عملية دورة الماء في الطبيعة عند ارتفاع درجة حرارة الجو وما يتشكل به من تيارات الحمل الصاعدة والهابطة حيث ترتفع درجة حرارة سطح الأرض فيتمدد الهواء وتقل كثافته فتحمله تيارات الهواء إلى السماء فيبرد ويتكاثف مكونا لنا الغيوم التي إذا ما أثقلت حتى سقط الماء على شكل أمطار، وقد يظل بالسماء على شكل بخار ماء نظرا لقلة كثافتها فتنعدم قدرة الجاذبية لها فتبقى في الجو.
أهمية وفائدة الماء
يعد الماء المكون الرئيس لتركيب الكائنات جميعها من إنسان، ونبات، وحيوان، وكائنات عضوية دقيقة وأي شكل من أشكال الحياة الأخرى، فمثلا يشكل الماء من جسم الإنسان ما نسبته 55% من وزن الإنسان، كذلك يكون الماء ما مجموعه 95% من تكوين الدم، وهو مهم وضروري لجميع العمليات الحيوية للإنسان كالتنفس مثلا، ونقصه يؤدي إلى أضرار خطيرة على الجسم وقد يؤدي إلى موته لذلك فقد قدر العلماء بأن الإنسان يتطيع العيش بلا ماء لثلاثة أيام فقط وبعد ذلك يبدأ الجسم بالإنهيار حتى يصل للمرحل الأخيرة وهي الموت، ومن جانب آخر له أهمية وفائدة للحيوانات ومهم لبقاء الكائنات البحرية التي تعيش فيه وإن أي خلل قد يحدث قد يؤدي إلى موتها كتلوثه مثلا.
جعل الله للماء خاصية تفرد بها الماء عن غيره من المركبات بأنه وبمجرد انخفاض درجة حرارته فإن كثافته تقل ويتمدد ولو كان الماء حين يتجمد تزيد كثافته لأدى ذلك إلى حجب الشمس عن عمق البحر وبالتالي انقطاع الأكسجين والشمس عن البحر، بينما لهما الدور الكبير بالحياة وعملية إنتاج الأكسجين من خلال التمثيل الغذائي "البناء الضوئي".