بر الآباء للأبناء
تتردّد الصيغة الشائعة والمتداولة بين الناس هي جملة برُّ الأبناء للآباء، وما يقع على عاتق الأبناء من واجبات عليهم الالتزام بها وتأديتها، وهذا حق وكلام ربّاني ولا خلاف عليه، إلا أنّه يجب ألّا يتم التغافل بالمقابل عن برِّ الآباء للأبناء، وإعطائهم حقوقهم، وأداء الواجب الشرعي تجاههم، فالإسلام يكمل الصورة دائمًا ويجعل المشهد مكتملًا ولا نقص فيه، وإن من أَوْلى حقوق الابن على والديه وأوَّلها؛ حق التسمية باسم محبب غير ساخر ولا يحمل معنىً قبيحًا أو تاريخيًا ذميمًا، وإن من اجمل وافضل أسماء الفتيات المتداولة بين العرب بالذات اسم بلقيس، وفي هذا المقال سيتمّ تقديم معنى اسم بلقيس.
معنى اسم بلقيس
وفقًا لقاموس معاني الأسماء؛ فإن معنى اسم بلقيس هو الحزن الأسى وهو اسم علم مؤنث عربي من جنوب البلاد العربية كاليمن وما يجاورها، ولعل إحدى أشهر الشخصيات على مر التاريخ التي حملت هذا الاسم هي الملكة بلقيس، ملكة مملكة سبأ، والشائع بين الناس قول بَلقيس بفتح الباء وهو خاطئ، ولكن الأصح هو بِلقيس بكسر الباء.
حكم التسمية باسم بلقيس
لا مانعَ شرعيّ من تسمية الإناث باسم بلقيس، فهو اسم جميل لا يحمل معنىً قبيحًا قد يسبّب أذىً نفسيًّا للطفلة، كما أنه اسم للمرأة التي وافق الله -عز وجل- على كلامها ورأيها في قوله تعالى على 0لسانها: (قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً ? ) وجاء مباشرة والآية نفسها قوله -عز وجل- بالتأييد لكلامها بقوله: (وَكَذَ?لِكَ يَفْعَلُونَ) [سورة النمل: آية 34] صدق الله العظيم، وهو قول ابن عباس -رضي الله عنهما-.
وقد ورد عن بعض المفسرين والمؤرخين بأن بلقيس أسلمت وتزوجت من سليمان -عليه السلام-، وأنجب منها بعض ملوك الحبشة، وهي المرأة التي حَمَت قومها من القتال وقادتهم للإسلام فكانت فاتحة للخير لهم، لذا من المحببّ التسمية باسم امرأة لها هذا الأثر التاريخيّ الطيب كأثر ملكة سبأ.
شعر عن اسم بلقيس
بلقيسُ كانتْ أجملَ المَلِكَاتِ في تاريخ بابِلْ
بلقيسُ كانت أطولَ النَخْلاتِ في أرض العراقْ
كانتْ إذا تمشي ترافقُها طواويسٌ وتتبعُها أيائِلْ
بلقيسُ يا وَجَعي ويا وَجَعَ القصيدةِ حين تلمَسُهَا الأناملْ
هل يا تُرى من بعد شَعْرِكِ سوفَ ترتفعُ السنابلْ؟
يا نَيْنَوَى الخضراءَ يا غجريَّتي الشقراءَ
يا أمواجَ دجلة تلبسُ في الربيعِ بساقِهِا أحلى الخلاخِلْ
قتلوكِ يا بلقيسُ أيَّةُ أُمَّةٍ عربيةٍ
تلكَ التي تغتالُ أصواتَ البلابِلْ؟