تاريخ المجتمع

إن الإنسان بطبعه كائنٌ اجتماعي، فمنذ وجوده على الأرض كان بحاجة إلى رفاق من جنسه، ويعتقد العلماء أن سلوك الإنسان الاجتماعي جاء متأخراً منذ وجوده على الأرض، حيث كان نظام الأسرة قبل 3 مليون سنة نظام الوحدة البيولوجية، وهي الأسرة المكونة من الأم والأبناء دون وجود الأب، فالإنسان لم يكن يعرف تعرف ما هو المجتمع بالمعنى الحديث لتعاريف المجتمع المعاصرة، هذا وبعد النظام الوحدة البيولوجية أصبح الإنسان يكوّن أول ملامح المجتمع، وهو الأسرة الأولية: (الأب والأم والأبناء)، ثم شَهِدَ التطور الثقافي إلى أن انتقل الإنسان من الأسرة الأولية إلى الأسرة الممتدة (الأم والأب والأبناء والأحفاد).

تعرف ما هو المجتمع

تعرّف الأنثروبولوجيا المجتمع بمجموعة من الأفراد يعيشون مع بعضهم البعض وتجمعهم روابط مشتركة من العادات والتقاليد والأعراف والنظم الاجتماعية والقيّم والمعايير تم الإجماع أو الاتفاق عليها تاريخياً داخل منطقة جغرافية محددة، وحيث تربطهم العلاقات الاجتماعية والعلاقات الأسريّة، كما يعرّف علم الاجتماع المجتمع بأنه مجموعة الأفراد التي تربط بينهم العلاقات التفاعلية المشتركة ضمن ثقافة واحدة، أو يكون الرابط العرق، وتكون الأفكار والأنشطة مشتركة بينهم من خلال العلاقات، حيث المعتقدات والطبيعة الجغرافية تلعب دوراً مهماً بتشكيل العلاقات التفاعلية بين الأفراد، كما يعرّف المجتمع لغوياً بأنه الاجتماع بين شخصين أو أكثر.

أهمية وفائدة المجتمع

إن الإنسان كائن اجتماعي كغيره من الكائنات الاجتماعية الذي لا يقدر على العيش بمعزل عن أبناء جنسه، فالمجتمع يلبي رغبة تفاعل الإنسان مع الأفراد، كما يعد المجتمع العامل الرئيس للوجود البشري وبقائه عن طريق التناسل وحفظ النوع، حيث عملَ المجتمع على التطور الفكري والمعرفي لدى البشرية عن طريق تبادل الخبرات والمعارف بالتوارث والتعلّم، وقد حافظ على أمن وسلامة الإنسان أو الحد من المخاطر الطبيعية التي تلاحق الكائنات الأخرى كالبراكين والزلازل والحيوانات المفترسة والمجاعة فهذه المخاطر لولا وجود المجتمع لَما كان الإنسان يحظى بأمان ويرجع سبب ذلك للتجمع والتجمهر البشري حول الإنسان أو قد يسمى بالتعاون، حيث قامت الحضارات من خلال المجتمع عن طريق التكاتف والتعاضد والعمل الجماعي بالجهد البدني والفكري.

المجتمع والثقافة

تعمل الثقافة بمثابة دستور ضمني أو عُرفي داخل المجتمع، أي أنها القانون الأمّ التي تحكم المجتمع وتعتبره الأفراد مرجعاً لـِ السلوك والمعايير والقيم والتقاليد والأعراف، فالثقافة هي التي تنظم الحركة الاجتماعية بين الأفراد والجماعات، سواء كان ذلك في القطاع الاقتصادي أم القطاع السياسي أو العلاقات القرابية، فتعمل الثقافة كمحرك ثانوي للإنسان بعد الغريزة.