نبذة عن طرق ووسائل لنسيان الماضي

يتعرض معظم الأشخاص لنوبات من التأمل في الماضي أو التفكير المبالغ فيه ببعض أحداثه, و بالطبع تؤثر هذه النوبات بشكل كبير على نفسية المرء, و على سير حياته في الحاضر, و قد تؤثر على قدرته في الإنتاج و اتخاذ القرارات, و في مثل هذه الحالات يصعب على المرء أن يخرج لوحده من هذه النوبة, و يحتاج لبعض النصائح التي تذكره بالطرق ووسائل التي يمكن أن يدفن بها الماضي و يمضي قدما.

طريقة نسيان الافكار السيئة

في الواقع يتذكر معظم الأشخاص الماضي بطريقه تظهره بأنه مشرق و رائع, وذلك للجوئهم لتذكر الأحداث الجيدة و السعيدة فقط, إن مثل هذه الحالات و خصوصا بالعلاقات العاطفية, تزيد الأمور سوءا, فقد يتعجب المرء لماذا انفصل عن شريكه طالما أن العلاقة كانت رائعة, و من احسن وأفضل الطرق ووسائل التي يمكن لها أن تحد من هذا التفكير, هو تذكر الماضي كتعرف ما هو بسيئاته و حسناته, كما يجب تذكر الما هى اسباب التي أدت للانفصال.

يوجد قول مشهور أنه عندما يغلق باب يفتح باب أخر, في الواقع على الشخص أن يتتبع تسلسل الأحداث التي جرت, و يفكر بشكل إيجابي بها, فيمكن بعد وفاة رب الأسرة تضطر العائلة للانتقال لمنطقة أخرى, و يجد هناك أحد أفراد العائلة احسن وأفضل صديق له, أو يجد فرصة عمل رائعة, و على صعيد العمل, يمكن للشخص أن يفقد وظيفته التي يفضلها و يجد الراحة بها, و لكن فقدان هذه الوظيفة سبب لإيجاد وظيفة أخرى في مجال آخر, يحقق بها النجاح, إن التفكير بهذه الطريقة تساعد على نسيان الماضي و التركيز على تعرف ما هو جديد.

أصبح نسيان الماضي أصعب مع تواجد الفيسبوك و العديد من المواقع الأخرى, فبمجرد أن تقبل صداقة أحدهم ستظهر كل نشاطاته في المستجدات التي تخصك, أو حتى إن قمت بإلغاء الصداقة, و كان صديق مشترك مع أحد أصدقائك, ستبقى بعض النشاطات تظهر أمامك, كما و يمكن للشخص في بعض حالات الضعف, أن يقوم بالالبحث عن صفحة  صديق قديم أو حبيب و يعلق في الماضي لفترة من الزمن, و احسن وأفضل طريق للتخلص من هذا الموضوع,  تفقد الأصدقاء  الموجودين على الفيسبوك و حذف كل من له علاقة بالماضي, أو عمل حظر لكل النشاطات التي لها علاقة بالماضي, بحيث يتوقف ظهورها على الصفحة الشخصية.

إن أحد الما هى اسباب القوية التي تبقينا في الماضي هي أن الحياة في الحاضر ليست جيدة بالقدر الكافي, وذلك لعدول الشخص عن القيام بمعظم النشاطات التي كان يفعلها, بسبب حالة الكآبة التي يكون بها بعد انفصاله, و لكي يساعد المرء نفسه بتخطي مثل هذه الحالة, يجب عليه أن يستعيد حياته الطبيعية و التي كانت قبل الانفصال بأسرع وقت ممكن, فانشغاله بمختلف أمور الحياة تبقيه بعيدا عن التفكير بالماضي.

إن أكثر الأمور سوأ هو التفكير بماذا كان سيحدث لو تصرفت بطريقة أخرى, في الواقع الماضي لا يمكن تغييره, و التفكير بهذه الطريقة لن نتحدث أي فرق, و بالعكس سوف تزيد الأمور سوءا, وتبقي الشخص عالق بالتفكير بخيارات أخرى كانت متاحة له في ما مضى.

سواء كانت أخطاءك أم أخطاء غيرك, لن تشعر بالسعادة إلا بعد أن تغفر هذه الأخطاء, و في الواقع إن امتلاك شعور بالانتقام للاعتقاد بأنه يمكن أن يصحح جميع الأخطاء, من أكثر الأمور السلبية, فإذا أراد الشخص أن ينسى الماضي عليه أن يغفر و يستمر في الحياة, فالحياة تمضي دون توقف و لا تنتظر انتقام أو تصحيح الأخطاء, و لذلك لا يوجد داعي لحدوث أمور سلبية أو حتى التفكير بها, فهي فقط تعمل على حبس الشخص في ماضية طوال حياته.

إقرأ أيضا : حكم عن الماضي

طريقة النسيان في علم النفس

يدخل علم النفس في تفسير آلية نسيان الماضي، فيقول علم النفس ان الطريقة المجدية للتخلص من الماضي هي ببدء حياة جديده مختلفه عن تلك الحياه التي عاشها الانسان في الماضي، كما يجب على العقل البشري البدء تكوين افكار مستقله غير تلك الافكار التي وضعت سابقا، لكن ومن ناحية اخرى يثبت علم النفس ان الانسان مهما حاول جاهدا نسيان الماضي الا ان بعض المواقف سوف تجعل من ذاكرته تعود للخلف و تذكر ما حدث وبصورة مبسطة جدا.

نسيان الماضي ابراهيم الفقي

الدكتور ابراهيم الفقي هو احد اساتذة علم النفس المعروفين على مستوى العالم العربي، ويرى لدكتور الفقي أن الانسان يجب ان يرى الحياة الجديدة بشكل مختلف عما سبق مهما كانت الاحداث الواقعة في الماضي كما انه يقول “ان كل يوم تعيشه هو نعمة من الله فلا تضيعه بالقلق من المستقبل أو الحسرة على الماضي” وهذه رساله الى ان الانسان يجب ان يبتعد عن ذكريات الماضي المؤلمة.