بحث عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم هو ما سيطرحه المقال. فالقرآن الكريم نزل للعالمين بكونه معجزةً من معجزات سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم. و كذلك لإعجازه جوانب مختلفة ووجوه عديدة ومنها ما كان في الإعجاز العلمي. كما يهتمّ موقع محتويات بطرح بحث كامل عن إعجاز القرآن الكريم في الجانب العلمي.

القرآن الكريم هو كلام الخالق -عزّ و جلّ- المعجز. والذي قد أنزله على نبيّه محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- وتحدّى به الإنس والجنّ على أن يأتوا ولو بسورةٍ واحدةٍ مثله. و بالتأكيد قد عجز الإنس والجنّ عن ذلك، كذلك روى أبو هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “ما مِنَ الأنْبِياءِ نَبِيٌّ إلَّا أُعْطِيَ ما مِثْلهُ آمَنَ عليه البَشَرُ، وإنَّما كانَ الذي أُوتِيتُ وحْيًا أوْحاهُ اللَّهُ إلَيَّ، فأرْجُو أنْ أكُونَ أكْثَرَهُمْ تابِعًا يَومَ القِيامَةِ”.[1] كما أنّ الإعجاز القرآني لا يقتصر على وجهٍ واحدٍ. بل هو معجزٌ في وجوهٍ مختلفة، ومنها:[2]

  • الإعجاز في اللغة والبلاغة.
  • كذلك الإعجاز في إخباره لما خفي من علوم الغيب.
  • و الإعجاز العلمي في القرآن الكريم.
  • و كذلك الإعجاز التشريعي.

بحث عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم

إنّ ذكر بحث عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم يقتضي تناول الموضوعات العلميّة التي اشتملت عليها سور وآيات القرآن الكريم. تلك الآيات التي تتعلّق بالحقائق الكونيّة والعلميّة التي أدركها البشر بعد نزول القرآن الكريم بفترةٍ طويلةٍ من الزمن. والتي قد أثبتها العلم لاحقًا. كذلك يؤمن المسلمون بأنّ القرآن الكريم يتّصف بالشمولية في الإعجاز القرآني، و كذلك قال الله تعالى في سورة الأنعام: {لِّكُلِّ نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ}.[3] وفيما سيأتي بعض الأمثلة من سور القرآن وآياته التي تحمل صورًا من إعجاز القرآن العلمي.[4]

الماء والحياة

حيث يعدّ الماء أساس كلّ شيءٍ حيٍّ في الوجود. وعند الخوض في ذكر بحث عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم لا بدّ من ذكر الماء والحياة على سبيل المثال. كذلك قال الله تعالى في سورة الأنبياء: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ}.[5] حيث أثبتت الدراسات العلمية أنّه لا يوجد أي سائلٍ على سطح الأرض قد يصلح للتفاعلات الحيوية في أجساد الأحياء والمخلوقات غير الماء. كما أثبت أحد الباحثين أنّ البكتريا قد تعش بدون هواء لفترة طويلة من الزمن، ولكنها لا تستطيع الاستغناء عن الماء أبدًا.[4]

نشاة الكون

اعتقد الباحثون في سالف الزمان أنّ الكون سرمديّ. وذلك يعني أنّه بلا بدايةٍ ولا نهاية. ثمّ فيما بعد برزت إلى الأوساط نظريّة الانفجار العظيم للكون، تلك النظرية التي أشارت إلى أنّ الكون منذ 13.8 مليار سنة. وقد ذكر بعض الباحثين كذلك أنّ نشأة الكون كانت وفقًا لنظرية التضخّم. والتي تشير إلى أنّ كوننا تشكّل من أكوان متعدّدة مخلوقة وفقًا لقوانين وأساسيات تعدّ في المستوى الإعجازي لإنتاج الحياة، ولا يمكن أن يكون إلا من نتاج خالق قادر على كلّ شيء. وقد قال تعالى في سورة البقرة: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ}.[6]

وقد كانت السماوات والأرض مادة واحدة وفقًا لهذه النظرية العلمية، كما قد أخبر القرآن الكريم في ذلك في قوله تعالى من سورة الأنبياء: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ}.[5] و كذلك برهن الباحثون أنّ الكون آخذٌ بالتّوسّع وذلك في بداية القرن العشرين وتحديدًا في عام 1929 عندما أكّد الباحث إدوين هابل أنّه يوجد انزياح أحمر في طيف المجرّات البعيدة، وهو ما يشير إلى توسّع الكون. وقد أخبر القرآن الكريم بذلك منذ أكثر من 1400 عام عندما قال تعالى في سورة الذاريات: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ}.[7]

والخوض في ذكر بحث عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم يقتضي وجوبًا الحديث عن نشأة الكون وانهياره وأسراره العظيمة. حيث فيها من الإعجاز ما لا يخطر على قلب بشر. وفي نظرية انهيار الكون والتي بنيت على أساس ثبوت التوسع في الكون، حيث أنّ قوة الجذب الناتجة عن التوسع ستصبح في مرحلة ما أكبر من قوة التمدد ممّا سيؤدّي إلى انهيار الكون. والقرآن الكريم قد ذكر ذلك في صريح العبارة. فقد قال تعالى في سورة الأنبياء : {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ}.[8] فسبحان الله العظيم.[4]

الفرث والدم في علم التشريح

كذلك الخوض في بحث عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم يقتضي الحديث عن الفرث والدم في علم التشريح. فقد أثبتت الدراسات الحديثة أنّ الأنزيمات الهاضمة الموجودة في الجسم تعمل على تحويل الطعام إلى فرث يسري في الأمعاء الدقيقة. ثمّ تعمل العروق الدموية على امتصاص الغذائيات الذائبة من بين الفرث. ثمّ يسري الغذاء في الدّم حتّى يصل إلى الغدد اللبنية والتي يتكون فيها اللبن. وبذلك قد أخبر الخالق سبحانه بالنص الصريح من سورة النحل في قوله تعالى : {وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ}.[9]

الظلمات في أعماق البحار

يقول المولى -عزّ و جلّ- في سورة النور: {أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ}.[10] وقد كشفت العلوم الحديثة أنّ الظلمات في أعماق البحار هي ظلمات مهولة وشديدة لا يمكن أن يوجد مثلها إلا في أعماق البحار. و كذلك أكّدت هذه الدراسات أنّ المخلوقات البحرية لا تعتمد على حاسّة النظر في أعماق البحار وإنّما تعيش على حواسّها الأخرى كالسمع. وهو ما أخبر به الخالق سبحانه في الآية الكريمة، وهو أحد الأمثلة عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم.[4]

الرياح والمطر والتلقيح

كذلك يذكر القرآن الكريم عن الرياح والمطر والتلقيح قوله تعالى من سورة الحجر: {أَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ}.[11] كما أنّ العلم الحديث قد أثبت أنّ الرياح تقوم بنقل حبوب اللقاح في النباتات إلى إناثها. و كذلك تثير الرياح الرطوبة اللازمة للسحاب ممّا يساعد على عملية التكثف والتي تنشأ عنها هطول الأمطار. وهي واحدة من الأمثلة عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم.[4]

دوران الأرض

أمّا عن دوران الأرض حول نفسها والتي ينتج عنها مرور السحاب السريع. بينما الجبال يراها الإنسان ثابتة لا تتحرّك. و كذلك قال تعالى في سورة النمل : {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ}.[12]

النجم الطارق

و النجم الطارق هي النجوم النابضة والتي تصدر صوتًا يشبه صوت الطرق. وقد أكّدت وكالة ناسا الأمريكية أنّ هذه النجوك تصدر أصوات تشبه الخفقان أو النبض. ومن هذه النجوم التي تمّ اكتشافها النجم النيوتروني النابض. وهو بقايا الشموس الهائلة ذات الحجم الأكبر من الشمس التي في مجموعتنا الشمسية. وقد ذكر القرآن الكريم ذلك في سورة الطارق حينما أقسم المولى عزّ و جلّ بذلك في قوله تعالى : {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ}.[13] وقد ذكر الباحثون أنّ هذا النجم يدقّ كالجرس ويومض في فترات نراها قصيرة ولكنها بثّت خلال ما يقارب المئة وخمسين ألف سنةٍ ضوئيّة. والله ورسوله أعلم.[4]

العنكبوت

كذلك الخوض في سرد بحث عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم يدفع إلى ذكر وجه الإعجاز الذي ذكره القرآن الكريم في بيت العنكبوت. فقد قال تعالى في سورة العنكبوت : {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}.[14] وقد عامل القرآن الكريم العنكبوت بالتأنيث. وقد أثار ذلك الحيرة، ولكنّ خالق كلّ شيء لا يذكر في قرآنه شيئًا من دون حكمة. فقد اكتشف العلم الحديث أنّ من يقوم ببناء البيوت هي أنثى العنكبوت فقط. وذلك من خلال مغزل خاص موجود في نهاية بطنها. و كذلك هذا المغزل لا يمكن أن يوجد عند ذكور العنكبوت.[4]

مواقع النجوم

أقسم الله سبحانه بمواقع النجوم في سورة الواقعة. حيث قال تعالى : {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ}.[15] حيث أنّ من ينظر إلى السماء ويرى النجوم فيها يراها قريبةً فيما بينها. لكن التقدّم العلميّ الحاصل في العلوم الفلكيّة أثبت أنّ المسافات بين النجوم كبير جدًا لدرجة مهولة لا يمكن أن يستوعبها العقل البشري. و كذلك أثبتت الدراسات أن ضوء النجوم الذي نراه في المساء هو ما كان منها منذ سنوات ضوئية قد تصل إلى الملايين. وما نراه في الحقيقة قد يكون مواقع النجوم التي غادرتها في سالف العصور والأزمان والله أعلم. وهي واحدة من أبرز الأمثلة عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم.[4]

علوم النبات

ظنّ الإنسان أنّ التذكير والتأنيث وجد فقط لدى الحيوانات والبشر لفترة طويلة من الزمان. إلّا أنّ الدراسات الحديثة أثبتت أنّ النباتات فيها ذكور وإناث وعمليات تلقيح كذلك كالبشر والحيوانات. وهو ما أخبر به القرآن الكريم في قوله تعالى من سورة يس: {سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ}.[16]

و كذلك من صور الإعجاز العلمي في القرآن الكريم في علوم النبات هو تكوين النبات وحقيقتها. فقد كشفت العلوم الحديثة مكوّنات النباتات والتي تتألّف من: كربون. و كذلك هيدروجين. ونتروجين. بالإضافة إلى الفسفور أو الكبريت. وبعض المواد الأخرى بنسبة قليلة. وسبب الاختلاف يعود إلى اختلاف أوزان النبات في كلّ من الأصناف المختلفة فيها. وجذر كل صنف بمتصّ المواد من الأرض ضمن مقادير محدودة وموزونة بشكلٍ منتظم. و كذلك أخبر القرآن الكريم في قوله تعالى من سورة الحجر : {وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ}.[17]

أطوار القمر

من المعلوم أن مراحل تشكل القمر وأشكاله المختلفة. و كذلك تنقله في منازلة متفرقة ومعلومة قد أخبرت به العلوم الحديثة. ولكن القرآن الكريم أخبر عن أطوار القمر منذ خمس عشرة قرنٍ من الزمان. فقد قال تعالى في سورة يس : {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ}.[18] كذلك أخبر القرآن الكريم بالفرق بين ضوء القمر المعكوس وضوء الشمس الوهاج. وذلك حينما قال تعالى في سورة نوح : {وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا}.[19] فقد وصف القرآن الكريم الشمس بالسراج المنير والتي أثبت العلم أنّ ضوء الشمس ينبع من ذاتها كالسراج المشتعل. بينما وصف القرآن القمر بالنور والذي أثبت العلم الحديث أنّ ضوء القمر ما هو إلّأ انعكاس من الشمس. وهو من الأمثلة عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم.[4]

الشمس وجريانها

كذلك الخوض في ذكر بحث عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم يقتضي الحديث عن الشمس وجريانها. فقد قال تعالى في سورة يس كذلك: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ}.[20] حيث كان الاعتقاد السائد في سالف الزّمان أنّ الشمس هي المركز الرئيس للكون. كذلك كونها ثابتة بالحجم والكتلة بالإضافة إلى المكان. ولكن بعد التقدّم العلمي الحديث أثبتت الدراسات أنّ الشمس تجري وتتحرّك وفق نظام معيّن وثابت.[4]

علوم الولادة والأجنة

أخبرت علوم الولادة والأجنة أنّ مصدر الحياة في النطفة هما الخصيتين. واللتان تتكونان في المرحلة الجنينية للطفل في مجموعة من الخلايا تقع بين أضلاع القفص الصدري التي تسمى “الترائب”. والعمود الفقري الذي يدعى “الصلب”. كذلك أخبرت هذه العلوم أنّ الأبناء يرثون الجينات والحموض النووية من آيائهم. والعلقة هي مجموعة من الخلايا. و كذلك المضغة والتي تتشكّل من خلالها الأنسجة. والكثير من المعلومات التي أخبرت بها العلوم الحديثة. فيما كانت من وجوه الإعجاز العلمي في القرآن الكريم . فقد ورد في ذلك:[4]

  • قال تعالى في سورة الطارق: {خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ}.[21]
  • كذلك قال تعالى في سورة الحج: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ}.[22]
  • كما جاء في قوله تعالى من سورة المؤمنون : { ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ}.[23]

تحريم الميتة والدم ولحم الخنزير

وقد ورد في تحريم الميتة والدم ولحم الخنزير قوله تعالى : {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ۚ ذَٰلِكُمْ فِسْقٌ ۗ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ۚ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ ۙ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}.[24]

وقد وجد العلماء في العصر الحديث الأدلة العلمية التي تؤكد وجود الأمراض في لحم الخنزير. ولم تختلف هذه النتائج في تربية الخنازير بطرق سليمة ونظيفة. وإنّما ظلّ الناتج هو اكتساب الأمراض من لحم الخنزير ما يكفي لتوصية الأطباء بتركه أو التقليل منه ما استطاع المرء إلى ذلك سبيلا. وهو ما يفعله المسلم من خلال التزام تعاليم الدين الحنيف بدون توصية من الأطباء ونحو ذلك.[4]

ضوابط الإعجاز العلمي في القرآن والسنة

إنّ الخوض في ذكر بحث عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم . يدفع إلى ذكر ضوابط هذا الإعجاز كما ذكر في الكتاب والسنة. فالقرآن الكريم هو المعجزة التي خاطبت البشريّة في أجيالها المتعاقبة لتخرجهم من الظلمات إلى النّور. ومن ضوابط الإعجاز العلمي في القرآن والسنة:[25]

  • احترام ثوابت التفسير في المأثورة عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
  • كذلك احترام ثوابت التفسير المأثورة عن الصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين.
  • كما ينبغي على المفسرين كذلك احترام ما تقتضيه اللغة العربيّة. فقد نزل القرآن عربيًّا. كذلك قال تعالى في سورة يوسف : {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}.[26]
  • قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : “من تكلَّمَ في القرآنِ برأيِهِ فأصابَ فقد أخطأَ”. [27]

أهمية الإعجاز العلمي

إنّ الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ذو أهميّة كبيرة في الوقت الراهن. وذلك من أجل الدعوة إلى الدين الإسلاميّ. و كذلك لكيّ تطمئن قلوب المسلمين. فقد قدّم القرآن الكريم نماذج مختلفة وصور في الإعجاز العلمي تذهل العقول البشرية. فمع التقدّم العلميّ ظنّ النّاس أنّهم أصبحوا قادرين على كلّ شيء. ولكن كلّما اكتشفوا شيئًا جديدًا كان هذا الاكتشاف مذكوراً في القرآن الكريم منذ سالف الزمان. بقول الله تعالى في سورة فصلت : {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ}.[28] فالإيمان لا يكون بمجرد التخمين والتقليد. وإنّما يقوم على الإقناع المبني على العلم.[29]

جوانب الإعجاز في القرآن الكريم

كذلك كان للقرآن الكريم جوانب في الإعجاز غير الإعجاز العلمي في القرآن الكريم. فهو بمجمله كان معجزةً لسيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم. ومن جوانب الإعجاز في القرآن الكريم:[30]

  • الإعجاز اللغوي: وهو من وجوه الإعجاز الأكثر شمولاً لكملة إعجاز. فقد كان القرآن الكريم معجزًا بكلّ ألفاظع وكلماته ونظمه وبيانه.
  • كذلك الإعجاز في الإخبار يالمغيبات: فقد أخبر القرآن الكريم بعديد الأحداث التي شهدها العالم بعد نزوله. و كذلك أحداث لم نشهدها حتّى هذه اللحظة. قال تعالى في سورة آل عمران : {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ}.[31]
  • الإعجاز التشريعي: فقد عرف البشر الكثير من النظريات والمذاهب المختلفة عبر السنين. ولكن لم يبلغ أيّ منها النظام المتقن والروعة والإجلال في تشريع القرآن الكريم.

بحث عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم مقالٌ فيه تمّ الحديث عن الإعجاز القرآني. و كذلك ذكر المقال أمثلة عن الإعجاز العلملي في القرآن الكريم. كما ذكر ضوابط الإعجاز في القرآن والسنة. كما تمّ الحديث عن حوانب الإعجاز في القرآن الكريم.