أثار سدّ النهضة الكثير من الجدل في الأوساط الإفريقيّة والشرق أوسطيّة نتيجة التداعيات السلبية التي تتخوف منها كلّ من السودان ومصر، وهي دول مصبّ نهر النيل، وسدّ النهضة هو أحد مشاريع إثيوبيا لبناء سدود على منابع نهر النيل لتوليد الطاقة الكهرومائيّة، وسوف يعد هذا السدّ حال اكتمال انشاؤه أكبر سدّ في قارّة إفريقيا، والعاشر على مستوى العالم من حيث إنتاج الطاقة الكهربائية بواسطة توربينات المياه، ويعتبر الخلاف على إنشاء السدّ ذو خلفية تاريخيّة بسبب الاستعمار الأوروبي، حيث نصّت المعاهدات التي قادتها بريطانيا، وكانت مصر تحت حمايتها في تلك الفترة، على حق مصر في الاعتراض على بناء السدود على منابع النيل حفاظاً على حصتها السنويّة من المياه.

معلومات عن سدّ النهضة

تكلفة إنشاء السدّ

تقدّر الدراسات الاقتصاديّة أن بناء السدّ وخطوط الطاقة الكهربائيّة المتربطة به سيكلف ما يقترب من خمسة مليارات دولار أمريكي، وقد أعلنت حكومة إثيوبيا أنّها ستتكفل بتمويل السدّ بالكامل، ولهذا فقد أصدرت سندات بنكيّة للمواطنين الإثيوبيين بهدف التمويل، وتستهدف تلك السندات مواطنيها خارج البلاد بصورة أساسية، مع تعهد الحكومة برد قيمة السندات والأرباح المقررة عليه، إلّا أنّ هناك بعض المتشككين الذين يقولون بأن بعض البنوك الصينيّة ستقوم بتمويل الجزء الأكبر من المشروع.

تأثيرات بناء سدّ النهضة

  • تأثير السدّ على إثيوبيا: يحمل بناء السدّ العديد من المنافع الاقتصاديّة لدولة إثيوبيا، أهمها الإنتاج الكبير للطاقة الكهربائية التي يمكن بيعها فيما بعد عبر خطوط نقل الطاقة إلى الدول المجاورة ومنها السودان ومصر، كما أن بناء السدّ على النيل الأزرق سيقلل من مخاطر الفيضان السنوي الذي يدمر العديد من القرى في حالة زيادة منسوبه عن المعتاد، ومن ناحية أخرى فإنّ هناك بعض المخاوف من التأثيرات السلبية التي ستلحق بالزراعة في منطقة مصب النهر بسبب انحسار الفيضان، بالإضافة إلى تأثييرات بيئية أخرى في مصايد الأسماء عبر النهر، كذلك سيقتضي بناء السدّ نقل وإعادة توطين ما يزيد عن الخمسة آلاف مواطن إثيوبي يعيشون في منطقة الخزان ومنطقة المصب خلف السد.
  • على السودان ومصر: رغم عدم معرفة التأثير الدقيق للسدّ على دول المصب حتى الآن، إلّا أنّ دول المصب، وخاصة مصر، تخشى من انخفاض مستوى نهر النيل في فترة ملء خزان سدّ النهضة، وهو ما سيؤثر سلباً على الزراعة المصريّة، وفقدان ما يقرب من مليوني مزارع دخلهم خلال تلك الفترة، كما أنّ إمدادات الكهرباء في مصر يمكن أن تتأثر سلباً وتنخفض إلى ما يقارب النصف بسبب تقليل قدرة السدّ العالي جنوب مصر على إنتاج الكهرباء.

    موقع سدّ النهضة

    يقع سدّ النهضة الأثيوبية في أثيوبيا، وتحديداً في منطقة بني شنقولجوموز،على رافد نهر النيل الأزرق قرب الحدود مع دولة السودان،ويرتفع عن مستوى سطح البحر مسافة تقدّر بحوالي خمسمئة إلى ستمئة متراً، في منطقة صخريّة، تعود للعصر ماقبل الكامبري ذات صخور متحوّلة،غنية بالحجر الرخامي، وبالثروات المعدنية، وعلى رأسها الذهب والحديد والبلاتين والنحاس.

    أبعاد ومواصفات تصميم سدّ النهضة

    تنفذ مشروع بناء سدّ الألفية في أثيوبيا(النهضة) شركة المقاولات الإيطالية الشهيرة(ساليني) المنفذة للعديد من السدود العالميّة؛ بحيث يبلغ ارتفاعه حوالي مئة وسبعين متراً، بينما عرضه فيبلغ ألف وثمانمئة مترٍ، شكله طوليّ، مدعم بالخرسانة الثقيلة والمضغوطة، ومُؤلّف من محطّتين كهربائيتين تحتويان على العديد من التوربينات، والموّلدات الحراريّة؛ بحيث يؤمّن خزّان السّد الضخم حجب مياه يُقدّر حجمها بستمئة وثلاثة مليارات مترٍ مكعب، وتُقدّر تكلفة بناء السد فقط حوالي أربعمئة وثمان مليارات دولارٍ أمريكي، عدا تكلفة إنشاء محطات الطاقة الكهرمائية وخطوط نقلها.

    الهدف من إقامة سدّ النهضة

    ستجني إثيوبيا فوائد كبيرة من بناء السدود ، أهمها أنها ستقلل بشكل كبير من الفيضانات الموسمية لنهر النيل الأزرق وتحمي وتستفيد من التجمعات السكانية المنتشرة على ضفافها الأضرار الكارثية التي تلحق بالفيضانات كل عام.

    الآثار السلبيّة لسدّ النهضة

    هنالك العديد من الآثار السلبيّة التي سيخلّفها السد على أثيوبيا ودول الجوارمثل: حرمان العديد من الحقول الزراعيّة لمصادر المياه، ممّا سيقلّل من مساحة الأراضي الزراعيّة التي كانت تعتمد على مياه الفيضانات، كما سيؤدّي إلى تقليص عدد المصائد السمكيّة، إلاّ أنّ الأمر الأكثر إرباكاً فهو ترحيل حوالي عشرين ألف نسمة من مناطق سكنهم وإعادة توطينهم في مناطق أخرى، ممّا يعني حرمان العديد من السكان من مصادر رزقهم وأعمالهم،