في طريقة فتح الصلاة ، تجاهل مجموعة كبيرة من الناس صلاة الافتتاح عند دخولهم الصلاة ، وكثير من الناس لم يعرفوا الكتب المقدسة الأساسية أو الجدول الزمني الوارد فيها. الأنسب لترديده، وهو من الأذكار المستحب فعلها، ولا يأثم من يتخلى عنه فهو ليس من الفرائض ولكن يثاب من اهتم بتفعيله، ويمكن حفظ كافة الأدعية الواردة والتنويع بينها في الصلوات أو اختيار أسهل صيغة والحرص على تكرارها.

صيغة دعاء الاستفتاح

دعاء الاستفتاح من الأدعية الهامة التي يتم ذكرها عند بدء الصلاة، وإن نسيها المصلي فلا يكون عليه ذنب ولا يُفرض عليه تكرارها في اى ركعة من الركعات التالية، فهي متعلقة بالبداية فقط وهي من السنن التي اعتاد على فعلها كبار الصحابة اقتداء بالمصطفى، وأبرز الصيغ الواردة؛ كالتالي:

“سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك”

“اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد”

“وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفًا وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين.

اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعا إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك والخير كله في يديك والشر ليس إليك، أنا بك وإليك تباركت وتعاليت استغفرك وأتوب إليك”

أشهر ما ورد في دعاء الاستفتاح

يُفضل أن يتقصى الموحد عن كافة الأذكار والأدعية التي وردت في كتب السنة، ويرددها وفقًا للموقف الذي يطلبها فمنها ما يكون وقت الصباح والمساء ومنها ما يتم ترديده قبيل الإغفاء ومنها ما يُذكر في الصلاة، وذلك كي يحصل على عموم الفوائد التي تخلفها وحتى يعود عليه ثواب عظيم، وأشهر ما يقال في الاستفتاح ما يلي:

  • “اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم”
  • “اللهّم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض، ولك الحمد أنت قيم السماوات والأرض ومن فيهن، أنت الحق ووعدك الحق وقولك الحق ولقاؤك الحق، والجنة حق والنار حق والنبيون حق والساعة حق.
  • اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت، وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت إلهي لا إله إلا أنت”

” رؤى النسائي عن عاصم بن حميد، قال: سألت عائشة رضي الله عنها: بما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستفتح قيام الليل؟ ” قالت: لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكبر عشرًا ويحمد عشرًا ويسبح عشرًا ويهلل عشرًا ويستغفر عشرًا، ويقول: اللهم اغفر لي واهدني وارزقني وعافني، أعوذ بالله من ضيق المقام يوم القيامة، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح سنن النسائي”

حكم دعاء الاستفتاح

ذكر جمع كبير من العلماء أن أدعية الاستفتاح ضمن سنن النبي وليست من الواجبات المفروضة على عموم الموحدين، ولا يتواجد أي حرج على الشخص الذي لا يطبقها داخل صلاته، ولكن الإمام أحمد كان يؤيد أنها من الأمور المستحب تطبيقها داخل الصلاة.

واستدل العلماء على أن دعاء الاستفتاح من المستحبات فقط دون الفروض بما كان يفعله  المصطفى؛ فقد كان يردده في كافة الصلوات، ولم يلزم أصحابه به حتى سأله أحدهم عما يذكره إثر التكبير وقبل قراءة القرآن حينها قام بتعليمه إياه، فإن كان من الفروض لذكره النبي مباشرة، ولم يتأنى لحين سؤالهم.

فوائد دعاء الاستفتاح

أدّعية الاستفتاح تضم منافع جمة للعبد الذي يكثر من ترديدها؛ كالتالي:

زيادة التركيز

  • يُساهم دعاء الاستفتاح في تزويد التركيز وسحق الوساوس التي تلاحق العبد حينما يشرع في الصلاة، كما أنها تصرفه عن السرحان.

الاستعداد التام

  • دعاء الاستفتاح يُساند في تزويد الخشوع ومناجاة الخالق ويرفع استعداد كافة الجوارح للتذلل للجبار.

الاعتراف بالخطايا

  • يعترف العبد فيه بالخطايا التي فعلها، ويطلب من الجبار أن يصرفها عنه، وأن يغسله من مختلف الذنوب العالقة بقلبه.

توحيد الله

  • يعترف المؤمن في دعاء الاستفتاح بتوحيده للخالق، ويقر بأن كافة أعماله خالصة لرب العباد.

المدح والثناء

  • تضم أدعية الاستفتاح كثير من الألفاظ التي يثني فيها العبد على باريه، مما يُساهم في تعويد المسلم على تعظيم الخالق وإعلاء كلمته.

إظهار الضعف

  • يُظهر المؤمن ضعفه ويطلب من الخالق تنقيته من المعاصي المتكدسة داخل روحه.

التفكير والتدبر

  • يُساهم دعاء الاستفتاح في تيسير التدبر والتفكير في عموم المخلوقات التي فطرها الخالق، على سبيل المثال السموات والأرض.

البراءة من الشرك

  • يبرأ العبد نفسه في دعاء الاستفتاح من الشرك، فهو يقر بتوحيده للغفار وبعده عن أي شيء فيه شرك للخالق.

الاستسلام لله

  • دعاء الاستفتاح فيه إقرار من المؤمن بالاستلام لله وحسن طاعته وتنفيذ كافة أحكامه.

التودد للخالق

  • أدعية الاستفتاح فيها تودد للخالق واعتراف تام بربوبيته ويبرز ذلك في عبارة أنت ربي.

وقت دعاء الاستفتاح

صيغة دعاء الاستفتاح يتم ذكرها إثر تكبيرة الإحرام مباشرة ولا تقال قبلها ويعقبها قراءة الفاتحة، وذلك على قول فئة جمة من العلماء منهم جمهور الفقهاء، ولكن ترى طائفة أخرى منها المالكية أنه يمكن ذكر الدعاء قبل الشروع في التكبير والدخول للصلاة.

دعاء الاستفتاح في الفريضة والنافلة

دعاء الاستفتاح يمكن أن يذكره العبد في مختلف الفروض علاوة ذلك يمكن ترديده في النوافل، على سبيل المثال التهجد أو الضحى بالإضافة إلى السنن الرواتب، ومن جهة أخرى يمكن للموحد أن يدعو في أعقاب الصلوات وقبل التسليم، فيمكنه التعوذ من الفتن مثل المسيح الدجال وعذاب جهنم.

الآداب العامة للدعاء

يجب على المؤمن مراعاة كافة الآداب الخاصة بالدعاء، وهي كالتالي:

الإيمان بالله

  • يجب أن يكون المتضرع موحدًا للخالق مقر بربوبيته، ومن جهة أخرى دارسًا صفاته علاوة على ذلك عارفًا لأسمائه.

الإخلاص

  • يُفضل أن يخلص العبد في دعائه ويبتعد عن الرياء أثناء تفعيله، ومن جهة أخرى يُعظم أسماء الخالق ويدعوه بها.

عدم التكلف

  • يُفضل تجنب التكلف واستخدام كلمات وعبارات بسيطة والتخلي عن السجع وقت الدعاء.

الثناء

  • يجب الثناء على المولى عند الشروع في الدعاء، واتباعها بالصلاة على المصطفى.

استقبال القبلة

  • يجب أن يتجه الداعي ناحية القبلة زيادة على ذلك عليه أن يرفع يديه، متذللًا وخاضعًا لربه وهو يتضرع له.

الثقة بالإجابة

  • يجب أن يثق المؤمن ويكون لديه يقين بأن دعائه سوف يُستجاب، ويُفضل أن يكون خاشعًا ومستشعرًا قدرة الخالق في تحقيق مطالبه.

الإلحاح

  • يُفضل الإلحاح وكثرة التوجه للخالق بالدعاء وطلب العفو وعدم العجلة.

الدعاء بالخير

  • يجب الدعاء بتعرف ما هو خير والتخلي عن التضرع بما يؤذي أو يضر غيره أو ما يجلب قطع الأرحام.

يُفضل ترديد صيغة دعاء الاستفتاح التي وردت في السنة، والتي تكون إثر تكبيرة الإحرام وقبل تلاوة الفاتحة، ويتواجد في كتب السنة العديد من الصيغ، ويمكن للموحد حفظ أحدها وتكرارها في الصلوات سواء أكانت فروض ونوافل، وتتضمن فوائد جمة منها توحيد الله وزيادة التركيز والاعتراف بالخطايا وإظهار الضعف والتودد للخالق، ولا يأثم المسلم إن لم يقم بذكره أثناء الصلوات لأنه من الأمور المستحبة وليست الواجبة.

عزيزي القارئ نتمنى أن نكون قد قدمنا كافة المعلومات لموضوع صيغة دعاء الاستفتاح عبر موقع kololk.com ونحن على أتم الاستعداد للرد على استفساراتكم في أسرع وقت.