ادعية الاستخارة في رمضان

دعاء صلاة الاستخارة اللهم إني أستخيرك بعلمك، و أستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري .

• أو قال: في عاجل أمري وآجله – فاقدره لي، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري .
• أو قال: في عاجل أمري وآجله – فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به، ويسمي حاجته .

والمقصود بـ الاستخارة هي طلب العون  والمساعد من المولي عز وجل أن  يمُنَّ  علىنا بالخير والصلاح في شيء معين نريده، فعندما يصيب الإنسان الحيرة بين أمرين ويعجز عن الوصول بينهما إلي قرار، فهنا يصلي ما يعرف بصلاة الاستخارة.

وهي عبارة عن ركعتين دون الفريضة يدعو فيها بارئه ويسأله الهداية إلي القرار الذي فيه الخير له، سواء كان عملاً أو زواجاً أو دراسة أو سفر وما شابه هذا، ويدعو بدعاء الاستخارة الوارد عن الرسول صلى الله علىه وسلم وهو:

• اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ، وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ العَظِيمِ، فإنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولَا أعْلَمُ، وأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ .

طريقة صلاة الاستخارة ودعائها

صلاة الاستخارة هي سنة عن الرسول، إذ كان صلى الله علىه وسلم  يوصي بها أصحابه، فعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه: (كَانَ النبي صلى الله علىه وسلم يُعَلِّمُنَا الاِسْتِخَارَةَ في الأُمُورِ كُلِّهَا كَالسُّورَةِ مِنَ الْقُرْآنِ).

وعن طريقة أداؤها، يقوم العبد المسلم بأداء ركعتين تطوعاً بخلاف الفريضة، يقرأ في الركعة الأولى سورة الفاتحة و ما تيسر من القرآن الكريم، ومن السنة قراءة سورة الكافرون، وفي الركعة الثانية يقرأ سورة الإخلاص، بعدها يقوم بطرق وخطوات الصلوات العادية ويقوم بالتسليم في نهاية الصلاة، ومن ثم يرفع يديه للدعاء بالأمر الذي يشغل باله ويطلب منه بارئه أن يُتمّمَه له إذا كان فيه خيراً أو يصرفه عنه إذا كان فيه شراً.

• وقد استحسن بعض السلف أن يقرأ المسلم في الركعة الأولى الآية التالية:

(وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ? مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ? سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى? عَمَّا يُشْرِكُونَ*وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ*وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَ?هَ إِلَّا هُوَ ? لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى? وَالْآخِرَةِ ? وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ).

• أما في الركعة الثانية، فيتم قراءة الأية التالية:

(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ? وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا).

متى يقال دعاء الاستخارة

موطن دعاء الاستخارة في الصلاة، وهي من المسائل التي كانت محل خلاف بين العلماء فيما يتعلق بكونه قبل السلام أم بعده، فذهب الجمهور إلي أن موضعه بعد التسليم يكون احسن وأفضل ، لقوله علىه الصلاة والسلام: (“إذا همَّ أحدُكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك).

ويستحب للمسلم أن يستهل دعائه بالحمد والثناء على رب العالمين والصلاة على الحبيب المصطفى، والاحسن وأفضل أن يرفع يديه فهذا من أهم ما هى اسباب استجابة الدعاء، مع مراعاة آداب الدعاء، ومن ثم يقوم بقراءة دعاء الاستخارة وعلىه أن يسمى الشيء محل الاستخارة، ويختتم دعائه مرة آخري بالصلاة على النبي وينبغي أن يكون على يقين وثقة تامة بأنه تعالي سوف يستجيب له وأن يتوكل علىه عز وجل.

إن دعاء الاستخارة من الأدعية التي يمكن ترديدها في كل وقت ومكان، إذ يمكن للعبد المسلم أن يستخير بارئه بالدعاء دون أن تأدية صلاة الاستخارة، وقد صرح رب العالمين لعباده هذا الأمر حتى لا يحرم من تعذرت علىه الصلاة استخارته جلا وعلا في كل أمر  يسبب له الحيرة والقلق.

الحاجة إلي هذا الدعاء متكررة ودائمة ولاسيما إذا كان الأمر مستعجلاً، وإن كان الاحسن وأفضل الجمع بين الصلاة والدعاء، ولكن في حالة الاقتصار على الدعاء فحسب فلا شيء في هذا، إذ تعتبر صلاة الاستخارة من السنن التي لا حرج في عدم القيام بها.

دعاء الاستخارة للزواج الصحيح

يشبه الزواج من أهم القرارات المصيرية التي يحتاج الإنسان فيها الي الاستشارة والتفكير بهدوء، ولهذا من المهم أن يستخير رب العالمين قبل الإقدام على هذه الخطوة، فهو لن يجد في الحياة الدنيا أكثر منه جلا وعلا يقدم له العون والمساعدة، فهو المُطّلعُ على الغيب الذي يعلم خفايا الأمور وما تكنه الصدور من خير أو شر، فربما يكون ظاهر الأمر خيراُ وفي باطنه شرا، وربما العكس، فهنا تتجلى أهمية ومنفعه صلاة ودعاء الاستخارة الذي يعين العبد على إتخاذ القرار الصحيح بعد تفويضه الأمر كله لله تعالى ليقدر له الخير.

جاء في حديث فاطمة بنت قيس عندما خطبها معاوية وأبو جهم بن حذيفة فقال رسول الله صلى الله علىه وسلم «أما أبو جهم فلا يضعُ عصاهُ عن عاتقهِ، وأما معاويةُ فصعْلُوكٌ لا مالَ لهُ، انكحِي أسامةً بن زيدٍ : قالت : فكرهتُه، ثم قال : انكحي أسامةَ بن زيدٍ، فنكحتُه، فجعلَ اللهُ في هذا خيرا واغْتبَطْتُ به».

دعاء الاستخارة للزواج كامل

إن نص دعاء الاستخارة للزواج هو نفسه دعاء صلاة الاستخارة، إذ يقول المسلم: “اللهم أن كنت تعلم أن زواجي من فلانة بنت فلانة ويقول( اسمها ) خير لي في ديني ودنياي وعاقبة أمري فيسره لي ثمّ يُكمل الدعاء بقول: (خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسّره لي ثمّ بارك لي فيه)، ثمّ يُعيدها في الجزء الثاني من الدعاء، فيقول: (وإِن كنت تعلم أنّ هذا الأمر شرّ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري).

هناك الكثير من الأشخاص الذين يصابون بالحيرة في خيارات مجال التدريس أو القسم أو المادة التي يرغبون في دراستها في اى مرحلة من المراحل التعلىمية التي يمرون بها، ومن رحمة المولى عز وجل أن شرع لنا الاستخارة في كل أمورنا الحياتية.

فيمكن للمسلم أن يستخير بارئه عندما يكون مقبلا على زواج أو شراء سيارة أو منزل جديد، أو الانتقال إلي عمل جديد وما شابه هذا، فهنا يجب علىه اللجوء إليه سبحانه وتعالى و استخارته وسؤاله أن يختار له الخير، ويفضل الجمع بين الاستشارة والاستخارة، قال تعالى في كتابه العزيز في سورة آل عمران: (وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ). صدق الله العظيم.

تتواجد المزيد من الأدعية التي يمكن للمسلم ترديدها لتيسير الحفظ وسرعة الفهم، نذكر منها الأتي:

• اللهم ارزقني قوة الحفظ وسرعة الفهم وصفاء الذهن، اللهم ارشدني الى الصواب في الجواب، وبلغني أعلى المراتب في الدين و الدنيا و الآخرة.
• اللهم ذكرني ما نسيت و اطلق به لساني، وقوي به عزمي بحولك وقوتك، فإنه لا حول ولا قوة إلا بك يا أرحم الراحمين.
• لا إله إلا هو العلىم العلام علام الغيوب الحكيم الخبير الحافظ الرقيب المبين الهادي، اللهم افتح على فتوح العارفين بحكمتك.
• اللهم اختر لي الخير ورضني به. وارزقني توفيقك. اللهم ارزقني ذهنًا حاضرًا وعلمًا نافعًا وذكرني إن نسيت أو أخطأت. اللهم إني أعوذ بك من شتات العقل، وقلة التركيز والفهم.

دعاء الاستخارة للسفر

إن احسن وأفضل ما يقوم به الإنسان قبل العزم على السفر لمكان معين، هو ترديد دعاء الاستخارة، والذي لم يرد عن النبي المصطفي سوي نص واحداً له والذي ذكرناه سلفاً، ايضا يمكنه ترديد دعاء السفر الذي علمنا إياه الرسول الكريم علىه الصلاة والسلام، وهو:

الله أكبر الله أكبر الله أكبر،   ” اللّهمّ إنّا نسألُكَ في سَفَرِنَا هذَا البِرّ والتّقْوَى، ومِن العَمَلِ مَاتَرْضَى، اللّهمّ هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرِنَا هذَا وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَه، اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ، وَالْخَلِيفَةُ فِي الأَهْلِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعَثَاءِ السَّفَرِ وَكَآبَةِ الْمَنْظَر وَسُوءِ الْمُنْقَلَبِ فِي الْمَالِ وَالأَهْلِ “.

أهم شروط صلاة الاستخارة

هناك Group جروب من الشروط المرتبطة بصلاة الاستخارة، والتي يمكن ذكرها بإيجاز في Group جروب من النقاط التالية:

• الاستخارة تكون في الأمور الدنيوية المباحة فحسب، كالسفر والزواج والتدريس فهي لا تكون في أمراً مكروهاً أو محرماً، إذ يجب على المسلم أن يستخير بارئه في اى شيء حتى لو تمكن هذا الأمر منه وأصبح لديه الرغبة والميل فيه.
• يشترط لهذه الصلاة ما يشترط للصلوات الأخرى العادية التي يؤديها العبد المسلم من حيث: الوضوء وتلقي القبلة والنية وما غير هذا، ومن يتعذر علىه القيام بها لأي سبب من الما هى اسباب، فهنا يمكنه اذهب إلي المولي عز وجل بدعاء الاستخارة فحسب، وينبغي على المسلم أن يرضى بقضاء الله وقدره.

أهمية ومنفعه صلاة الاستخارة

إن لدعاء وصلاة الاستخارة أهمية ومنفعه كبيرة في حياة كل انسان مسلم، وفيما يلي بيان لأهم فضائلها:

• زيادة تعلق قلب العبد المسلم بخالقه وعدم تعلقه بأي شيء سواه واللجوء اليه والتوكل علىه وتفويض الأمور كلها له وحده لا شريك له.
• تحقيق الطمأنينة والسكينة في قلب المسلم والرضا بقضاء الله وقدره والقناع و ماسكة بما قسمه تعالى له، فيرد الهم والحزن الذي قد يصيبه نتيجة سوء اختياراته.
• يدل على الحاجة الدائمة لرب العالمين والافتقار إليه تعالى، فهو وحده الذي يملك النفع والضر، وهذا يتضح في الجزء التالي من دعاء الاستخارة: (فإنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولَا أعْلَمُ).
• تربية المسلم وتعويده على التوكّل على الله دائما في كل الأمور الحياتية الخاصة به، ايضا أنها تزيد من محبته لربه عندما يتوكل علىه ويرضى بما قسمه تعالى له، وهنا يتحقق له الفرحه.
• يشتمل الدعاء على معاني سامية ومنها إظهار عجز العبد وافتقاره وحاجته الى مولاه والاقرار بوجوده وربوبيته وأسمائه الحسنى طرق ووصفاته الشاملة.
• التوفيق في الاختيار، فمن سأل بارئه ودعاه بإخلاص وصدق أعطاه  حاجته وأكرمه ووفقه لكل تعرف ما هو خير له.

معرفة نتيجة الاستخارة

وهناك اعتقاد خاطئ لدى البعض أن صلاة الاستخارة يعقبها رؤيا او حلم والتي تأتي بمثابة بشارة لتحقيق الأمر، فهذا لم يرد في السنة النبوية الشريفة أو عن السلف الصالح، فلا توجد رؤيا أو أحلام او منامات، إنما الصحيح هو أن يتوكل العبد على خالقه في أداء أمره فإن يسره الله فهو خير وإن أبعده فهو خير، فقضاء الله وقدره كله خيراً، لقوله علىه الصلاة والسلام:  (ما أصابكَ لم يكن ليخطئكَ وأنَّ ما أخطأكَ لم يكن ليصيبَكَ).

يمكن للعبد المسلم تكرار الاستخارة بالصلاة والدعاء مرات عديدة في أوقات متفاوتة، فيُشرَع له أن يقوم بتكرارها في حالة عدم ظهور شيء له، أما إذا أنوصف صدره للأمر فلا يوجد ما يستدعي تكرارها، وتجدر الإشارة هنا أنه في حالة حدوث الرؤيا فهذا لا يعني أن هذا سبب أو نتيجة الاستخارة، فقد يكون الأمر صدفة، ولهذا لا يمكننا أن نبني علىها أحكامنا الدينية والدنيوية.