مدينة رابغ
رابغ مدينة سعودية وهي إحدى مراكز محافظات منطقة مكة المكرمة، وتعد رابغ من المدن السعودية القديمة بسبب موقعها على ساحل البحر الأحمر في إقليم الحجاز، سكنها بني ضمرة من قبيلة كنانة إحدى القبائل العربية الأصيلة في شبه الجزيرة العربية، وعملوا بالتجارة مستفيدين من رابغ البحري وكذلك موقعها على طريق القوافل التجارية في مكة، ويقول الباحثون بأن لرابغ مناخا لطيفا وتربة خصبة وتسقط بها كميات كبيرة من الأمطار، وكانت في مرحلة من المراحل التاريخية منطقة مزدهرة ويعيش أهلها حياة هانئة بدلالة أن أصل كلمة رابغ مأخوذ من النعومة أو رغد العيش.
رابغ قبل الإسلام
لمدينة رابغ موقع متميز من القدم قبل الإسلام وبعده لكونه ممرا يربط بين مكة والمدينة المنورة والمناطق الشمالية من شبة الجزيرة العربية، إذ كانت قوافل قريش تعبر هذه المدينة ذهابا وإيابا، وتتميز منطقة رابغ أيضا بخصوبة تربتها ووفرة الماء فيها، وقد ذكر المؤرخون بأن رابغ يسقط بها الأمطار بكثافة وتتجمع مياه الجبال في واديها وتتشكل البرك، وقد تبقى الماء فيها طيلة فصل الصيف وتنمو الأعشاب مما يوفر لمواشي أهلها المراعي الخصبة لهذه الما هى اسباب كان أهلها يعيشون برغد.
رابغ بعد الإسلام
بعد بعثة نبينا الكريم وهجرته من مكة إلى المدينة المنورة زادت أهمية وفائدة المدينة خاصة بعد أن حدد الرسول الكريم منطقة قريبة منها ميقاتا للحج والعمرة، وهذا يعني أن ينزل الحجاج أو المعتمرون المارون من هذه النواحي في المدينة ويتطهروا ويغيروا ملابسهم ويلبسوا لباس الإحرام، فتوسع العمران في هذه المدينة، وأقيمت المتاجر والأسواق والمصانع ومحطات تحلية المياه وصناعة الإسمنت، كما أنشئت بها مدارس البنين والبنات وفرع لجامعة الملك عبد العزيز.
وتعد مدينة رابغ جزء من إقليم مكة المكرمة الذي يعد من أهم أقاليم المملكة العربية السعودية وأكثرها قيمة دينية على مستوى العالم لوجود الكعبة المشرفة فيها ويعد هذا الإقليم من أكثر أقاليم المملكة العربية السعودية كثافة سكانية، وأوسعها عمرانا، وأكثرها نشاطا تجاريا، وبنيته التحتية من طرق، واتصالات، ومواصلات، وخدمات، ومياه، وكهرباء، فالإقليم قادر على توفير كافة الخدمات لزوار مكة المكرمة على مدار العام، وعدد الزوار ليس بالقليل إذ يتراوح دعمهم بحدود 20000000زائر بين حاج أو معتمر أو سائح، بالإضافة إلى عدد السكان الأصليين، إذ يسكن إقليم مكة المكرمة ربع سكان المملكة أي بحدود 7000000 نسمة.
إن الزائر لمكة المكرمة والكثير من المدن السعودية ومنها رابغ يلاحظ التوسع السنوي لكافة المرافق العامة في مدنه وتطور الخدمات التي تقدم للزائر والحرص على توفير كل وسائل الأمن والراحة له وتنفق الحكومة السعودية سنويا المليارات على تطوير هذه الخدمات.
