الصلاة
قال تعالى: (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا). الصلاة ثاني دعائم الإسلام وأركانه، وهي فرض على كل مسلم بالغ عاقل، لا تسقط بحال، وهي الصلة بين العبد وربه، وفيها يناجيه ويتقرب منه، وفيها اللذة والخشوع والسكينة والراحة، وتتنزل فيها الرحمات والمغفرة، وأول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة؛ فالويل الويل لمن جحدها وتركها.
خمس صلوات مفروضة في اليوم والليلة، تؤدى في أوقاتها المحددة، بعدد ركعاتها المحددة، واستقبال الكعبة المشرفة، ولكن هناك استثناءات ورخص حددها الشرع تتغير فيها جهة الصلاة وعدد ركعاتها؛ كصلاة الخوف وصلاة المسافر، وذلك رحمة من الخالق العظيم بعباده الضعفاء ومن منه وكرمه، لما في ذلك من مشقة وخوف ونصب.
طريقة كيف يمكن للمسافر أن يؤدي الصلاة حال سفره
أداء صلاة السفر اتباع لسنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وفيها الأخذ بالرخص؛ فللمسافر القصر والجمع لحظة خروجه من بلده، ولكن بشروط من الواجب توافرها حتى يتسنى للمسافر أداء هذه الصلاة، وهي أن تكون المسافة تقدر بحوالي ثلاثة وثمانين كيلومترا، وأن لا تقل عن ذلك، وأن تكون نية الإقامة في المكان المقصود التوجه إليه أربعة أيام فما فوق؛ كسفره لقضاء أمر ما ثم العودة عند الانتهاء من أدائه، وكزيارة أقارب له في بلد ما، أما من ذهب لإتمام دراسته مثلا أو كغيرها من الأمور التي تستوجب مدة زمنية طويلة، فقد رجح العلماء أداء الصلاة كما فرضت وعدم أدائها كصلاة مسافر، وذلك لأخذ الحيطة والحذر، ولما فيه من الكمال والأمان من تضييع حق الصلاة.
يصلي المسافرالصلاة الرباعية ركعتين، بمعنى أن يقصر صلاة الظهر ذات الأربع ركعات فيصليها ركعتين، وكذلك أربع ركعات العصر تصلى ركعتين، ولا يتم القصر إلا في الصلاة الرباعية، فصلاة المغرب والفجر لا قصر فيهما، بل تصلى كما لو كان حاضرا مقيما في بلده، وأما الجمع فيتم الجمع بين صلاة الظهر والعصر، وصلاة المغرب والعشاء، وذلك تقديما أو تأخيرا، وعند البدء بالصلاة ينوي الجمع بهما.
يجب أن لا يفصل بين الصلاتين فاصل طويل؛ بل يجب التتابع، وأن يقيم الصلاة لكل ركعتين على حدة، لا بإقامة واحدة، بمعنى أن تصلى صلاة العصر مع صلاة الظهر وذلك في وقت صلاة الظهر، فهذا جمع تقديم، أو تصلى صلاة الظهر مع صلاة العصر وذلك في وقت صلاة العصر، وهذا جمع تأخير؛ فتصلى صلاة الظهر ركعتين، ثم يسلم المسافر، ثم يصلي صلاة العصر ركعتين، ثم يسلم، وبالمثل الجمع بين صلاتي المغرب والعشاء.