العيد
في الإسلام عيدان اثنان هما: عيد الفطر، وعيد الأضحى، حيث يأتي هذان العيدان في أجل أوقات العام، فالعيد الأول يأتي بعد شهر عظيم، بل أحب الشهور إلى الله تعالى، وهو شهر رمضان الذي ارتبط بالصيام، أما العيد الثاني فيأتي بعد فريضة عظيمة جليلة هي بمثابة الاجتماع السنوي للأمة كلها، وهي فريضة الحج في شهر ذي الحجة.
ارتبطت بالعيدين العديد من الطقوس، منها ما كان له أصل ديني، ومنها ما كان له أصل شعبي، أي أن الطقوس من النوع الثاني تطورت مع الزمن من الثقافات الشعبية المختلفة، والعادات والتقاليد المتبعة في كل منطقة من المناطق، إلا أن الطقوس من النوع الثاني تتبع للاختلاف الثقافي بين أبناء الأمة، أما الطقوس الدينية من النوع الأول فهي تجمع المسلمين كلهم من أقصى الأرض إلى أقصاها، وهذا ليس تقليلا من قيمة النوع الثاني، بل على العكس فالطقوس الشعبية تضاهي الطقوس الدينية في الأهمية، إلا أن كلا منها يسير في اتجاه، ويمكن لنا أن نرى طقوسا دينية تلاقحت مع الطقوس الشعبية في تمازج فريد، أو من الأحرى القول أن فلسفة الطقوس الدينية في العيدين على الأغلب هي التقريب بين الناس المتباعدين، وترميم المجتمع كاملا، حيث يسند القوي فيه الضعيف، ويتحد المسملون في كافة أنحاء الأرض، ومن هنا يمكن القول أن صلاة العيدين هي من العبادات والطقوس الدينية التي ارتبطت بالعيدين وفق الشريعة الإسلامية، والتي تحمل في طياتها أهدافا سامية عظيمة.
صلاة عيد الأضحى
صلاة العيدين إجمالا هي صلاة تصلى في اليوم الأول من أيام العيد سواء عيد الفطر، أو عيد الأضحى، وهما ركعتان اثنتان، تصليان بعد زوال حمرة الشمس، وينتهي وقتها مع زوال الشمس.
يقوم الإمام بالتكبير في الركعة الأولى سبع تكبيرات عدا تكبيرة الإحرام، ويكبر المصلون خلفه بعد كل تكبيرة يكبرها هو، ثم يكمل الإمام الركعة الأولى بشكل اعتيادي حيث يقرأ في الركعة الأولى سورة الفاتحة، ثم يتبعها بسورة (ق) أو الأعلى، وبعد أن ينهض من السجود يقوم مكبرا تكبيرة القيام، ثم يكبر خمس تكبيرات، ويقرأ سورة الفاتحة، ثم يتبعها سورة القمر، أو الغاشية، وهذه هي سنة الرسول صلى الله عليه وسلم في صلاة العيد، وبعد أن تنتهي الصلاة يصعد الإمام على المنبر ويلقي خطبة العيد والتي تلم شمل المسلمين وتكون بمثابة تهنئة وترحيب لهم، وتذكرة لهم بما ينبغي عليهم أن يفعلوه من حسنات، وما يجب عليهم أن يبتعدوا عنه من سيئات.
