شعر امل دنقل

شعر امل دنقل

أمل دنقل: شاعر مصري قومي عربي، ولد بين أسرة نوبية بقرية اسمها القلعة، وهي مركز قفط لمحافظة قنا في الصعيد المصر. عام 1983م وعمره 43 سنة.

له العديد من القصائد أذكر بعضها هنا:



(العرافة المقدسة)




جئت إليك مثخنا بالطعنات والدماء

أزحف في معاطف القتلى، وفوق الجثث المكدسة

منكسر السيف، مغبر الجبين والأعضاء

أسأل يا زرقاء

عن فمك الياقوت عن نبوءة العذراء

عن ساعدي المقطوع .. وهو ما يزال ممسكا بالراية المنكسة

عن صور الأطفال في الخوذات... ملقاة علي الصحراء

عن جاري الذي يهم بارتشاف الماء

فيثقب الرصاص رأسه .. في لحظة الملامسة

عن الفم المحشو بالرمال والدماء

أسأل يا زرقاء

عن وقفتي العزلاء بين السيف .. والجدار

عن صرخة المرأة بين السبي والفرار

طريقة كيف حملت العار

ثم مشيت؟ دون أن أقتل نفسي؟ دون أن أنهار؟

ودون أن يسقط لحمي .. من غبار التربة المدنسة؟

تكلمي أيتها النبية المقدسة

تكلمي بالله باللعنة بالشيطان

لا تغمضي عينيك، فالجرذان

تلعق من دمي حساءها .. ولا أردها

تكلمي لشد ما أنا مهان

لا الليل يخفي عورتي .. ولا الجدران

ولا اختبائي في الصحيفة التي أشدها

ولا احتمائي في سحائب الدخان

.. تقفز حولي طفلة واسعة العينين.. عذبة المشاكسة

كان يقص عنك يا صغيرتي .. ونحن في الخنادق

فنفتح الأزرار في ستراتنا .. ونسند البنادق

وحين مات عطشا في الصحراء المشمسة

رطب باسمك الشفاه اليابسة

وارتخت العينان

فأين أخفي وجهي المتهم المدان؟

والضحكة الطروب: ضحكته ..

والوجه .. والغمازتان



قصيدة البكاء بين يدي زرقاء اليمامة



أيتها العرافة المقدسة ..

جئت إليك .. مثخنا بالطعنات والدماء

أزحف في معاطف القتلى، وفوق الجثث المكدسة

منكسر السيف، مغبر الجبين والأعضاء.

أسأل يا زرقاء ..

عن فمك الياقوت عن، نبوءة العذراء

عن ساعدي المقطوع.. وهو ما يزال ممسكا بالراية المنكسة

عن صور الأطفال في الخوذات.. ملقاة على الصحراء

عن جاري الذي يهم بارتشاف الماء..

فيثقب الرصاص رأسه .. في لحظة الملامسة !

عن الفم المحشو بالرمال والدماء !! أسأل يا زرقاء ..

عن وقفتي العزلاء بين السيف .. والجدار !

عن صرخة المرأة بين السبي. والفرار ؟

طريقة كيف حملت العار..

ثم مشيت ؟ دون أن أقتل نفسي ؟ ! دون أن أنهار ؟ !

ودون أن يسقط لحمي .. من غبار التربة المدنسة ؟ !

تكلمي أيتها النبية المقدسة

تكلمي .. بالله .. باللعنة .. بالشيطان

لا تغمضي عينيك، فالجرذان ..

تلعق من دمي حساءها .. ولا أردها !

تكلمي ... لشد ما أنا مهان

لا الليل يخفي عورتي .. ولا الجدران !

ولا اختبائي في الصحيفة التي أشدها ..

ولا احتمائي في سحائب الدخان !

تقفز حولي طفلة واسعة العينين .. عذبة المشاكسة

كان يقص عنك يا صغيرتي .. ونحن في الخنادق

فنفتح الأزرار في ستراتنا .. ونسند البنادق


وحين مات عطشا في الصحراء المشمسة ..

رطب باسمك الشفاه اليابسة ..

)

فأين أخفي وجهي المتهم المدان ؟

والضحكة الطروب : ضحكته..

والوجه .. والغمازتان ! ؟


...


أيتها النبية المقدسة ..

لا تسكتي .. فقد سكت سنة فسنة ..

لكي أنال فضلة الأمان

قيل لي "اخرس .."

فخرست .. وعميت .. وائتممت بالخصيان !

ظللت في عبيد ( عبس ) أحرس القطعان

أجتز صوفها ..

أرد نوقها ..

أنام في حظائر النسيان

طعامي : الكسرة .. والماء .. وبعض الثمرات اليابسة .

وها أنا في ساعة الطعان

ساعة أن تخاذل الكماة .. والرماة .. والفرسان

دعيت للميدان !

أنا الذي ما ذقت لحم الضأن ..

أنا الذي لا حول لي أو شأن ..

أنا الذي أقصيت عن مجالس الفتيان ،

أدعى إلى الموت .. ولم أدع إلى المجالسة !!

تكلمي أيتها النبية المقدسة

تكلمي .. تكلمي ..

فها أنا على التراب سائل دمي

وهو ظمئ .. يطلب المزيدا .

أسائل الصمت الذي يخنقني :

" ما للجمال مشيها وئيدا .. ؟! "

أجندلا يحملن أم حديدا .. ؟!"

فمن ترى يصدقني ؟

أسائل الركع والسجودا

أسائل القيودا :

" ما للجمال مشيها وئيدا .. ؟! "

" ما للجمال مشيها وئيدا .. ؟! "

أيتها العرافة المقدسة ..

ماذا تفيد الكلمات وعبارات البائسة ؟

قلت لهم ما قلت عن قوافل الغبار ..

فاتهموا عينيك، يا زرقاء، بالبوار !

قلت لهم ما قلت عن مسيرة الأشجار ..

فاستضحكوا من وهمك الثرثار !

وحين فوجئوا بحد السيف : قايضوا بنا ..

والتمسوا النجاة والفرار !

ونحن جرحى القلب ،

جرحى الروح والفم .

لم يبق إلا الموت ..

والحطام ..

والدمار ..

وصبية مشردون يعبرون آخر الأنهار

ونسوة يسقن في سلاسل الأسر، وفي ثياب العار

مطأطئات الرأس.. لا يملكن إلا الصرخات الناعسة !

ها أنت يا زرقاء

وحيدة ... عمياء !

وما تزال أغنيات الحب .. والأضواء

والعربات الفارهات .. والأزياء !

فأين أخفي وجهي المشوها

كي لا أعكر الصفاء .. الأبله.. المموها.

في أعين الرجال والنساء !؟

وأنت يا زرقاء ..

وحيدة .. عمياء !

وحيدة .. عمياء !



تعليق على ما حدث في مخيم الوحدات




-1-


قلت لكم مرارا

إن الطوابير التي تمر..

في استعراض عيد الفطر والجلاء

(فتهتف النساء في النوافذ انبهارا)

لا تصنع انتصارا.

إن المدافع التي تصطف على الحدود، في الصحارى

لا تطلق النيران.. إلا حين تستدير للوراء.

إن الرصاصة التي ندفع فيها.. ثمن الكسرة والدواء:

لا تقتل الأعداء

لكنها تقتلنا.. إذا رفعنا صوتنا جهارا

تقتلنا، وتقتل الصغارا !


-2-


قلت لكم في السنة البعيدة

عن خطر الجندي

عن قلبه الأعمى، وعن همته القعيدة

يحرس من يمنحه راتبه الشهري

وزيه الرسمي

ليرهب الخصوم بالجعجعة الجوفاء

والقعقعة الشديدة

لكنه.. إن يحن الموت..

فداء الوطن المقهور والعقيدة: فر من الميدان

وحاصر السلطان

واغتصب الكرسي

وأعلن "الثورة" في المذياع والجريدة!


-3-


قلت لكم كثيرا

إن كان لابد من هذه الذرية اللعينة

فليسكنوا الخنادق الحصينة

(متخذين من مخافر الحدود.. دورا)

لو دخل الواحد منهم هذه المدينة:

يدخلها.. حسيرا

يلقى سلاحه.. على أبوابها الأمينة

لأنه.. لا يستقيم مرح الطفل..

وحكمة الأب الرزينة..

مع المسدس المدلى من حزام الخصر..

في السوق..

وفى مجالس الشورى


...


قلت لكم..


لكنكم..

لم تسمعوا هذا العبث

ففاضت النار على المخيمات

وفاضت.. الجثث!

وفاضت الخوذات والمدرعات.

مشاركة المقال
x
اغلاق

مذكرات يوميه - نوع غشاء البكاره - الحروف الابجدية - كلام رومانسي - شهر 12 - كلام عن الام - خواطر حب - صفحات القرآن - الجري السريع - محيط المستطيل - كلام جميل عن الحب - كلمات عن الام - كلام في الحب - عبارات تهاني - كلام حب و عشق - طرق إثارة - دعاء للمريض - كلام حلو - الحروف العربية - قناة السويس - العشق - دعاء للميت - محيط المثلث - ادعية رمضان - أعرف نوع الجنين - كلام جميل