سبب خسوف القمر عندما يكون بدرا
ظاهرة خسوف القمر من الظواهر الجميلة والممتعة للنظر، وقد نسج عنها العديد من الخرافات والأساطير قبل الإسلام، ولكن الإسلام جاء ليوضح كونها أحد أيات الله، وظاهرة كونية ولا صحة لتلك الخرافات، وفي تصريح لأحد علماء المجمع الفلكي في بريطانيا روبرت ماسي قال فيه: "لا نعتبر هذه الظاهرة ذات قيمة فلكية إلا أن العديد من الناس يستمتعون بمشاهدتها"، وهذه النتيجة وصلو لها بعد سنوات طويلة من الدراسة والمراقبة لهذه الظاهرة بشكل دقيق، فقد كانت النظريات القديمة تقول أن حدوث الخسوف دليل على تنينا قد إبتلع القمر، أو أن هنالك حدثا خطيرا سيحدث حين الخسوف وغيرها من الأساطير التي ليس لها أي أساس علمي.
كان النبي عليه الصلاة والسلام أول من وضع الأسا العلمية لهذه الظاهرة (تشمل كسوف الشمس وخسوف القمر)، فقال: (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله تعالى لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله تعالى وإلى الصلاة) [متفق عليه]، فمن حديث النبي نعلم أن خسوف القمر لن يؤثر على البشر، وهي ظاهرة كونية أشار لها النبي بكونها إحدى أيات الله، وهي من الدلالات على عظمة الخالق وقدرته ودقة صنعه.
طريقة كيف يحدث خسوف القمر
يحدث خسوف القمر وختفاؤه لفترة من الزمن عندما يكون القمر بدرا، وذلك ينتج حين وقوع الأرض بين كلا من الشمس والقمر، فيحجب عنها الأشعة الناتجة من إنعكاسها على القمر، ويختفي القمر وتصعب رؤيته كاملا، وفي أحيان قد يرى أثرا منه، وتحدث هذه الظاهرة كل عام مرة بحد أدنى، وفيها يظهر القمر بشكل قرص نحاسي محمر متوهج، نتيجة لإعتراض الغبار والغيوم في التي في الجو لطريق أشعة القمر فتتبدد تلك الأشعة، ويضهر لنا هذا التوهج، أما سرعة دوران القمر فتبلغ حوالي كيلومترا في الثانية خلال الخسوف، ومدة الخسوف 100 دقيقة عادة، وتبلغ درجة حررة سطح القمر 130 درجة مئوية، وهذه الحرارة كافية لتحدث غليان للماء، وفي حين اعتراض الأرض لأشعة الشمس تقوم بحجبها بالكامل، فتنخفض درجات الحرارة إلى 99 درجة تحت الصفر على سطح القمر، أي أنه يحدث تغيرا على درجات الحرارة بحدود 229 درجة مئوية على حرارة سطح القمر أثناء حدوث الخسوف لمدة الساعة والنصف.
سبب عدم حدوث الخسوف كل شهر
من حكمة الله تعالى أنه جعل مدار القمر يميل بمقدار 5 درجات عن مدار الأرض حول الشمس، لذلك فهو يمضي أغلب فترة دورانه أعلى أو أدنى من الخط الذي يفصل بين الشمس والأرض، ولكن برغم هذا الميلان فإن القمر سوف يعبر على نفس مستوى المدار لمرتين إلى أربع مرات في كل عام، وفي هذه المرات يحدث فيها الخسوف بشكل جزئي أو كلي للقمر، وهذا ما يزيد من روعة وجمال الخالق لهذه الظاهرة (فتبارك الله أحسن الخالقين)، ومن الجدير بالذكر أن حدوث الخسوف هو مجرد صورة مصغرة عن الخسوف الأعظم الذي سيحدث يوم القيامة وفيه يختفي ضوء القمر بشكل كامل، يقول تعالى: (فإذا برق البصر * وخسف القمر * وجمع الشمس والقمر * يقول الإنسان يومئذ أين المفر)، وإلى الآن فإن أطول خسوف كلي للقمر حدث قد استمر لمدة ساعة و 40 دقيقة.
هل رؤية خسوف القمر آمنة
إن مشاهدة خسوف القمر آمنة تماما بعكس كسوف الشمس، لذلك فإن مشاهدة خسوف القمر كظاهرة جميلة يمكن الإستمتاع بها بشكل آمن، ونحن كمؤمنين يجب علينا عند مشاهدة الخسوف أن ندعو بالدعاء الذي علمنا إياه الله تعالى: (ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار * ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار * ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار * ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد).