صحراء أتاكاما
صحراء أتاكاتعرف على ما هى منطقة صحراوية أمريكية، وهي عبارة عن شريط صحراوي طوله يصل إلى تسعمائة وسبعين كيلو مترا مربعا تقريبا، ومن المعروف أن المناطق الصحراوية في العادة تتميز بالمناخ الحار جدا والجاف في الوقت نفسه، إلا أن صحراء أتاكاما تتميز بالبرودة العالية، حتى أن درجة الحرارة فيها تصل أحيانا إلى الصفر المئوي، إلا أن الأمطار تهطل فيها بنسبة ضعيفة جدا لا تكاد تذكر، أما فيما يتعلق بطريقة الحصول على المياه في هذه المنطقة فذلك يتم من خلال عدة مصادر؛ كالثلج أو البحيرات المالحة، أو من خلال الندى أو الضباب.
موقع صحراء أتاكاما
هذه الصحراء ذات الصفات الغريبة، تقع في قارة أمريكا الجنوبية، حيث إنها تقع بين دولتي التشيلي والبيرو، حيث يبدأ امتدادها من منطقة تاكنا في شمال التشيلي، وتمتد إلى الجهة الجنوبية من البيرو بمسافة تقريبية تصل إلى 970 كيلو مترا مربعا، ومن أهم حدود هذه الصحراء هما المحيط الهادئ، وجبال الأنديز، حيث يحداها من جهتي الغرب والشرق على التوالي.
وفيما يتعلق بطبيعة غطائها، فهي مغطاة بالرمال والحصى، وتمتد فيها مسطحات ملحية واسعة المدى، وكما ذكرنا أن الأمطار تهطل بنسبة تؤول إلى الصفر، حيث إنها لا تزيد عما نسبته 1.3سم سنويا، مما يجعلها مصنفة على أنها المنطقة الأكثر جفافا على مستوى العالم.
أهميتها الاقتصادية
على الرغم من أنها منطقة جافة، إلا أن لها أهمية وفائدة إقتصادية وتجارية كبيرة؛ ذلك لأنها غنية بالمعادن الهامة؛ كالنحاس، و الليثيوم، و الفضة ونترات الصوديوم، حيث صنفت هذه المنطقة على أنها المورد الطبيعي الذي يحتل المرتبة الأولى في تصدير نترات الصوديوم، ومن أهم الاستخدامات التي تدخل فيها نترات الصوديوم، والتي كانت تستخرج بكميات كبيرة من المنطقة منذ بداية الأربعينيات، هي صناعة البارود والأسمدة بأنواعها، كذلك عندما تم البدء بتصنيع نترات الصوديوم، كانت صحراء أتاكاما أيضا صاحبة المركز الأول في صناعته وتصديره، أي أنها لم تحتل المركز الأول في تصدير واستخراج نترات الصوديوم الطبيعية فحسب، وإنما الصناعية أيضا.
و يذكر أن صحراء أتاكاما كانت تحت سيطرة كل من البيرو وبوليفيا، حتى قامت التشيلي بإعادة صحراء أتاكاما تحت سيطرتها في حرب المحيط الهادئ، بعد انتصارها على كل منهما، وكان ذلك مابين عامي 1879 - 1883، إلا أن التشيلي قامت بإعادة الجزء الشمالي من هذه الصحراء إلى البيرو وكان ذلك في عام 1929م.
كما يذكر أن ما يقارب مئة وسبعين مدينة تعدين كانت قد أقيمت على أراضي صحراء أتاكاما، بهدف التعدين وتصنيع نترات الصوديوم، مما أدى إلى اتساخ المنطقة وتعكير صفوها، واستمر هذا الحال حتى بدء تصنيع نترات الصوديوم في ألمانيا بشكل رسمي.